أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

حكايات عبير .. بعنوان (رد لي قلبي)

حكايات عبير .. بعنوان  (رد لي قلبي)
 حكايات عبير ..
بعنوان
(رد لي قلبي)
عمر: شاب وسيم مهندس ,, على الرغم من مرضه.. الا أنه مفعم بالحياة ،
يعشق المرح ويهوى الرسم.

خمسة أعوام قضاها في مقاومة المرض .ولم تطفئ شمعة الأمل في قلبه ..

نور: شابة رائعة الجمال روحها مرحة ..خفيفة الظل تعمل في مجموعة الدعم النفسي لمرضى السرطان بالمستشفى الذي يخضع فيه عمر للعلاج .

التقت عيناها بعينه منذ عامين وجمعت بينهما صداقة قوية وإعجاب فكان حب صامت.
لم تفارقه خلال تلك الفترة يحبها ويشعر بإهتمامها به ولكنه يعتقد انها تشفق عليه بسبب مرضه، لذلك يلزم الصمت.. يتحدثان معاً لساعات حتى أصبحت الأمل الذي أحيا السعادة في قلبه ،
رغم علمه أنه ميت لا محال بسبب المرض المستفحل .

تسترق الوقت لتخرج به في نزهة في حديقة المستشفى يتحدثون ويضحكون ويرسم لها لوحات وصور جميلة،،

عندما تغيب احياناً ينشغل قلبه عليها ولا يطمئن ولا يهدأ باله الا عندما يراها .وقد بدى على محياها التعب واذا ما سألها عن السبب تخبره انه تغب العمل.
كم تمنى أن يسمع منها كلمة احبك ولكنها تلتزم الصمت وتكتفي بإبتسامة خجولة ولمعة عين بريئة.

عيناها تنطق بما يمتنع اللسان عن البوح به تفضحها تلك النظرات الحانية .

وهو يخاف أن يتورط بحبها اكثر ،أو أن تتعلق به هي اكثر فهو في قرارة نفسه يتمنى لها الأفضل.

في ذلك اليوم خرجا في نزهة كالمعتاد في الحديقة وفجأة سقطت بحالة إغماء .

وعلى رغم ضعف جسده حملها بين ذراعيه وذهب بها مسرعاً إلى داخل المستشفى ليطلب لها المساعدة .

بعد تلك الحادثة غابت نور عن العمل لعدة ايام، وفي فترة غيابها شعر عمر بأنه قد فقد جزء كبير من روحه و تدهورت حالته الصحية بسرعة وكأنه يرفض أن يقاوم وقد استسلم للمرض الذي نهش روحه قبل جسده. ..

عدة أيام كانت كافيه أن تطيح به ...

اتصل الطبيب بنور واخبرها بحالة عمر ،،
فأتت مسرعة إلى زيارته .
وعندما دخلت الى غرفته تفاجئت بحالته الصحية، وسألته عن السبب؟ ..

فقال لها وفي عينيه بريق فرح خشيت أن أرحل قبل أن أرى عيناك.ِ

فقالت له: ملاطفة إياه ،،،

قبل أن ترحل (رد لي قلبي )...

فأمسك يدها وقبلها . ووضعها على قلبه

وقال لها هو لك )
فابتسمت وقالت له بكل هدوء: أنا احبك ..
فقال لها وانت قلبي الذي ينبض داخل صدري)
واغمض عيناه ونام في هدوء فقبلته على جبينه وهمست في أذنه أراك غداً وذهبت .
لكنها لم تف بوعدها.
وبعد شهر عادت إلى المستشفى لزيارته. بعد أن استعادت عافيتها ،جاءت لتخبره أنها عادت للحياة من جديد بعد أن حصلت على قلب من متبرع مجهول كانت قد عزمت على إخباره بكامل قصتها وما كانت تخفي عنه بخصوص مرضها ،..

ولكنها لم تجده..

سألت عنه فقال لها الطبيب أنه رحل.
ولكنه ترك لها رسالة ولوحة لم تستوعب الأمر وتساقطت الدموع من عيناها، وشعرت بتسارع دقات قلبها .
فأخذت الرسالة ونظرت إلى اللوحة لتجدها لقلب كبير تنبت منه الأزهار.

نزلت إلى الحديقة وجلست على المقعد الذي تعودت أن تجلس عليه بصحبة عمر؛ وبدأت بقراءة بعض السطور التي كان أولها …
"حبيبتي نور عندما تقرئين هذه الرسالة سأكون قد رحلت؛ ولكن لا تحزني فأنا معك مهما ابتعدت.
انا هنا اسكن وتين صدرك .. .فعلت ما طلبت مني ورددت لك قلبك النابض ..
لا تستغربي يا حبيبتي فقد علمت من الأطباء في اليوم الذي سقطت فيه مغشياً عليك؛ أن قلبك مريض وضعيف؛ وأنك بحاجة لزراعة قلب جديد ،،،

وأنا كان قلبي قوي ولكن جسدي ضعيف ؛ ..

وكنت أعلم أني مفارق،،،لذلك تركت وصية ووهبتك فيها قلبي لنتوحد معاً .

أردت أن أمنحك الحياة ولم أجد ما هو أغلى من قلبي لأقدمه لك..

أردت أن أهبك الحياة والسعادة من جديد. ..

وكلما احتجتني بقربك ضعي يدك على قلبك.. وانظري إلى تلك النجمة الساطعة في كبد السماء السماء و سأكون معك

ولو من بعيد…

الكاتبة عبير المدهون