أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

Hind Ahmad الأستاذ الشاعر من فلسطين خالد اغباريه كتب عن منجزي (ذاكرة نجمة) أطيب تحياتي مع الود..نُشرت في جريدة الرشيد الغراء...

Hind Ahmad الأستاذ الشاعر  من فلسطين خالد اغباريه كتب عن منجزي (ذاكرة نجمة)  أطيب تحياتي مع الود..نُشرت في جريدة الرشيد الغراء...
 Hind Ahmad
الأستاذ الشاعر من فلسطين خالد اغباريه كتب عن منجزي (ذاكرة نجمة) أطيب تحياتي مع الود..نُشرت في جريدة الرشيد الغراء...
قراءة في ديوان ذاكرة نجمة للشاعرة العراقية هند احمد
خالد اغباريه - فلسطين
أقرأ أمامي ديوان للأستاذة هند أحمد العراقية تحت عنوان (ذاكرة نجمة)، يتألف من ثمانين قصيدة، وأنهته بثلاث وستين ومضة، تُوِّجت منها سبع وخمسون قصيدة بصورة استيحائية معبرة، في مائة وتسع وسبعين صفحة، حيث يتوه القارئ في عتبات تلك اللوحات الفنيّة الكلامية والرسومات الرائعة، التي تتكئ على رومانسيةّ الحروف، كالليل في هدوئه، والأنوثة وسحرها، والبوح الشفاف، لشاعرة أحبت الشعر، تجعل المتلقّي يتأمّل أكثر فأكثر في إيقاعات حروفها المرصعة بنصوصها الفاتنة، حيث تبدأ نصوصها بخطاب لنهر دجلة وتُسِرُّ له من أسرارها فتقول في قصيدة (دجلتي):
سأسرك بشيء..
فقد أفقت من سباتي
كم كنت مثقلة، سأرمي ثقل همومي
ها هي سلالي سأرميها لتجرفها
يا دجلة
كما قلت لي
فهي ترمي بأسرارها لدجلة ذاك النهر الذي أصبح يما ما أسودا من حروف كانت قد أحرقت فيه.
وتتحدث عن الحديث بين الأرواح فتقول في قصيدة (حديث الأرواح) :
ملونة
هي المشاعر .. حين تراها
صفراء .. حين فورانها
حمراء .. عند اشتعالها
.......
شهدوا .. لا انفصال
للروح إلا بفنائها
رغم موتها البطيء
هكذا .. هو
حوار الأرواح
فتجعل من ألوان الطيف حوارا للأرواح، تسكنها الطمأنينة ونسمات فجر .
وتأخذنا إلى عالم من الحب مرة وإلى عتبات الحزن تارة أخرى، ففي قصيدة (همس الحبيب) تقول :
وتكبر زرقة السماء
حيث أرى ضحكات
براءة الأطفال
وعناق الأحبة
ألم أقل لكم .. سأهمس
بأذن حبيبي
فالشاعر تهيم بحب الحبيب وأنه سيكون لها كل شيء.
وفي قصيدة (عيد الحب) تذهب بنا إلى تلك الوردة الحمراء المهداة للأحبة فتقول :
سألوني
لمن وردتك الحمراء
تهديها بعيد الحب؟
وردتي!؟
من قال أنني أحتفل بيوم كهذا؟
أيامي حب كلها، فقد ملأني
رواني شهدا
فتأخذنا إلى عالم من الجمال والحب وتحدي كل من حولها، وعشقها لرجل لا تريده مغادرة وطنها، لما يحله من حب عليها.
وعن الحزن المبهم تقول في قصيدة (عبرات مخنوقة) :
تداخلت بمسامات دمي
من أعلى رأسي
إلى أخمص قدمي خلجات
عبرات .. مخنوقة
شدة فرح أو أم حزن !
لا أدري هي روح
أم .. حديث الروح ؟!
وفي قصيدة (ميت على قيد الحياة):
حينما تكون مقيدا
بداخلك وخارجك
تكون ميتا
ولكنك
على قيد الحياة
فشعورها بالموت المحدق بقسوته، يجعلها مقيدة بكل حالاتها، حتى لو كانت على قيد الحياة.
وفي واقع الأمر كأنها تقص علينا في نصوصها عن عالم واسع يبحر فيه القارئ بكل جوارحه وصدقه وألمه، ويمر عبر سنين العمر التي تُعبِّر عن واقع مهمش لحقبة ما، وقصة مؤلمة تتركنا نغوص فيها بكل جوارحنا وقوة مبدعة تحمل هذه الذات من ضيق القلب إلى اتساع الفكر والطموح، ففي قصيدة (ذكرى) تقول :
زالوا
وما زالوا
وما زلنا
على العهد
ما دام
النهار والليل
لم يزولا أبدا
فهي تحلق بنا إلى البقاء مهما حدث في هذا الكون من قساوة، تحلق بروح المبدع الى عوالم الحقيقة حينا والخيال أحيانا،
كقولها في قصيدة (كان) :
ليكن
ما .. كان
ولكن هل بالإمكان
أن يكون كما كان؟
يا ليت لم يكن وما كان!!!
فتصنع لوحة فسيفسائية تترك القارئ يحلق مع الحدث بكل جوارحه، والجميل هو الأسلوب الذي تكتب به الشاعرة سواء كان خيالا أو واقعيا أو مباشرا، فله التأثير لكسب القارئ وتشويقه للقراءة.
قد نرى في النصوص بعض الرموز التي تتكرر بكثافة في نصوص شاعرتنا، وهي خفايا رمزية فهمتها الشاعرة وأرادت وضعها امام القارئ ليستوحي منها عبارات تأخذه إلى وقائع دلالية، أو مجازية، فهي تتخطر بهذا العادة المعروفة عند الشعراء، وهذا ما يعتبر من الفن التعبيري والغوص في بحور الحروف والكلمات، فعلاقة النصوص من بداية الديوان حتى نهايته كشبكة علاقات هي أكبر من معانيها السياقية، فهي لا تكتفي بنقل الصفات للموصوف بل تحولها إلى صور لها دلالاتها وحالاتها، وتستكمل نصوصها الابداعية بالخوض بومضات رائعة، تجعل ينها وبين المتلقي علاقة النصوص بالشاعرة.
فهي تتحدث للقارئ كما أنه لو أمامها فتقول :
أما زلت ..
تهذي باسمي ؟!
وتقول :
كيف أكتب لك
دون ان ترتجف .. أناملي؟
وتقول :
داعبتني نفحة هواء منعشة
تذكرتك.. تساءلت في نفسي
هل مازال على قيد الحياة؟
وتبقى علاقة الشاعر بالقارئ علاقة وطيدة، وتبقى شاعرتنا الكريمة بنصوصها قيمة قيِّمَة بين الشعراء، فبوركت شاعرتنا على هذه النصوص الراقية والرائعة ولها مودتي
image