الفن والتراث السوداني: رؤية شاملة : بقلم المهندس - سامي الفاضل
ماهية الأغنية السودانية: بين التنوع والهوية
حين نتأمل في ملامح الأغنية السودانية، لا نجد أمامنا قالبًا نمطيًا واحدًا، بل نُفاجأ بتنوع إيقاعي فريد يجعل من هذا الفن الشعبي لوحة فسيفسائية بديعة. فالأغنية السودانية لا تنتمي إلى إيقاعٍ واحد أو شكلٍ محدد، بل تنهل من تعددية ثقافية غنية، تتباين من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، حتى تكاد تجعل من السودان قارةً موسيقية قائمة بذاتها.
التنوع الإيقاعي: ثراء يعكس عمق الانتماء
السودان بلد يتميز بثقافات متعددة تنعكس بوضوح في موسيقاه. ففي كل منطقة إيقاعها الخاص ونمطها الغنائي المميز، بدءًا من إيقاعات النوبة في الشمال، مرورًا بإيقاعات البجا في الشرق، إلى أهازيج دارفور وكردفان في الغرب، وانتهاءً بموسيقى الجنوب ذات الطابع الأفريقي العميق. هذا التنوع لا يُضاهى، ويمنح الأغنية السودانية طابعًا عالميًا يستحق التقدير والاحتفاء.
سرقة التراث: غياب الحماية وتراجع الإعلام
رغم هذا الثراء الفني، إلا أن الأغنية السودانية كثيرًا ما تتعرض للسرقة أو النسب إلى ثقافات أخرى. ويعود ذلك، للأسف، إلى ضعف التوثيق وقلة الترويج الإعلامي، مما يفتح الباب أمام آخرين لاستغلال هذا الإرث وتقديمه على أنه جزء من تراثهم. وهي دعوة مفتوحة لمؤسسات الإعلام السودانية لتتحمل مسؤوليتها في الدفاع عن هذا التراث وترويجه بالصورة التي تليق به.
الأغنية السودانية: فن كورالي ينبض بالحياة
تمتاز الأغنية السودانية بكونها فنًا جماعيًا "كوراليًا"، ينبع من روح الجماعة ويُؤدى في مختلف المناسبات؛ من ميادين الفروسية إلى مواسم الزراعة والحصاد، مرورًا بالأعراس والاحتفالات الشعبية. إنها ليست مجرد أنغام تُطرب الأذن، بل رسائل ثقافية واجتماعية تعكس حياة الناس وهمومهم وأحلامهم.
الإعلام السوداني: الغائب الحاضر
يبقى الإعلام أحد الركائز الأساسية في حفظ وصون التراث، ومن الضروري أن يلعب دوره كاملاً في الترويج للفن السوداني داخل وخارج الحدود. لا يكفي أن نُنتج فنًا جميلًا، بل علينا أن نُحسن تقديمه للعالم، وأن نحميه من الاندثار أو السطو الثقافي.
أمثلة حية من كنوزنا الغنائية
أغاني السباتة: وهي أغانٍ شعبية تُؤدى في المناسبات الاجتماعية وتُعبر عن قيم الانتماء والتماسك المجتمعي.
أغاني الحكامات: تُمثل صوت المرأة في الريف، تُغنى في الأفراح والمناسبات القبلية، وتحمل رسائل سياسية واجتماعية مبطّنة.
أغاني الوسط: أغانٍ حديثة تمزج بين الأصالة والمعاصرة، وتتميز بتنوعها الإيقاعي واللحني، ما يجعلها أكثر انتشارًا بين الأجيال الجديدة.
في الختام
ما قدمته ليس إلا مدخلًا بسيطًا نحو عالم واسع وعميق من الفن والتراث السوداني، الذي يستحق أن نُسلط عليه الضوء، لا لمجرد التفاخر، بل لحمايته وصونه وتقديمه للأجيال القادمة.
شكر وتقدير
أتقدم بجزيل الشكر للأستاذة عايدة القمش على هذه الفرصة الكريمة، راجيًا أن أكون قد وُفّقت في تقديم لمحة تليق بهذا التراث الغني. وإلى لقاء قريب في حلقة جديدة، نواصل فيها رحلتنا في دروب الفن السوداني الأصيل.
دمتم بخير،
عمو سامي
حين نتأمل في ملامح الأغنية السودانية، لا نجد أمامنا قالبًا نمطيًا واحدًا، بل نُفاجأ بتنوع إيقاعي فريد يجعل من هذا الفن الشعبي لوحة فسيفسائية بديعة. فالأغنية السودانية لا تنتمي إلى إيقاعٍ واحد أو شكلٍ محدد، بل تنهل من تعددية ثقافية غنية، تتباين من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، حتى تكاد تجعل من السودان قارةً موسيقية قائمة بذاتها.
التنوع الإيقاعي: ثراء يعكس عمق الانتماء
السودان بلد يتميز بثقافات متعددة تنعكس بوضوح في موسيقاه. ففي كل منطقة إيقاعها الخاص ونمطها الغنائي المميز، بدءًا من إيقاعات النوبة في الشمال، مرورًا بإيقاعات البجا في الشرق، إلى أهازيج دارفور وكردفان في الغرب، وانتهاءً بموسيقى الجنوب ذات الطابع الأفريقي العميق. هذا التنوع لا يُضاهى، ويمنح الأغنية السودانية طابعًا عالميًا يستحق التقدير والاحتفاء.
سرقة التراث: غياب الحماية وتراجع الإعلام
رغم هذا الثراء الفني، إلا أن الأغنية السودانية كثيرًا ما تتعرض للسرقة أو النسب إلى ثقافات أخرى. ويعود ذلك، للأسف، إلى ضعف التوثيق وقلة الترويج الإعلامي، مما يفتح الباب أمام آخرين لاستغلال هذا الإرث وتقديمه على أنه جزء من تراثهم. وهي دعوة مفتوحة لمؤسسات الإعلام السودانية لتتحمل مسؤوليتها في الدفاع عن هذا التراث وترويجه بالصورة التي تليق به.
الأغنية السودانية: فن كورالي ينبض بالحياة
تمتاز الأغنية السودانية بكونها فنًا جماعيًا "كوراليًا"، ينبع من روح الجماعة ويُؤدى في مختلف المناسبات؛ من ميادين الفروسية إلى مواسم الزراعة والحصاد، مرورًا بالأعراس والاحتفالات الشعبية. إنها ليست مجرد أنغام تُطرب الأذن، بل رسائل ثقافية واجتماعية تعكس حياة الناس وهمومهم وأحلامهم.
الإعلام السوداني: الغائب الحاضر
يبقى الإعلام أحد الركائز الأساسية في حفظ وصون التراث، ومن الضروري أن يلعب دوره كاملاً في الترويج للفن السوداني داخل وخارج الحدود. لا يكفي أن نُنتج فنًا جميلًا، بل علينا أن نُحسن تقديمه للعالم، وأن نحميه من الاندثار أو السطو الثقافي.
أمثلة حية من كنوزنا الغنائية
أغاني السباتة: وهي أغانٍ شعبية تُؤدى في المناسبات الاجتماعية وتُعبر عن قيم الانتماء والتماسك المجتمعي.
أغاني الحكامات: تُمثل صوت المرأة في الريف، تُغنى في الأفراح والمناسبات القبلية، وتحمل رسائل سياسية واجتماعية مبطّنة.
أغاني الوسط: أغانٍ حديثة تمزج بين الأصالة والمعاصرة، وتتميز بتنوعها الإيقاعي واللحني، ما يجعلها أكثر انتشارًا بين الأجيال الجديدة.
في الختام
ما قدمته ليس إلا مدخلًا بسيطًا نحو عالم واسع وعميق من الفن والتراث السوداني، الذي يستحق أن نُسلط عليه الضوء، لا لمجرد التفاخر، بل لحمايته وصونه وتقديمه للأجيال القادمة.
شكر وتقدير
أتقدم بجزيل الشكر للأستاذة عايدة القمش على هذه الفرصة الكريمة، راجيًا أن أكون قد وُفّقت في تقديم لمحة تليق بهذا التراث الغني. وإلى لقاء قريب في حلقة جديدة، نواصل فيها رحلتنا في دروب الفن السوداني الأصيل.
دمتم بخير،
عمو سامي