Hend Al Ameed رسالة إلى ابنتي وأنا أطفئ شمعة الثالثة والأربعين يا زهرتي، يا ابنتي الجميلة التي لم ولِدّْت من قلبي…

Hend Al Ameed
رسالة إلى ابنتي وأنا أطفئ شمعة الثالثة والأربعين
يا زهرتي، يا ابنتي الجميلة التي لم ولِدّْت من قلبي…
أجلس اليوم على أعتاب عامي الثالث والأربعين، أتأمل وجهي في مرآة العمر، لا لأعدّ التجاعيد، بل لأحصي الدروس التي نقشها الزمن في قلبي، ولأحدثكِ… كما لو حدثتني امرأة حكيمة ذات يوم حين كنتُ بعمركِ.
تسأليني وأنتِ في العشرين؟ يافعة العود، مشرنقة العقل، تتسائلين بحرقةٍ بريئة:
“كيف تشعر المرأة حين تبلغ الأربعين؟
هل يتبقى شيءٌ من الحماس في قلبها؟
هل يكسو العمر عينيها بغبار الخريف؟
هل تنطفئ في روحها شموع الدهشة؟
أجيبكِ ياصغيرتي … لا.
في الأربعين لا تنطفئ الشموع، بل تتّقد الأخرى التي لم تكن تتخيّلينها.
نولد من جديد. نعم، نولد. لكن هذه الولادة ليست من رحمٍ بل من وعي.
في الأربعين، تسقط الغشاوة التي كانت تغلف نظرتكِ للعالم.
تفهمين فجأة أن بعض العلاقات كانت أوهامًا مُجمّلة، وأن الصداقة ليست كما قيل لنا تظهر في الشدة،بل في الفرح.
في الفرح، تظهر نظرات الحسد، ترتجف الابتسامات المصطنعة، تنكشف القلوب التي لم تحتمل تألقكِ.
أما في الشدائد، فالممثلون بارعون… يواسون، يربتون، يضعون أيديهم على كتفك لا حبًا، بل ليشعروا بأنكِ ما زلتِ تحتهم.
في الأربعين، تتعلمين أن الندرة ،لا تخص الأشياء الثمينة فحسب… بل الرجال كذلك.
الرجال الحقيقيون قلة، أما أشباه الرجال فكثير… وهناك صنفٌ ثالث، رماديٌّ، لا تدري هل تحسبينه على هذا الجانب أو ذاك، لكنه حتمًا ينتمي إلى جنس البائعين…
بائعو الوعود، بائعو الكلمات، وبائعو الأمل المؤقت.
لكني يا حبيبتي، لا أحدثكِ لأزرع فيكِ مرارة، بل لأهمس لكِ بما سيجعل قلبكِ أكثر دفئًا.
في الأربعين، تصبحين صديقة نفسك الأولى،
تضحكين بصوتك لا لإرضاء أحد،
وتبكين بحرية دون خجل،
وتحبين من يستحق، لا من يتقن لعب الدور،
وتتوقفين عن مطاردة الجميع لتبقين فقط مع من يُشعركِ بالبيت… ولو كنتِ على الرصيف.
تتعلمين أن السعادة لا تُستورد، بل تُزرع…
وأن الجمال ليس ما تعكسه المرآة، بل ما تُضيئه روحك حين تصفين.
تدركين أن الوحدة ليست وحشة… بل مساحة مقدسة تُرتب فيها أفكارك، وتلمسين فيها نور الله دون ضجيج الناس.
حين تبلغين الأربعين، يا ابنتي، تصبحين أكثر حنانًا على والدتك،
وأكثر عذرًا لأخطاء والدك،
وتفهمين لماذا كانت جدتكِ تنظر إلى السماء كثيرًا…
في الأربعين، تسكنكِ حكمة ناعمة… لا صاخبة، لا متعالية… بل صامتة، تقودكِ برفق.
فلا تخافي من هذا العمر، بل ارتمِي فيه.
عيشيه بكامل أنوثتكِ، بكامل شجاعتكِ، بكامل أخطائكِ.
واسمعي كلامي جيدًا…
الخريف ليس وداعًا.
الخريف هو بداية الفصل الأكثر شاعرية،
هو لحظة الهدوء التي تسبق الإزهار من جديد.
في الأربعين، لا تذبلين… بل تنضجين.
ولا تنتهين… بل تبتدئين.
كل عام وأنا أكتشفني من جديد.
وكل عام وأنتِ تكبرين بداخلي، يا ابنتي، يا أنا حين كنتُ لا أعرف بعد، أن النضج ليس غروبًا… بل شروقٌ بتوقيت القلب.
أمكِ، ذات الثلاثة والأربعين عامًا،
وأكثر عمرًا بكثير من السنوات.
رسالة إلى ابنتي وأنا أطفئ شمعة الثالثة والأربعين
يا زهرتي، يا ابنتي الجميلة التي لم ولِدّْت من قلبي…
أجلس اليوم على أعتاب عامي الثالث والأربعين، أتأمل وجهي في مرآة العمر، لا لأعدّ التجاعيد، بل لأحصي الدروس التي نقشها الزمن في قلبي، ولأحدثكِ… كما لو حدثتني امرأة حكيمة ذات يوم حين كنتُ بعمركِ.
تسأليني وأنتِ في العشرين؟ يافعة العود، مشرنقة العقل، تتسائلين بحرقةٍ بريئة:
“كيف تشعر المرأة حين تبلغ الأربعين؟
هل يتبقى شيءٌ من الحماس في قلبها؟
هل يكسو العمر عينيها بغبار الخريف؟
هل تنطفئ في روحها شموع الدهشة؟
أجيبكِ ياصغيرتي … لا.
في الأربعين لا تنطفئ الشموع، بل تتّقد الأخرى التي لم تكن تتخيّلينها.
نولد من جديد. نعم، نولد. لكن هذه الولادة ليست من رحمٍ بل من وعي.
في الأربعين، تسقط الغشاوة التي كانت تغلف نظرتكِ للعالم.
تفهمين فجأة أن بعض العلاقات كانت أوهامًا مُجمّلة، وأن الصداقة ليست كما قيل لنا تظهر في الشدة،بل في الفرح.
في الفرح، تظهر نظرات الحسد، ترتجف الابتسامات المصطنعة، تنكشف القلوب التي لم تحتمل تألقكِ.
أما في الشدائد، فالممثلون بارعون… يواسون، يربتون، يضعون أيديهم على كتفك لا حبًا، بل ليشعروا بأنكِ ما زلتِ تحتهم.
في الأربعين، تتعلمين أن الندرة ،لا تخص الأشياء الثمينة فحسب… بل الرجال كذلك.
الرجال الحقيقيون قلة، أما أشباه الرجال فكثير… وهناك صنفٌ ثالث، رماديٌّ، لا تدري هل تحسبينه على هذا الجانب أو ذاك، لكنه حتمًا ينتمي إلى جنس البائعين…
بائعو الوعود، بائعو الكلمات، وبائعو الأمل المؤقت.
لكني يا حبيبتي، لا أحدثكِ لأزرع فيكِ مرارة، بل لأهمس لكِ بما سيجعل قلبكِ أكثر دفئًا.
في الأربعين، تصبحين صديقة نفسك الأولى،
تضحكين بصوتك لا لإرضاء أحد،
وتبكين بحرية دون خجل،
وتحبين من يستحق، لا من يتقن لعب الدور،
وتتوقفين عن مطاردة الجميع لتبقين فقط مع من يُشعركِ بالبيت… ولو كنتِ على الرصيف.
تتعلمين أن السعادة لا تُستورد، بل تُزرع…
وأن الجمال ليس ما تعكسه المرآة، بل ما تُضيئه روحك حين تصفين.
تدركين أن الوحدة ليست وحشة… بل مساحة مقدسة تُرتب فيها أفكارك، وتلمسين فيها نور الله دون ضجيج الناس.
حين تبلغين الأربعين، يا ابنتي، تصبحين أكثر حنانًا على والدتك،
وأكثر عذرًا لأخطاء والدك،
وتفهمين لماذا كانت جدتكِ تنظر إلى السماء كثيرًا…
في الأربعين، تسكنكِ حكمة ناعمة… لا صاخبة، لا متعالية… بل صامتة، تقودكِ برفق.
فلا تخافي من هذا العمر، بل ارتمِي فيه.
عيشيه بكامل أنوثتكِ، بكامل شجاعتكِ، بكامل أخطائكِ.
واسمعي كلامي جيدًا…
الخريف ليس وداعًا.
الخريف هو بداية الفصل الأكثر شاعرية،
هو لحظة الهدوء التي تسبق الإزهار من جديد.
في الأربعين، لا تذبلين… بل تنضجين.
ولا تنتهين… بل تبتدئين.
كل عام وأنا أكتشفني من جديد.
وكل عام وأنتِ تكبرين بداخلي، يا ابنتي، يا أنا حين كنتُ لا أعرف بعد، أن النضج ليس غروبًا… بل شروقٌ بتوقيت القلب.
أمكِ، ذات الثلاثة والأربعين عامًا،
وأكثر عمرًا بكثير من السنوات.