أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

ثلاث قصص قصيرة حاتم حسين

ثلاث قصص قصيرة   حاتم حسين
 ثلاث قصص قصيرة
حاتم حسين

1
كوابيس


كلُّهم جرحى، وإن تباينت شدّةُ الإصابةِ،مع ذلك ظلَّ بعضُ الجهلةِ من أهالي المنطقه يشاركونهم التكبير،وصوتُ (الداعشيِّ)يصيح كما لو أنّه يقاتل الصهاينة ، ومن الدواهي التي لا أستسيغها من أفعال قومي،هو انضمام الكثير منهم لهذه الوجوه العفنةِ ،التي أجلستهم في ساحة المدرسة على رُكَبهم،موثقين الأيدي والعيون،كان البعضُ منهم منتسبين إلى الشرطة،والبعض الآخر يعمل في الجيش،وآخرون يبحثون عن لقمةِ العيش،وفي ظروف صعبة ، لاتتوانى قوى الظلام عن قطع رقابهم ،وبلا أيّة رحمةٍ ،إلى الآن تساورني الأحلام والكوابيس كلما لجأت صوب فراشي،بل بدأت أكره النوم ، وكأنّي مصابٌ بالأرق المزمن ،فالمعركه لن تنتهي ،وأنا جالس عن كثبٍ، أترقّب الأحداث من فوق سياج المدرسة،يعلو صوت التكبير،بين الفينة والأخرى ، وأرى بأم عيني شلالاتِ الدمِ تنزفُ من رقاب الأبرياء


2
المحاكمة

في البدء،سارت الأمورُ بيننا بكلِّ ودٍّ ويسرٍ، ونحن مقيدون في طابور المدرسه التي اتّخذوها محكمةً شرعيّة،وبعد ساعاتٍ من الأنتظار
،ظهرت على وجهه تجلياتٌ أخر، وخرج من دائرة التحفظ،كان الملثمون يقرؤون الأسماء التي تنتظر السلخ،وأنا أحاول اِسكاته،لكنّهُ لم يسكت رغمَ همسي، وتوسلاتي له بأن يخفض ويكتم صوته،وبحنجرة ملتهبة بدأ يصرخ قائلا:أنا أُدين سلوككم الأجرامي،أنا أستاذ ،ومحاضر في علم الجرائم،لم تنقذه توسلاتي ومحاولاتي على إجباره بالسكوت،بل راح يزبد حتى بانَ البصاق الأبيض اليابس على جوانب فمه ،وشفتيه من العطش والألتهاب،وكان يكّررُ على أسماعنا ،أنا متخصصٌ بالعلوم الجنائية أانا سوف أقدمكم للعداله،فحيال هذا الامر المربكِ خرجتِ الأمورُ عن السيطرة،وانتبه الملثمون للجلبة التي أحدثها هذا الاستاذ، لكنّهم بعد وقتٍ قصير جدا، هجموا عليه بشراسة ،وراحوا يطعنونه في خاصرته بالحراب ، وهو ينزف من هول الضربات، يردّد أنا ساقدمكم للمحاكمة،كان الأستاذ قد فقد قدرته على الضبط ،وأصيب بمرض الشيزوفرينيا - كما أعتقد - ،فالذي لايقوى على معايشة الواقع المؤلم،كنا بين أطباق جبلين شامخين وفي المدرسه التي تخرجنا منها،قادونا الى جهة مجهولة ووعرة،باتجاه الحدود،وبيننا جمع من النساء والفتيات الجميلات،كان الهدف واضحا من سوق النساء الى الجهة التي يرمونها، والطريق طويل ،وأنا أفكر بصدى كلمات الأستاذ الجامعي ،وهو ترنّ في مسامعي(أنا أدين سلوككم الأجرامي،أنا سأقدمكم للمحاكمة

3
الإستغاثة

هنا،لابدَّ أن أقفَ لأمي وقفةَ إجلالٍ وإكبارٍ ،وأنا أسمع ، وأرى إيماءات هذه المخلوقات من العتاة والزناة،الموضوع ساخن ، ولايمكن السكوت عنه ،وعيوني مثل كاميرة خفيّة ، تحتفظ بدقائق الحركات ،والصور،فالمشهد يفتقر إلى الرجولة ، والشرف،وأنا أراهم يهجمون عليها،كنا وحيدين في مسرح الجريمة ،وكانت منهكةً ،خائرةَ القوى،يتناوب عليها من لاينتمي لفصيلة البشر،الجميع في القرية يشهد أن أمي كانت خلوقة ،وجميلة،وأجزم أنّها كانت أجمل سيّدة ،لكن الذئابَ أصروا على انتهاك حرمتها،أجبروها على خلع كلّ ملابسها،اللوحة لم تكتمل بعد،وأنا استرجع الماضي ،أستنفر ظلالَ المكان،أُحاول رسم خيالٍ على اللوحة التي تختلط فيها ضربات الفرشاة أثناء سردها مع نوباتِ صراخِها واستغاثتها، ياويلي .. سقطت الفرشاة من بين أصابعي، سقوط هذه المسوخ تحت أقدامي، مصرّاً على سحقهم ،وكنسِ لحاهم،وكسر مخالبهم ، وروؤسهم العفنة واستئصالهم من هذا العالم الآيل للسقوط.