أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

وجوه من ذاكرة المدينة عباس علي باهض المخلص لفنه وتاريخه الشخصي

وجوه من ذاكرة المدينة عباس علي باهض المخلص لفنه وتاريخه الشخصي
 وجوه من ذاكرة المدينة
عباس علي باهض
المخلص لفنه وتاريخه الشخصي
حلم طويلا بتقديم مسرحية رومولس العظيم للكاتب السويسري فريدريش دورينمات وباختصار شديد للنص المسرحي( قرر الضابط المتميز الذي ترقي حتي أصبح امبراطوراً تفكيك الامبراطورية التي قام عرشها علي جماجم البشر كما يزعم ليتقاعد بعدها متفرغاً لتربية الدجاج. كان رومولوس محباً للسلام و محباً للإنسانية وقطعاً محباً لتربية الدجاج، تنازل الرجل عن عرشه لقائد الجيرمان الذي كان من دعاة السلام ايضا حتي ينقذ شعبه من الحرب و الموت. كان الامبراطور رومولوس و إمعانا في السخرية يسمي الدجاج بأسماء الأباطرة السابقين و نجده يحدث نفسه كل صباح و هو يتفقد قن دجاجه، قائلاً “ برافو يولويس قيصر، ثلاث بيضات اليوم“ “ لا أدري ماذا أصاب الامبراطور نيرفا اليوم، فهو لم يبض سوي بيضة واحده “ “بيضتان فقط اليوم يا جاليانوس، تباً )وكان مصرا على لعبي الدور الرئيسي فيها لا لكوني ممثلا كبيرا لأنني منذ انضمامي لفرقة مسرح الجماهير وحتى طردي منها لأنني ادعي بأن أرتيريا ليست عربية كما جاء في قرار الطرد،بل كان إصراره منصبا على تمثيلي الشخصية كوني امتهن تربية وبيع الدجاج حينها، عرفته في العام ١٩٧٨ في فرقة مسرح الجماهير مع نخبة طيبة من الفنانين الذين اصبحوا يحتلون صدارة المشهد التمثيلي في العراق منذ سنوات ومنهم(فلاح ابراهيم وحكيم جاسم وعلي داخل وستارالصيفي وعلي الغزي واخرين).
في السنوات اللاحقة تعمقت علاقتي به بفعل العديد من المشتركات وجمعتنا يوميات ومواقف كثيرة،وكانت أيام دراسته للمسرح في معهد الفنون الجميلة من اجمل تلك الأيام التي لا يمكن أن تتكرر ولعل من اجمل تلك المواقف تلك المناكدات التي لا تنتهي بينه وبين علي منشد او فيصل جواد التي لا يمكن ذكرها في هذه العجالة.
عباس علي باهض شخصية من طرأز خاص فهو مثقف ممتاز ومخلص ازلي للفن ولقضايا وطنه الذي طحنته الدكتاتورية والحروب المتكررة وعانى مع الجميع ويلات المضايقات والتقارير وكذلك أيام الحصار الاقتصادي الذي دمر البلاد والعباد وأتى على ما تبقى من حاجيات الناس التي باعت كل شيء ،لكنه باع ولم يبع ضميره او مواقفه السياسية التي ترسخت فيه عن وعي وقناعات،وقد تعرض من جملة ما تعرض له من مضايقات وتحقيق حين قبضت المخابرات العراقية على شقيقه الراحل حسين علي باهض في تركيا وجيء به في الحقيبة الدبلوماسية ليتعرض لأنواع المهانة والإذلال في أقبية الأمن العامة
.في العام ١٩٨٥ قدم مسرحية وداعا ايها الشعراء لجليل القيسي والتي تتحدث عن آخر ساعة في حياة الرسام الهولندي فان كوخ من بطولة علاء صالح المسعودي شاركة في تمثيلها قاسم محمد شايع وسناء احمد والتي نالت استحسانا كبيرا إذ قال عنها الراحل الكبير عوني كرومي وقد كنت وجهت له الدعوة لمشاهدتها ( لم ار عرضا مسرحيا خلال سنوات الحرب فيه تصوير فلسفي غير هذا العرض) وتلك شهادة كبيرة بحق العرض المسرحي ومناسبة للاحتفال في شارع أبي نؤاس وعلى حسابي كالعادة . تلك الاحتفالات المستديمة التي كنا نبحث عن أسباب لها باي طريقة كانت والتي تتحول فيها الجلسات إلى حوارات معرفية مستمرة،وفي واحدة من تلك الجلسات في المفرق ولم يكن عباس فيها معنا لكنه في منتصف الجلسة دخل مستعجلا لشراء قنينة عرق وعند خروجه أصر عليه الجميع لاحتساء زجاجة بيرة وعند خروجه لم يجد سيارته كانت قد سرقت ولم يعثر عليها بعد ذلك لكن الطريف في الأمر انه كان يرتدي بدلة فاخرة حينها وكان قد علق السترة على كرسي القيادة وبعد أن يأس من إيجاد السيارة شعر بالقهر من ضياع السترة فقال:هسه لو يرجعون السترة لو يأخذون البنطرون،
دخل إلى الإذاعة والتلفزيون في العام ١٩٩٠ وعمل مصورا وشارك في تصوير برامج عديدة من اهمها برنامج شريط سينما تقديم جينا يوسف واخراج علاء الدهان وبرنامج مساء الخير تقديم نادية صابر واخراج صائب غازي وبرنامج الموعد تقديم رقية حسن واخراج علي حنون وبرنامج الرياضة في اسبوع اخراج فاضل جتي والعشرات من البرامج المنوعة والثقافية ،وقد طرد من تلفزيون العراق في العام ١٩٩٨ بعد ان رقن قيده في اكاديمية الفنون الجميلة قبلها بعامين لاسباب سياسية،حاز على جائزة أفضل مصور حربي في العام ٢٠٠٣ لحساب قناة ابو ظبي التي اخذت المركز الاول عالميا في تغطية الاخبار واصيب اثناء التغطية وهو اخر مصور ينزل من سطح القناة التي صورت الطائرة التي قصفت قناة الجزيرة ولقطات الحرب واحتراق بغداد اول ليلة وجميع تلك اللقطات من تصويره والتقت به لذلك ٣٦ قناة عالمية.
مارس الإخراج المسرحي عبر مسرحية هلو يامن هناك لوليم سارويان كذلك الإخراج السينمائي عبر اخراجه فيلم ( نحن في ورطة ) الذي يعد الفلم الاول في العالم الذي يطرح قضية الهكر في برامج التواصل الاجتماعي مدته 18 دقيقة تمثيل شروق الحسن. وزمن علي ،كما اخرج اهم برنامج ثقافي معرفي ( فصول مع مجاهد ابو الهيل ) واول برنامج كاميرا خفية صور في سوريا تمثيل مشترك لفنانين عراقيين وسوريين.
في العام ٢٠١٦ تم عزله من إدارة مديرية الدراما في تلفزيون العراقية وتحويله إلى مستشار فيها واناطة إدارتها بالمخرج المسرحي حيدر متعثر ولا ادري ما الحكمة في هذا الامر؟.
يعمل الآن مستشارا عاما في العراقية، وأخيرا فإنني أرى بأن لزاما على القائمين على الدوائر الفنية والثقافية في العراق الجديد الالتفات لشخصيات تتمتع بالخبرة والكفاءة والتاريخ الناصع لإدارة تلك الدوائر سواء أكان عباس علي باهض او غيرة من الشخصيات.