حياتهم مع الاحتضان (2)

حياتهم مع الاحتضان (2)
د. وسيلة محمود الحلبي
يُعدّ الاحتضان هدفًا نبيلًا ومسؤولية عظيمة، فهو ليس مجرد عمل إنساني، بل رسالة سامية وحلم يراود الكثير من الأسر.
إن احتضان الأطفال مسؤولية كبيرة تحمل في طياتها الحب والعطاء والأمل، ومن حق كل طفل أن ينتمي إلى أسرة كافلة تمنحه الأمان والدفء والحنان.
فضل كفالة اليتيم عظيم، فهي تقرّب صاحبها من الرسول ﷺ في الجنة، وتعود عليه بالخير الجزيل والفضل العظيم في الدنيا والآخرة، وتُسهم في بناء مجتمعٍ سليمٍ يسوده التراحم والتكافل.
فالاحتضان دليل على الفطرة النقية والطبع السليم والقلب الرحيم، وهو باب من أبواب البركة وزيادة الرزق للكافل.
ومتى ما شعر الطفل بالأمان الأسري والعاطفي والنفسي، أصبح قادرًا على العطاء والتكيف والمشاركة الفاعلة في مجتمعه — وهذا هو جوهر مفهوم التكافل الاجتماعي الذي دعا إليه ديننا الحنيف.
وبمناسبة اليوم العالمي للاحتضان، التقيتُ بعددٍ من الأمهات الحاضنات اللواتي تشرف عليهن جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة، للتعرف على مشاعرهن وتجاربهن بعد الاحتضان.
تجربة الأم الحاضنة "بشرى البيشي" (أم رغد عبد العزيز)
تقول الأم الحاضنة بشرى البيشي:
"شعوري لا يوصف... حياتي اختلفت تماماً، وتحققت أماني كثيرة بقدوم ابنتي رغد إلى منزلي. حين استلمتها شعرت بفرح وسرور وإحساس مختلف، وكانت تجربة لا تُنسى. عندما بدأت تنطق كلماتها الأولى وقالت: ماما، بابا، كدت أطير من الفرح! كنت أضمها إلى صدري بكل حب وسعادة، ثم بدأت تقول جده وخالة، فأحسست بشعور رائع ونفس راضية ولله الحمد."
وأضافت الأم قائلةً:
"أسأل الله أن يحفظها لي ويحميها، ويقدرني على تربيتها وتعليمها. ومن هذا المنبر أدعو الجميع إلى التفكير بالاحتضان لما فيه من بركة وسعادة لا توصف.
ولا ننسى قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة) وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى."
وشددت على أهمية وعي الأسرة المُحتضِنة بمسؤولياتها واستعدادها لتحملها على المدى الطويل، مشيرةً إلى ضرورة تنمية شخصية الطفل وتزويده بالدعم النفسي والاجتماعي الذي يُعزّز شعوره بالانتماء والأمان.
وتتابع:
"أمتلك شعورًا كبيرًا بالسعادة والبركة في حياتي، وأرى أثرًا إيجابيًا على ابنتي رغد من خلال بيئةٍ داعمة نفسيًا واجتماعيًا، رغم التحديات التي تواجه الأسر مثل التعامل مع الآثار النفسية للفقدان وحاجة الطفل للتكيف مع أسرته الجديدة. أركز على الحب والاهتمام والدعم اللازم لنموها السليم، ليكون لها مستقبل مشرق بإذن الله. ومن أمنياتي أن تتكرر لي تجربة الاحتضان مرة أخرى."
الاحتضان.. أسلوب حياة
إن القصص الواقعية للأسر المحتضنة أصبحت اليوم مصدر إلهام وفخرٍ للمجتمع، إذ تجسد أسمى معاني الإنسانية والعطاء. فالاحتضان ليس مجرد عمل، بل أسلوب حياة يملأ البيوت سعادة وطمأنينة، ويعزز قيم التراحم والتكافل الإنساني في المجتمع.
دور جمعية "كيان" للأيتام ذوي الظروف الخاصة
تجدر الإشارة إلى أن جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة تؤدي دورًا فاعلًا ومتميزًا في بناء كيان الأيتام ومساندتهم من النواحي الوقائية والنمائية والتأهيلية.
تعمل الجمعية على تمكين الأيتام من المشاركة الفاعلة داخل المجتمع، وتحرص على تجويد حياتهم وتأهيلهم للانخراط بقوة في مجتمع المعرفة والتنمية.
وتقدّم الجمعية العديد من البرامج الوقائية والإرشادية للأيتام وأسرهم الحاضنة، كما تتابعهم نفسيًا واجتماعيًا وصحيًا، وتوفر لهم الدورات التدريبية المتنوعة التي تساعدهم على تجاوز التحديات وتحقيق التوازن النفسي والاجتماعي..
د. وسيلة محمود الحلبي
يُعدّ الاحتضان هدفًا نبيلًا ومسؤولية عظيمة، فهو ليس مجرد عمل إنساني، بل رسالة سامية وحلم يراود الكثير من الأسر.
إن احتضان الأطفال مسؤولية كبيرة تحمل في طياتها الحب والعطاء والأمل، ومن حق كل طفل أن ينتمي إلى أسرة كافلة تمنحه الأمان والدفء والحنان.
فضل كفالة اليتيم عظيم، فهي تقرّب صاحبها من الرسول ﷺ في الجنة، وتعود عليه بالخير الجزيل والفضل العظيم في الدنيا والآخرة، وتُسهم في بناء مجتمعٍ سليمٍ يسوده التراحم والتكافل.
فالاحتضان دليل على الفطرة النقية والطبع السليم والقلب الرحيم، وهو باب من أبواب البركة وزيادة الرزق للكافل.
ومتى ما شعر الطفل بالأمان الأسري والعاطفي والنفسي، أصبح قادرًا على العطاء والتكيف والمشاركة الفاعلة في مجتمعه — وهذا هو جوهر مفهوم التكافل الاجتماعي الذي دعا إليه ديننا الحنيف.
وبمناسبة اليوم العالمي للاحتضان، التقيتُ بعددٍ من الأمهات الحاضنات اللواتي تشرف عليهن جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة، للتعرف على مشاعرهن وتجاربهن بعد الاحتضان.
تجربة الأم الحاضنة "بشرى البيشي" (أم رغد عبد العزيز)
تقول الأم الحاضنة بشرى البيشي:
"شعوري لا يوصف... حياتي اختلفت تماماً، وتحققت أماني كثيرة بقدوم ابنتي رغد إلى منزلي. حين استلمتها شعرت بفرح وسرور وإحساس مختلف، وكانت تجربة لا تُنسى. عندما بدأت تنطق كلماتها الأولى وقالت: ماما، بابا، كدت أطير من الفرح! كنت أضمها إلى صدري بكل حب وسعادة، ثم بدأت تقول جده وخالة، فأحسست بشعور رائع ونفس راضية ولله الحمد."
وأضافت الأم قائلةً:
"أسأل الله أن يحفظها لي ويحميها، ويقدرني على تربيتها وتعليمها. ومن هذا المنبر أدعو الجميع إلى التفكير بالاحتضان لما فيه من بركة وسعادة لا توصف.
ولا ننسى قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة) وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى."
وشددت على أهمية وعي الأسرة المُحتضِنة بمسؤولياتها واستعدادها لتحملها على المدى الطويل، مشيرةً إلى ضرورة تنمية شخصية الطفل وتزويده بالدعم النفسي والاجتماعي الذي يُعزّز شعوره بالانتماء والأمان.
وتتابع:
"أمتلك شعورًا كبيرًا بالسعادة والبركة في حياتي، وأرى أثرًا إيجابيًا على ابنتي رغد من خلال بيئةٍ داعمة نفسيًا واجتماعيًا، رغم التحديات التي تواجه الأسر مثل التعامل مع الآثار النفسية للفقدان وحاجة الطفل للتكيف مع أسرته الجديدة. أركز على الحب والاهتمام والدعم اللازم لنموها السليم، ليكون لها مستقبل مشرق بإذن الله. ومن أمنياتي أن تتكرر لي تجربة الاحتضان مرة أخرى."
الاحتضان.. أسلوب حياة
إن القصص الواقعية للأسر المحتضنة أصبحت اليوم مصدر إلهام وفخرٍ للمجتمع، إذ تجسد أسمى معاني الإنسانية والعطاء. فالاحتضان ليس مجرد عمل، بل أسلوب حياة يملأ البيوت سعادة وطمأنينة، ويعزز قيم التراحم والتكافل الإنساني في المجتمع.
دور جمعية "كيان" للأيتام ذوي الظروف الخاصة
تجدر الإشارة إلى أن جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة تؤدي دورًا فاعلًا ومتميزًا في بناء كيان الأيتام ومساندتهم من النواحي الوقائية والنمائية والتأهيلية.
تعمل الجمعية على تمكين الأيتام من المشاركة الفاعلة داخل المجتمع، وتحرص على تجويد حياتهم وتأهيلهم للانخراط بقوة في مجتمع المعرفة والتنمية.
وتقدّم الجمعية العديد من البرامج الوقائية والإرشادية للأيتام وأسرهم الحاضنة، كما تتابعهم نفسيًا واجتماعيًا وصحيًا، وتوفر لهم الدورات التدريبية المتنوعة التي تساعدهم على تجاوز التحديات وتحقيق التوازن النفسي والاجتماعي..