أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

لِيعفِنا المنظِّرون من نظرياتهم بقلم ميشلين أبي سلوم

لِيعفِنا المنظِّرون من نظرياتهم بقلم ميشلين أبي سلوم
 لِيعفِنا المنظِّرون من نظرياتهم
بقلم ميشلين أبي سلوم

وطننا ليس تلك الرقعة الصغيرة من الأرض ما كان مهدداً ... فالرقعة هذه باقية مهما كانت نتائج الصراع. وباق جمال الأرض أيضا ومناخها وسهولها ووديانها وجبالها وشواطئها.
ولكن ما كان مهدد بالزوال هنا هي طبيعة علاقتنا بهذه الأرض ونوع الحياة فوقها والحضارة والحرية. وهل تبقى لنا الأرض أم تنتقل إلى السوى مع كل ما بيننا وبينها من ذكريات مشتركة ومحبة متبادلة مع السنديانة التي تظلل مصطبة البيت والدالية المتسلقة جدرانه بحدب عليه لا ينتهي.. مع كل ما ينشأ عادة بين الإنسان وأرضه وبيته من روابط لا توصف!؟
ولو خسرنا الأرض لخسرنا أيضا نوع الحياة فيها، والحضارة والحرية. وفي سبيل هذا كله استبسل مقاتلونا دونما حاجة إلى أي إعلان. فقد آثروا الموت على العيش وفق أنماط مستوردة أو مفروضة أو مزوّرة. إن ثمة نظرة لنا معينة إلى الحياة وإلى الإنسان والشخصية الإنسانية تشكل هذا اللبنان. ولبنان هو هذه القيمة. ولم يكن من الضروري أن يحدد شبابنا ورفاقنا هذه القيمة ويعلنوها ويتباروا في وصفها، لكي يبرروا الشهادة ويهددوا أسبابها. فهي شيء من الذات بل إنها الذات اللبنانية نفسها أو تموت الذات إذا ماتت القيمة. وعند هذا الحد كان الاختيار وقد أقدم عليه شبابنا بصورة عفوية تلقائية كما هو الحب مثلاً إذا ربط شخصاً بشخص آخر!
أما لبنان الجديد الذي حلموا به ربما فليس أكثر من هذه القيمة ومعناه أنهم رفضوا ورفضنا معهم كل ما أضيف ويضاف إليها زوراً فأفسدها وشوّه معانيه وهويتها.
رفضوا ذهنية الاستغلال الرخيص والربح السريع والرياء وقلة الحياء والتفاهة والسطحية أي كل ما لا يتلاءم مع هذه القيمة.
وليعفنا المنظرون من نظرياتهم ورؤاهم وسفسطائهم!!