أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الضغوط النفسية في تربية الأبناء… مسؤولية تنمو بالوعي

الضغوط النفسية في تربية الأبناء… مسؤولية تنمو بالوعي
 الضغوط النفسية في تربية الأبناء… مسؤولية تنمو بالوعي

في زمن تتسارع فيه الإيقاعات اليومية وتتزايد فيه التحديات الحياتية، أصبحت تربية الأبناء من أكثر المهام الحياتية حساسية وتعقيدًا. فالضغوط النفسية التي يعيشها الوالدان – سواء كانت ناتجة عن العمل أو الظروف الاقتصادية أو العلاقات الاجتماعية – تمتد بشكل مباشر وغير مباشر إلى داخل الأسرة، لتنعكس على طريقة التعامل مع الأبناء، وعلى جودة البيئة التربوية التي ينشؤون فيها.

إن الأبحاث الحديثة تؤكد أن الضغوط النفسية تؤثر على قدرة الوالدين على اتخاذ القرار التربوي السليم، وعلى مستوى صبرهم ومرونتهم في التعامل مع السلوكيات اليومية للأطفال. فالأب أو الأم المرهقان نفسيًا قد يلجآن دون وعي إلى أسلوب التوتر، أو النقد الزائد، أو الانفعالات اللحظية، مما يخلق فجوة عاطفية داخل الأسرة ويضعف الشعور بالأمان النفسي لدى الطفل.

ومن المهم إدراك أن الأبناء لا يتأثرون بالكلمات فقط، بل بطاقة من يربّيهم. فالطفل يلتقط المشاعر قبل العبارات، ويقرأ الملامح قبل أن يسمع التوجيهات. لذلك فإن الوعي بتنظيم الضغوط، وممارسة مهارات التوازن النفسي، أصبحت عناصر أساسية في التربية الحديثة.

وتبرز هنا أهمية الدور الإعلامي الذي تقدمه قناة الشمس من خلال برامجها التوعوية وإضاءاتها الإنسانية، بقيادة الإعلامي والمخرج محمد فرحان الذي اعتاد أن يفتح الملفات المجتمعية بروح مهنية ومسؤولية عالية. فتناول موضوع الضغوط النفسية في تربية الأبناء ليس مجرد طرح نظري، بل هو مساهمة حقيقية في بناء مجتمع أكثر وعيًا واستقرارًا.

إن تخفيف الضغوط يبدأ من إدراكها، ثم فهمها، ثم تعلّم كيفية إدارتها بطرق صحية، سواء من خلال الدعم الأسري، أو توظيف مهارات التواصل الإيجابي، أو طلب المساعدة المتخصصة عند الحاجة. فالأبناء يستحقون تربية قائمة على الاحتواء، والقدوة، والطمأنينة… كما يستحق الوالدان دعمًا يساعدهما على أداء رسالتهما بأمان ووعي.

بقلم: د. زينب جارالله الشمري (أم جاسم)
دولة الكويت

صور مميزة