نادي ومؤسسة سييرا Sierra Club & Foundationعواطف تركي رشيد هذه المنظمة كانت سياسية وفي صراع مع الحكوميين الأمريكية و الكندية

الحلقة الثانية
عواطف تركي رشيد
هذه المنظمة كانت سياسية وفي صراع مع الحكوميين الأمريكية و الكندية . فالأمر يتعلق بشركات تلقي بمخلفاتها الكيماوية والصناعية في الأنهار، واستخدام الماء في قناني بلاستيكية وهذا ماء مسرطن، واستخدام البلاستك بكميات هائلة في كل شيء وهو مادة مسرطنة، والقاء النفايات في المحيطات والبحار فيقتلون الأسماك، وقطع الأشجار، وتنصيب أبراج التلفون النقالة في المدن، وثقب الأوزون والتغير المناخي وذوبان الثلوج واحتمال انقراض الدب القطبي والحروب والتسليح والحث على السلام و..و الخ.
طبعا لم تصلهم اخبار الكهرباء في العراق والغازات المنبعثة من ابار النفط المشتعلة ليل نهار، غاز ثاني اوكسيد الكربون وغاز الميثان، وبتلوث انهار العراق ومياه الارو ومياه القناني البلاستيكية التي تعتبر من ضروريات الحياة هنا.. الخ لكنهم يعرفون ان اليورانيوم المنضب والمخصب يتسبب في تشويه أطفال العراق والاجنة لأربعة ملايين سنة قادمة لان التربة العراقية، خصوصا في البصرة، مشبعة باليورانيوم.
منذ عملت في نادي سييرا، بدأ اهتمامي بالبيئة يزداد وتخطيت في دفاعي عن العراق موضوع اليورانيوم. حيث شاركت في عام 2001 ببرنامج تلفزيوني تحدثت عن الكارثة البيئية التي تسببها اليورانيوم في العراق.
شاركت في التظاهرة التي نظمها نادي سييرا بالتعاون مع الحزب الأخضر الكندي من أجل البيئة، ودخل المتظاهرون إلى البرلمان الكندي معلنين اعتصامهم واعَلاق اعمالهم والسوشيال ميديا التابعة لهم لذلك اليوم. ( الصورة لي مع رئيسة الحزب الاخضر اليزابيث ماي في يوم التظاهرة والاعتصام في البرلمان).
حين عدت للعراق قبل أحد عشر عاما، ورغم انشغالي بعملي مع المنظمات الدولية في تقديم الإستجابة للنازحين و ضحايا الحروب والنزاعات والطائفية، ومن ثم في الحوكمة و دور النساء في صنع السلام، وصنع القرار، والدفاع عن ضحايا العنف الأسري والوقوف مع مطالب الشباب في تظاهراتهم من أجل العدالة، عملت على موضوع البيئة بعقد قصير مع وكالة التنمية الأمريكية IGPA/USAID او مشروع تكامل.. واكتشفت ان اخر ما يمكن أن يشغل بال صناع القرار في العراق هو البيئة والصحة والجفاف والزراعة والغازات الدفيئة والبلاستيك والنفايات و مولدات الكهرباء وابراج الهواتف النقالة.. اكتشفت اننا نعيش هنا في أحضان كارثة بيئية، بلا حلول، خصوصا في البصرة، و صدمني هذا الاكتشاف فتذكرت كلمة حنان الفتلاوي حين وصفت الشعب العراقي بأنه "زومبي"!! شعب يعيش ولا يدري في اي كارثة يعيش.
حين قام محافظ البصرة بهدم دور التجاوز التي بناها النازحون من ميسان وذي قار. ووصفهم ب "اللفو"، واتهامهم بالدعارة والمخدرات لتبرير هدم دورهم غير الفانونية، واعترضت انا ، واجهني بعض الغمان معتقدين اني انتقدت تصرف المحافظ لانه لم يمنحني قطعة أرض.
هذا ليس صحيحا..
لكن الغمان لهم عالم اخر يستمتعون به حتى النخاع!
بالتأكيد انا غاضبة من محافظ البصرة لان لم يمنحني الارض أسوة بالمواطنين.. لكني في موضوع " اللفو" كنت اتحدث عن قضية إنسانية وبيئية.
في النهاية، صعب جدا أن تخاطب الجاهل، لانه قد يغلبك بصياحه وجدله العقيم . وكما قال الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام ( ماجادلت جاهلا الا غلبني)