أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

Aida M. Maaytah· *حكايات التيتا *

Aida M. Maaytah·  *حكايات التيتا *
 Aida M. Maaytah·
*حكايات التيتا *
زمان؛ زمان، كانت الجدات يروين لنا القصص الخرافية، ننصت ونسكن،وننظر لهن بعيون مفتوحة على اتساعها وأيادٍ مشبوكة تحت الفك بانتظار بداية القصة، ننتظر بشوق بالغ، ننتظر أولى كلمات الجدة: صلوا على النبي، فنردد وراءها مسرعين: اللهم صلِّ على سيدنا محمد، فنحن نريد بداية الأقصوصة، وتبدأ الحكايات عن البطولات والجنيات، الغابات والحيوانات،الأميرات والأمراء، والأذكياء والبلهاء. تنتقي الجدة القصة، وتبدأ القص، فننغمس معها تدريجياً في تصور الأحداث، نتخيل، نبكي،نضحك،نحزن، نرى الشجر، والخيل، والساحرة الشريرة، والملاك الجميل، نغيب ونسعد مع الأبطال، ونتصور أنفسنا كما أبطال الرواية، وكنا أحياناً كثيرة نريد استباقاً للأحداث، ومعرفة نهاية القصة في منتصف الحكاية، والجدة تصر على سرد الأحداث بالترتيب مع تهديدها ووعيدها بعدم إنهاء الحكاية إذا تكررت طلبات معرفة نهاية القصة، ونبقى نُنصِت بشغف وانتباة تامين، مستعجلين النهايات، فأحياناً يكون عنترة البطل وأحيانا نُص نصيص، وأحيانا أميرة أو جنية لطيفة، وتنتهي الأُقصوصة بمنازعات بين الأطفال، من مع البطل ومن ضده، ويبدأ تحليل الأحداث بين أطراف النزاع على نهاية القصة مع الجدة التي تتقبل بصدر رحب التعليقات الطفولية بعد أن أدت مهمتها في القص وإرضاء من لم تعجبهم النهايات، ((هذا زمان))!!
وماذا عن اليوم؟! لم تعد لدينا مهارة القص والرواية كجداتنا، فنحن نضبنا من الخيال، وأرهقتنا الأوضاع، والتفكير أغلق نافذة الجمال في عقولنا، ونشفنا من الإبداع، والتلفزيون تولى المهمة عنا، فهناك جميع القصص العالمية قد أصبحت أفلاماً كرتونية رائعة، حتى أنني في كثير من الأحيان، أتابعها مع حفيدي وأشاركه بها، وهو يصيح: تيتا شوفي، تيتا شوفي!! اليوم قررت أن أقوم بدوري كجدة، وأروي لحفيدي قصة، وكانت قصة من كتاب، فتحت الكتاب وبدأت بالقراءة وأنا سعيدة جداً، (بالتأكيد سعيدة)، أنصت الصغير قليلاً، ثم تثاءب، ونظر إلي الصغير ذو الثلاث سنوات ونصف ببراءة قائلاً: تيتا أنا ما بدي أسمع قصة، أنا بدي أشوف "شون ذا شيب"، ضحكت، أقفلت الكتاب، وبدأت أبحث في التلفاز عن "شون ذا شيب"، وأنا أردد يا الهي كم تغيّر الزمن لقد أصبح التلفزيون هو الجدة الآن... ؟؟؟؟
"عايدة محمود الأدهش المعايطة"