محطات .. فى مشوار ه
الأدبى
…………………
ترصدها : غادة صلاح الدين
الحوار مع القامات الكبرى ، والرموز الثقافية المؤثرة ، أمر ليس سهلا ، فاختيار المدخل
المناسب يسبب حيرة كبيرة ، وذلك لوجود الكثير من العلامات البارزة ، والمحطات المميزة
التى تستحق منا الوقوف عندها ..
فشخصية بحجم الشاعر والكاتب والناقدالكبير الأستاذ عبد الستار سليم ، يمكن إجراء حوار معه من عدة اتجاهات مختلفة .. مثل " فن الواو " مثلا ، أو دواوين الفصحى التى أبدعها ، أو مجمل دراساته النقدية المتعددة والمختلفة ..!
ويمكن أيضا البدء معه من عند القضية الأدبية التى شغلت الساحتين المصرية والعربية ولمدة زادت عن السبع سنوات ، أقصد قضيته مع هشام الجخ ، والحديث حول السرقات الأدبية و كيف بدأت .
ومع ذلك فأنا أوثر البدء معه من منطلق التكريم الذى تلقاه مؤخرا من وزير الثقافة التونسى، فى تونس الشقيقة ، وكذلك الحفاوة الكبيرة التى قوبل بها. هناك .. !!
إذن هيّا بنا لنقف عند بعض تلك المحطات البارزة فى المشوار الأدبى لهذه الشخصية ذات العطاءات المتعددة والمتواصلة والمتجددة
[SIZE="6"]* أستاذ عبدالستار . . ماذا يمثل لك هذا التكريم من وزير الثقافة التونسى ؟
وبمناسبة التكريم فى تونس تحديدا ، هل هناك شخصية فولكلورية تسمى
" ابن عروس " فى تونس مثل ابن عروس المصرى ؟
* إذا كان تكريم المبدع واجبا وأمانة بالنسبة لكل من يقومون بالتكريم ، فإن التكريم بالنسبة للمكرَّم يمثل تحريضا صريحا على التميز ، وتحفيزا إيجابيا على البذل والإصرار والإخلاص ، كذلك يعتبر التكريم بمختلف أشكاله ومستوياته ، دعوة صادقة لاستمرار الجهد ، ومواصلة العطاء ، وتثمين ما قدمه المبدع من عطاء ، كما يمثل التكريم استثمارا ذكيا فى طبقة المبدعين والمميزين والرواد الذين يحققون التنمية الشاملة والمستدامة للوطن ..
أن التكريم - بالنسبة لى - الذى تم فى حفل افتتاح مهرجان دولى كبير ، كمهرجان دوز الدولى للشعر الشعبى- فى دورته الخامسة - لهو أمر يدعو للفخر والاعتزاز والزهو فى آن واحد ، وهو يمثل لمسة وفاء من وزير الثقافة التونسى دكتور محمد زين العابدين الذى يمثل دولة تونس ، وكذلك المجتمع التونسىى ممثلا بمنظمات المجتمع المدنى والاتحادات المهنية والثقافية والفنية ، والتى ينوب عنها ذلك الرجل المتفانى فى العمل المجتمعى الأستاذ "عز الدين بلطيب " رئيس المهرجان ، وأحب أن أشير إلى أن إدارة المهرجان كانت قد قدمت لى الدعوة فى العام الماضى ، فحضرت فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان ، وكان واضحا وجليا أن ما قدمته في تلك الدورة ، لفت نظر الكثيرين ، ولما كنت أزور تونس لأول مرة - فكما قيل لى فيما بعد - لم بيّتوا فى أنفسهم أمرا ً ما ، وبالرغم من
أن طبيعة هذا المهرجان هو أن إدارته لا تكرر دعوك الضيف إلا مرة واحدة ، وبشكل استثنائى دعونى لحضور الدورة الخامس - فقد كنت الوحيد الذى تمت دعوته من بين من ضيوف الدورة السابقة - وكانت الدعوة متضمنة خبر تكريمى بواسطة وزير الثقافة فهم لم يتمكنوا فى الدورة السابقة من القيام بذلك ، وقيل لى إن هذا التكريم كان ضروريالاقتناع المسؤولين بقيمة ما قد قمت من قبل ..
إذن هى لمسة وفاء ، وأنا اعتبرتأنها ليست لى أنا فقط ، بل هى موجهة لكل المبدعين المقيقيين سواء كانوا من تونس أو منومصر ، أو منوأى بلد من البلدان المدعوة للمهرجان
، أى هى لمسة وفاء لكل الذين أنجزوا ابداعا ذا بال ، وهى رسالة مباشرة من قبلهم عنوانها التقدير. والاحترام والفخر بالإبداعات والإنجازات الرائعة .. مرة أخرى أقول ،
إن التكريم هو المحرض على البذل والعطاء والإخلاص ، والمحفز على ديمومة التميّز والإبداع والإنجاز والمهارات والابتكارات وغيرها ، ، والتكريم هو أحد الوسائل التى. تبرز إبداعات المبدعين أثناء حياتهم وخلال فترة عطائهم ، حتى يعرفهم. من يجهلهم ، ويستفيد منهم الجميع ، ولكى يجد المبدع ثمرات هذا العطاءأمام عينيه ، ويجد حلاوة هذا التكريم بين أحبته. وأهله ومحبيه، حتى يزدادالمبدع. عطاء فوق عطائه ، ويشعر أن عطاءه قد قُيّم من وزير الدولة ، ومن المجتمع ،
وأيضا فمعنى ذلك أن الدولة والمجتمع لديهم معايير خاصة وثابتة ، لاختيار المبدع وفق سياقات الإبداع المعروفة ، والابتعاد عن الشخصنة ، وهم - فى نفس الوقت - جعلوا من التكريم عامل تحفيز للمبدعين. ككل
أما عن الشخصية الفولكلورية التى أخذت ابن عروس ، فالبعض يروّج ذلك ، لا لشئ
إلا لكى ينفى وجود ابن عروس المصرى ، وذلك فى مجال شعر المربعات ، فى حين أن التاريخ البعيد هذا ، شخصياته. لا يستطيع أحد منا ، أن يقطع بوجود شخص أو عدم وجوده ، لسبب بسيط أن وهو أن الشخصية التاريخية ، عرفناها من خلال المشافهة وليس من خلال المؤرخين ، وحتى المؤرخون أنفسهم لا يقطعون بشئ ..
ونظرا. لأن زياراتى أنا لتونس الخضراء كانت مددها قصيرة ، ومعظم الذين التقيت بهم لا يعلمون شيئا عن هذه الأزمنة السحيقة ، فمثلا يقولن إن الزناتى خليفة هو ليس البطل الشعبى الذى فى السيرة الهلالية ، فإن الزناتى خليفة الذى يعرفونه لم يكن سوى واحد من حكام الولايات فى تونس ، فما بالك بمعرفتهم بشاعر بسيط. مثل ابن عروس - هذا فيما إذا كان هناك شاعر بهذا الاسم -لم يقل لى أحد ممن التقيتهم بأنه يعرف ذلك ، وحتى لو كان هناك ابن عروس تونسى ، وحتى لو كان يكتب شعر مربعات ، فهل هذه المربعات ، التى كتبت ،كتبت بلهجة تونسية ،أم بلهجة مصرية ، فإنى لأعجب كيف نلغى شيئا ملموسا بين أيدينا ، ونتعلق بشئ لا نعرفه ولا نستدل عليه
* ما رأيكم فيمن يدعى أن شخصية ابن عروس لا وجود لها فى التاريخ ؟
أرى أن الدليل على ما أقول هو أن بعض هذه المربعات تشتمل على أسماء بادان
وقرى جنوبية فى صعيد مصر ، مثل المربع الذى يقول :
يا للى هواكى. هوسْنا // ما نفعنا طِبّا وحجايب
فكّر علينا هوسْنا // و ساكنات الحجايب
نلاحظ فى تقفية صدور الأبيات أن هناك جناسا تاما متمثلا فى كلمتى هوسنا. الأولى ( وهى منبعد
ء@ بخصوص المسابقة التى تم تدشينها مؤخرا باسمكم وبرعايتكم .. ما الأسباب أو المبررات التى دفعتكم إلى تلك الخطوة ؟
* كما تعلمين فإننى ولدت و نشأت وتكبرت فى أقصى صعيد مصر - الذى كان اسمه "الصعيد الجوانى" ، والذى يبعد عن القاهرة - عاصمة الإعلام والحراك الثقافى - فكنت أعانى -كما يعانى كل أهل الأطراف ، والأطراف أقصد بها البلاد التى تفصلها عن القاهرة مسافات بعيدة ، فى الوجهين ،القبلى والبحرى -كنت أعانى أشد المعاناة فى أن أتواصل مع سكان مصر المحروسة ، وغالبا كان التواصل عن طريق صندوق البريد ، ولكنى -أحيانا - كنت" أعافر " كما نقول فى الصعيد ، أى أتحدى ذاتى- فأقول لنفسى (ياواد انت شاب وتقدر تتحمل) - وأتحدى ظروفى المكانية ، و"أخطف رجلى " وأحضر إلى القاهرة ، وألتقى بالقائمين على المنابر الثقافية ، المرئية والمسموعة والمقروءة ، كما توليت رئاسة نادى الأدب المركزى فى محافظتى - قنا - لعدة دورات ، ورأيت التجارب الشعرية الجيدة ، والتى لا يستطيع أصحابها يفعلون ما استطعت أنا أن أفعله ، كنا أن والدتى - رحمها الله - كانت دائما تحثنى على أن أساعد من يحتاج لمساعدتى طالما أستطيع أن أقدم المساعدة - ولذلك ، الآن
ما دام قد تيسر لى أن أعمل عملا تطوعيا - أو ما يسمونه بالعمل الأهلى - فلماذا لا أفعل ؟
ذلك طالما هو فى مقدورى ، ولوجه الله والوطن ، عملا بالحديث الشريف الذى يقول ، فيما معناه (من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ...إلى آخر الحديث الشريف ) فالخضر عليه السلام أقام الجدار ولم يتقاض أجرا ، فقط لوجه الله ، وذو القرنين بنى الردم دون أن يتقاضى أجرا ، فقط لوجه الله، وسيدنا عثمان رضى الله عنه وهب البئر التى اشتراها بآلاف الدينارات لوجه الله ، فالتصدق واجب على من يستطيع ، ولم يزل لدىّ أفكار تطوعية أخرى ،فإن شاء الله سأقوم بعمل دورة لتعليم العروض الشعرى ، وسوف أقوم أنا - إن شاء الله - بإلقاء المحاضرات فيها ، أيضا لوجه الله والوطن ، والذى يدفعنى إلى ذلك دفعا ، وصية الوالدة - رحمها الله - واستمتاعى أنا الشخصى بما. أفعل ، و بأننى أقدم شيئا نافعا للناس ، وليت كل الناس تفعل ذلك إذا استطاعت .
* اسمح لى أيضا أن أختتم هذا الحوار الشائق بقضية هشام الجخ ، وخاصةبعد حكم المحكمة النهائى، ولماذا يلجأ الأدباء إلى المحاكم؟ ألا يؤثر ذلك على صورتهم امام الناس ؟
* السرقات الأدبية قديمة ، ولأنها مخجلة ومحرجة ، فالكثير من الشعراء ينفون عن أنفسهم أن يكونوا ممن يفعلونها ، فنجد الشاعر الجاهلى "طرفة بن العبد " يقول :
ولا أغير على الأشعار أسرقها
غنِيت عنها ، وشرّ الناس من سرقا
وإن أحسن بيت أنت قائله
بيت يقال إذا أنشدته صدقا
وهذا حسان ابن ثابت ينفى عن نفسه الإغارة على شعر غيره حيث يقول :
(لا أسرق الشعراء ما نطقوا // بل لا يوافق شعرهم شعرى)
و للسرقة درجات فى مفهوم النقد العربى القديم ، منها :
الانتحال ،والإغارة ، والنسخ ، والادعاء ، و التلفيق، والاختلاس ، والاقتباس ، و التضمين ، والتلميح ، والسلخ
وكل هذه المصطلحات تعنى أخذ المعنى والفكرة فى خفاء السامع والمتلقى، بحيث يجهل
هذا السامع أو المتلقى من أين أتى الأديب بمعناه أو فكرته ، فيكون الاعتقاد أنها من ابتكار الأديب ..
وذكر صاحب كتاب الصناعتين - أبو هلال العسكرى -أن بيت امرئ القيس الذى يقول :
وقوفا بها صحبى علىّ مطيّهم // يقولون لا تهلك أسًى وتجمّلِ
قد أخذه طرفة فقال :
وقوفاً بها صحبى علىّ مطيّهم // يقولون لا تهلك أسىً وتجلّدِ
فلم يغير من البيت غير قافيته فحسب
ويقول الناقد د. محمد مندور - فى العصر الحديث -
السرقة أصبحت لا تسمى سرقةأدبية إلا بأخذ العمل كله ، أو تحويره قليلا من قبيل الانتحال والسرقة ، لا على طريق الاقتباس المشروع والذى يدل على صاحبه، ويستأذن منه. فى ذلك .
ونحن لا نتكلم عن توارد خواطر ، أو إهمال فى ذكر مصدر الاقتباس أو التضمين
وإنما نتكلم عن الاعتداء على نصوص كاملة ، مارسها أشخاص فى هذا الزمن ، كما فعل الشاعر هشام الجخ ، مع مربعات فن الواو ، التى كتبتها ، من فترة طويلة ،
والمنشورة فى عدة دوريات مرموقة منذ الثمانينيات
والتى جاءت فى ديوان ( واو .. عبد الستار سليم ) الصادر عن سلسلة
"أصوات أدبية " التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة عام 1995 م ، فقد أخذها بنصها كما وردت فى هذا الديوان ، وكان يلقيها. فى حفلاته الخاصة التى كان الدخول فيها بتذاك مدفوعة الأجر ، ويلقيها فى التليفزيون ، ويلقيها فى الجامعات ، وألقاها. فى الأمسيات الشعرية التى عقدها فى "دبى" فى مسابقة أميرالشعراء ،مثل :
ماشية البنية بخلخال // تخطر كما فرع مايل
عشق الصبايا يابو الخال // عامل فى قلبى عمايل
دون أن يذكر اسم صاحبها، ومعروف أيضا أنه شاعر ، لا يقول إلا أشعاره وليس هو بملق لأشعار غيره، وعليه فإن كل ما يقوله هو - عند مستمعيه - من صميم شعره ، وخصوصا أنوالشريحة التى تسمعه لا تعرف أن هناك شعراء غيره ، فلا يعرفون مثلا صلاح عبد الصبور، ولا. أمل دنقل
ولا أحمد عبد المعطى حجازى ولا محمد عفيفى مطر ، إلى آخر قائمة الشعراء المشاهير فى مصر ، ناهيك عن الشعراء غير المصريين ..!
وللأسف فإن الإعلام ساعده على هذا التمادى فى عدم رد الحق لأصحابه ، فحتى بعد ما صدر عليه حكم الإدانة فى سنة 2013 م ، ظلت وسائل الإعلام المرئية تستضيفه فى مختلف برامجها ، ولا يستضيفون المجنى عليه صاحب الحق - اللى هو أنا يعنى - ..!
وكل الأماكن والأزمان التى ألقىت فيها هذه المربعات ، كلها مثبتة على النت ، ومنقولة على سيديهات ، و هى التى تم ىقديمها للمحكمة ، وبمقتضاها تمت إدانته ، ولم يكتف بذلك ، بل وردت فى ديوان له مطبوع باسم " هويس الشعر العربى " و فيه باب سماه
" باب المربعات " وردت فيه هذه المربعات - ومن المعلوم أن الشاعر هشام لا يكتب هذا النوع من المربعات- و لما علمت بذلك ، خاطبته فى بداية الأمرفى هذا الشأن ، فلم يستجب ، مما اضطرنى أن أرفع تلك القضية
يستضيفون المجنى عليه صاحب الحق - اللى هو أنا يعنى - ..!
وكل الأماكن والأزمان التى ألقىت فيها هذه المربعات ، كلها مثبتة على النت ، ومنقولة على سيديهات ، و هى التى تم ىقديمها للمحكمة ، وبمقتضاها تمت إدانته ، ولم يكتف بذلك ، بل وردت فى ديوان له مطبوع باسم " هويس الشعر العربى " و فيه باب سماه
" باب المربعات " وردت فيه هذه المربعات - ومن المعلوم أن الشاعر هشام لا يكتب هذا النوع من المربعات- و لما علمت بذلك ، خاطبته فى بداية الأمرفى هذا الشأن ، فلم يستجب ، مما اضطرنى أن أرفع تلك القضية الشهيرة ، والتى استمرت متداولة فى المحاكم لأكثر من سبع سنوات ، بسبب أنه كلما تدينه المحكمة يستأنف ، و فى تاريخ 2018/12/18. أصدرت المحكمة حكمها النهائى بتأييد الحكم الذى كان قد صدر من قبل ، وهو تغريمه بخمسين ألف جنيه لصالح الشاعر عبد الستار سليم. لاستيلائه على مربعات فن الواو المملوكة للشاعر عبد الستار سليم
والخمسين ألف جنيه كتعويض مادى ، بسبب الأضرار الأدبيةالتى سببتهاالقضية للشاعر عبد الستار سليم
أما عن سؤالك ، لماذا يلجأ الأدباء إلى المحاكم ، ألا يؤثر ذلك سلبيا على صورهم أمام الناس ؟
طبعا تذا يؤثر على صورة الشعراء فى أعين الناس. تأثيرا سلبيا ، مائة بالمائة ، وتتسبب فى أضرار مادية. ومعنوية ، ولكن العناد والتمسك بالرأى الخاطئ مما ترتب عليه كل هذه التداعيات ، عل الرغم من وضوح الأمر الذى كوضوح الشمس ، وقد كنت عرضت عليه أن ننهى الأمر منذ بدايته ، ولكنه ، لم يوافق، فتسبب فى إيذاء نفسه بلا مبرر ، ولا عقل ، ولا منطق .. فمثلا عندما يتم - بسبب هذه القضية - منعه من دخول تونس والجزائر، وكل المغرب العربى - كما صرحوا لى بذلك أثناء رحلتى الأخيرة إلى تونس - ، فقد كنت أتألم أشد الألم أن يكون مظهرنا. وسلوكنا أمام أشقائنا بهذا السوء ، لحدوث كل هذه التداعيات ، فإنه لأمر مؤسف فعلا ، ومخجل .

غادة صلاح الدين تحاور الاستاذ عبد الستار سليم

غادة صلاح الدين تحاور الاستاذ عبد الستار سليم

الشاعر الكبير عبد الستار سليم
