أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

"علاقات الشارقة" تستعرض دروساً من العالم حول "جودة الحياة" و"مجتمعات الحلول" ضمن "الدولي للاتصال الحكومي 2025

 فاهم القاسمي: جودة الحياة تقوم على الأمن والفرص والمجتمع

أليسون ميلتون: الكرامة الإنسانية، الحريات الفردية، الطعام، أبسط مقومات جودة الحياة

خورخي أرشيلا: مجتمعات الحلول تُبنى في مساحات يُسمع فيها
صوت المجتمعات وصناع السياسات والشركاء الدوليين



الشارقة - قناة الشمس :
شهدت قاعة دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة خلال فعاليات اليوم الثاني من "المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2025" جلستين حواريتين دبلوماسيتين استعرضتا أبعاد ودلالات مفهوم جودة الحياة مع الاختلاف بين البيئات والثقافات والمجتمعات، وسلطتا الضوء على مفهوم "مجتمع الحلول" كبديل حديث عن "الجمهور المتلقي"، بما يعكس العلاقة التكاملية بين المواطن والمؤ
سسة.

واستضافت الجلستان الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية وعضو المجلس التنفيذي لحكومة الشارقة، وسعادة أليسون ميلتون، سفيرة أيرلندا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وسعادة خورخي أرشيلا، سفير فوق العادة ومفوض لجمهورية غواتيمالا، وأدار الجلستين عبدالله الحمادي، إعلامي في هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون.

هل نحن متفقون على معنى جودة الحياة؟.. دروس من العالم


وجاءت الجلسة الأولى بعنوان "هل نحن متفقون على معنى جودة الحياة؟.. دروس من العالم"، أكد فيها الشيخ فاهم القاسمي أن جودة الحياة تقوم بالأساس على ثلاثة ركائز هي الأمن والفرص والمجتمع، لكن المسؤولية الحقيقية تتمثل بتعزيز العلاقات البشرية وبناء الروابط الاقتصادية. مشيراً إلى أن دبلن مدينة كبرى تستقطب الناس من جميع أنحاء العالم، للعمل في التكنولوجيا، الصحة، الرعاية، التكنولوجيا الحيوية والمالية وغيرها من القطاعات.

وقال الشيخ فاهم القاسمي: "جودة الحياة في الشارقة عالية بسبب توفر فرص العمل والرعاية الصحية والأنشطة الثقافية والترفيه والرياضة، وما نؤمن به كصناع سياسات ومخططي مدن وحكومات باستمرار هو أن مواصلة تعزيز الأمن والفرص شروط أساسية علينا تلبيتها لنضمن جودة حياة عالية لأفراد المجتمع، فمفهوم جودة الحياة لم يتغير، لكننا استفدنا من عائد الازدهار".

من جانبها، أشارت سعادة أليسون ميلتون، إلى أهمية جودة الحياة، سواء على المستوى العالمي أو من المنظور المحلي، حيث أكدت أن الكرامة الإنسانية، الحريات الفردية، والطعام تشكل أبسط مقومات جودة الحياة، إلى جانب السلامة والأمان وفرص العمل والتعليم والصحة. ومن منظور عالمي، أهم ما يتعلق بجودة الحياة بعد تلبية الاحتياجات الأساسية هو التواصل البشري من خلال التلاقي والحوار مع أفراد من ثقافات مختلفة وجهاً لوجه، والذي يشكل جوهر جودة الحياة.

وأضافت: "الحياة ليست العمل والمال فقط، بل تشمل أيضاً العائلة والتواصل واللحظات الصغيرة التي تجسد الجانب الإنساني، فمن أجمل ذكرياتي في دولة الإمارات، عبارة "ابتسم، أنت في الشارقة"، فهي خصوصية تلامس مشاعرنا وتذكرنا بالابتسام والعلاقات والحياة الاجتماعية التي تحمل قيمة كبيرة. مؤشرات جودة الحياة مهمة، لكن المقياس الحقيقي بالنسبة لي هو لقاء الأشخاص العاديين وسماع إجاباتهم عن حياتهم وتجاربهم اليومية".

بناء مجتمعات الحلول

وفي الجلسة الثانية، التي حملت عنوان "بناء مجتمعات الحلول"، أشار الشيخ فاهم القاسمي إلى أهمية الاستماع الجيد إلى القصص والناس والمجتمعات للتعرف على احتياجاتهم، وسن سياسات وتشريعات تساعد أفراد المجتمعات على لعب دورهم الفعال في إيجاد الحلول العملية.

وقال: "يجب أن يكون المجتمع جزءاً من حل الأسئلة المطروحة وإيجاد طرق تقرّب غواتيمالا من الشارقة. ما نقوم به هو التركيز على الرابط الإنساني والجوانب التي تجعلنا متشابهين، والبحث عن نقاط التلاقي بين مجتمعاتنا في المقام الأول".

وأضاف: "جزء من عملي ودوري في الحكومة هو الاستماع إلى قصص الآخرين. وأن أكون منفتحاً على العالم، وأن أتعرف على الفرص الموجودة في أماكن مختلفة وتدفع عملية صنع السياسات في الشارقة إلى الأمام، كل هذا يبدأ بالاستماع. وأنجح صناع السياسات والقادة في حكومتنا هم الذين يستمعون لكل شيء. فكلما استمعنا أكثر، فهمنا احتياجات الناس".

وتابع: "في الشارقة، نحن مسؤولون عن وضع السياسات التي تدعم مجتمعنا، وتساعد الناس على أن يكونوا جزءاً من عملية صنع القرار، والاستماع إلى احتياجاتهم هو ما يمكّننا من صياغة سياسات تدعمهم بالفعل".

بدوره، قال سعادة خورخي أرشيلا، سفير فوق العادة ومفوض لجمهورية غواتيمالا: "بقدر ما تتحدث حكوماتنا عن الحلول وتبحث عنها، يبقى تطوير سبل لتواصل مجتمعاتنا مع بعضها هدفاً أساسياً، فمجتمعات الحلول تُبنى في مساحات يكون لصوت المجتمعات والمزارعين ورواد الأعمال وصناع السياسات والشركاء الدوليين قيمة حقيقية، فهكذا نؤسس نظاماً متكاملاً بالثقة والتعاون".

واضاف: "الحلول التي نستثمر فيها من أجل المستقبل ليست مسؤولية الحكومة وحدها، ولا المجتمع وحده، بل مشروع مشترك يجب أن نتكاتف فيه جميعاً. وقصص النجاح يجب أن تُروى من الناس أنفسهم، فهم المشاركون ويجب أن يكونوا رواة القصص، وأن ينشروها على نطاق أوسع ليتعلم منها الآخرون. لهذا يجب أن نواصل تبني أفضل الممارسات والتحدث بلغة متقاربة تركز على الأهداف المشتركة سواء الأمن الغذائي، أو الطاقة، أو المرونة الاجتماعية".