التاريخ : 06-06-2017
رقم الموضوع : 0
مجلة : من إعداد عبد القادر كعبان/الجزائر
حوار مع القاصة المصرية غادة هيكل م
حوار مع القاصة المصرية غادة هيكل
من إعداد عبد القادر كعبان/الجزائر
غادة هيكل واحدة من المبدعات المصريات اليوم، لها طريقتها في الكتابة عموما و القصة على وجه الخصوص حيث ترسم لها ملامح نكاد نتلمسها بين تلك التفاصيل الصغيرة، و بمناسبة صدور مجموعتها القصصية الجديدة "محاولة فاشلة" عن دار حروف منثورة للنشر الالكتروني فتحنا معها الحوار الآتي:
في البداية نود التعرف على المبدعة غادة هيكل الإنسانة؟
فى البداية اتقدم بالشكر للصحفى النشيط جدا والقاص المتمكن ( عبد القادر كعبان )
غادة هيكل ، ليسانس اداب قسم تاريخ زوجة وأم لاربعة أطفال ، اقدس حياتى الشخصية ولا ادع أى شئ آخر يطغى عليها ، حتى الكتابة تأتى فى مرحلة لاحقة بعد ربة البيت ،وكذلك العمل فى الصحافة ، أو أى نشاط مجتمعى آخر ،انسانة عادية تحاول فقط التواجد داخل المجتمع ومشاركة كل ايجابياته وسلبياته بصدر رحب .
كيف كانت بدايتك مع الكتابة عموما و القصة تحديدا؟
الكتابة الأدبية هبة من الله تعالى ، أن تبلور الواقع الجيد منه والسئ فى شكل قصة ما ، تضفى عليها روح الحياة وتجارب الآخرين ، هى بالفعل هبة تكون مغروسة داخل النفس يكتشفها الأديب فى مرحلة ما قد تكون متقدمة أو متأخرة ، ولعل التطور التكنولوجى هو الذى ساهم بشكل فعال فى اظهار هذه الموهبة ،ولكن أجدنى تأخرت فيها بعض الشئ .
أبارك لك صدور مجموعتك القصصية الجديدة الموسومة "محاولة فاشلة"، فهل يمكن أن تحدثينا عنها؟
لماذا اخترت لمجموعتك القصصية هذا العنوان بالذات؟
شكرا لك - هذه المجموعة ليست الأولى لى ولكن سبقها مجموعة ورقية فى القصة القصيرة جدا بعنوان ( لهن أحكى ) هى حاليا فى المكتبات تتحدث عن المراة وعن بعض مشاكل المجتمع فى قالب قصصى قصير جدا .
، وهذه المجموعة الاليكترونية التى صدرت إهداء من موقع حروف منثورة ، شكرا لهم .
محاولة فاشلة : هو عنوان لإحدى القصص الحقيقية التى لامستها فى حياتى ، فالحياة الأسرية مليئة بالمشاكل والمفارقات العجيبة وهذه واحدة منها ، محاولة الصلح بين زوجين كل منهم يبحث عن نفسه فقط بعيدا عن السكن والرحمة والتراحم التى تقوم عليها الأسرة ، ثم كانت محاولات الصلح التى انتهت بهذه النهاية الصادمة ،ثم توالت قصص المجموعة التى تمس حياة المرأة بشكل أو بآخر ، وأعلن هنا تحيزى الكامل للمرأة وابراز مشاكلها أى كانت معها أو ضدها لأنها عماد أى مجتمع صالح
ماقولك حول الشبكة العنكبوتية (الانترنت) وهل كانت فعالة فى نشر إبداعك؟
للشبكة العنكبوتية فضل كبير علىّ فى نشر القصص والتواصل مع الكتاب والادباء من جميع انحاء العالم العربى والغربى ، والإطلاع على ثقافات مختلفة ،كما نقول ، لقد انتقل العالم اليك فى مخدعك ، واتاح لى نشر العديد من القصص بضغطة زر فى عديد من الصحف الاليكترونية والورقية فى دول عده ، والتواصل مع العديد من الكاتبات المصريات والعرب والتحدث معهم مباشرة دون حواجز.
ما هو العمل القصصي الذي قرأته غادة هيكل أكثر من مرة؟ و لماذا؟
احاول دائما الاطلاع على الجديد ، والبحث عن روائع القصة العالمية ، من القصص الرائعة الانسانية جدا والتى أشغف بقراءتها قصة (نظرة) ليوسف ادريس هذا الجميل الذى كان يغوص فى المجتمع بكل تفاصيله لدرجة النظرة استطاع أن يبلورها فى قصة من اجمل ما قرأت .
ما قول المبدعة غادة هيكل في فن القصة بين الأمس و اليوم؟
لكل مرحلة مستحدثات سواء فى اللغة أو التطور المجتمعى أو الثقافى او حتى التقلبات السياسية ، كل هذا ينعكس على الاديب فى محاولة الكتابة والتفاعل مع هذه المتغيرات ، فمثلا ثورات الربيع العربى كان لها نصيب كبير حتى الأن من الكُتاب فى رصد التحولات التى طرأت من خلالها ، سواء فى القصة أو الشعر أو الرواية ، فمثلا لى قصة قصيرة جدا من مجموعة لهن أحكى :
(من حكايا الميدان)
*بينه وبينهم خطوات ، ضجيج يتعالى، أصوات نداءات لا يعيها، يسير بهوادة ،تنطلق رصاصة ، يترنح فى الهواء ، ، تنهمر دماؤه مع انعكاس أشعة الشمس ، فتسيل دافئة دافقة ، يبتسم مع خطواته الأولى نحو الحياة *
لعب
*****
لعب كثيرا كى يستمتع ،أمسك بالخيط ، حرك عرائسه بدقة ، أفلتت منه واحدة ،دبت فيها الروح، حررت باقى العرائس ، فى غفلة منه ، أشعلن المسرح .
هل أنت مع من يقولون أن الرواية أصبحت سيدة الأجناس بلا منازع؟
الرواية سوف تظل هى الأولى والأخيرة فى حياة القارئ ، وخاصة الجيد منها الذى يجذب القارئ لمواصلة القراءة ، ولكن مع السرعة فى كل شئ التى اجتاحت العقول كان لابد للقصة القصيرة وحاليا القصيرة جدا وحتى ما يقال عنها الومضة ، أن يكون لها مكان ، ولن ننسى أليس مونرو التى فتحت الأبواب أمام القصة القصيرة عندما فازت بجائزة نوبل ، هذه تعتبر نقلة كبيرة جدا فى حياة القاص بشكل خاص ولكن سوف تظل الرواية هى حياة القارئ الذى يريد أن يقضى وقتا دافئا وخاصا فى ساعات الغروب بصحبة الكتاب .
ما هو رأي غادة هيكل بثقافة المرأة العربية عموما و المصرية على وجه التحديد؟
المرأة العربية ومع التطور التكنولوجى لم تعد موؤدة داخل منزلها بحكم التسلط الذكورى ، والمرأة العربية مثقفة جدا ومتطلعة جدا وقارئة جيدة جدا اذا أتيح لها المناخ المناسب ، والمرأة المصرية دائما سباقة فى هذا الشان ، فهى سياسية ، وناشطة اجتماعية ، وأم مجتهدة ، وعاملة متفوقة ، وتعول أحيانا أسرة كاملة بلا شكوى ، هذا كله يعود إلى ثقافة عالية للمرأة المصرية تدعمها دائما للتقدم والرقى ، رغم كل الدعوات التى تدفعها للتقوقع مرة أخرى ولكن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء أبدا .
ما مدى اقتراب غادة هيكل من الأدب الجزائري؟
غادة هيكل على درجة كبيرة من التقارب مع الادب الجزائرى من خلال الاصدقاء والصحف الاليكترونية الجزائرية لى العديد من القصص على موقع جريدة الوطن الجزائرية ، واكيد لن أنسى أحلام مستغانمى الكاتبة الجزائرية الجميلة ، واسينى الاعرج ، عمار بلحسن ، ....
كلمة أخيرة للقارئ؟
للقارئ العزيز أقول دائما اقرأنى بقلبك وليس بعيونك فقط ، غص فى القصة لتتحول بين يديك إلى حياة فهى دائما تعبر عن حياة ما فى مكان ما فى زمن ما .
ولك اتمنى كل التوفيق فى حياتك العملية والادبية شكرا لك على هذا الحوار
