أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

هذه الصورة.. شاهد عصر.. انتهى ولم تبق منه إلا الذكريات الجميلة.، عواطف تركي رشيد

هذه الصورة.. شاهد عصر.. انتهى ولم تبق منه إلا الذكريات الجميلة.،  عواطف تركي رشيد
 كل ما انسى هذا المقال، يذكرني به احد الأصدقاء
إعادة نشر
الصورة بتاريخ 11ايار 1975 غلاف مجلة الإذاعة و التلفزيون
كنت طالبة في الصف السادس الثانوي - ثانوية البتول للبنات في المعقل - و مذيعة في تلفزيون البصرة.
حينها كان العراق مستقرا وامنا.. ولم تكن الحملة الايمانية قد بدأت بعد و لم نكن قد سمعنا بأحزاب اسلامية.. و كانت إيران شاهنشاهية.. لا خميني و لا صدام.
كنا نمتلك حرية التعليم و العمل و بالمساواة بين المرأة و الرجل.. و كان من الطبيعي ان يذهب الأطفال إلى المدارس.. كل الأطفال بلا تمييز.. في مدارس حكومية غاية في الانضباط.
كانت لدينا مختبرات علمية في المدرسة، و كنا نقوم بعمل التجارب أيضا.. وكانت لدينا مسابقات أدبية في الشعر و الخطابة و القصة و المقال. فزت الأولى على محافظة البصرة، و أرسلتنا مديرية التربية الى بغداد.. انا و بشرى موسى و عيسى حسن و حيدر الكعبي.
كانت البصرة مدينة جميلة، أما المعقل فالمدينة التي بناها المرحوم مزهر الشاوي، ضابط تكريتي أصبح مديرا للموانيء فحقق حلمه بأن تصبح المعقل قرية بريطانية، و جعل منها حديقة مزدانة بالاشجار و الزهور و الحدائق المنزلية و العامة.
كان لدينا مرسم في المدرسة و كان درس الرسم مهما، كما هو الرياضة. مدرسة الرياضة الست فلانتين، مسيحية جميلة و أنيقة و أصبحت صديقة للطالبات. وكان الزي الذي نرتديه في الرياضة شورت قصير جدا ابيض و قميص ابيض و طبعا حذاء رياضة و جوارب بيضاء.
كانت لدينا مكتبة في ثانوية المعقل و شريكتها ثانوية البتول. و كنت عاشقة للقراءة.. فأثار عدد المرات التي استعرت فيها كتبا إدارة المدرسة حين كنت في الصف الأول المتوسط، فكلفتني المدرسة بعمل تطوعي وهو أمينة المكتبة لذلك العام الدراسي. وهناك عرفت طريقة ديوي في تصنيف الكتب و ترقيمها.
كانت معي في المدرسة الفنانة الرائعة سيتا هاگوبيان. متقدمة علي بصفين دراسيين.. أما اختها سوسيك فتجلس معي على نفس الرحلة في الصف.
وكانت المدرسة تقيم حفلا سنويا تغني فيه سيتا هاگوبيان في مسرحيات غنائية رائعة يشارك فيها عمالقة مديرية النشاط المدرسي مثل المخرج محمد وهيب و المرحوم مجيد العلي و فرقة الموانيء الموسيقية.
وكان لدينا مهرجان الربيع، تشارك فيه كل مدرسة باستعراض جميل.. شاركت مرة في احداها و كان استعراض مدرستنا عبارة عن سفينة كبيرة تم بناؤها على أيدي ابراهيم الشمسي و محمد وهيب، و ارتدت الطالبات ملابس بابلية و جلسنا في السفينة نجذف في الهواء بينما تسير السيارة حاملة سفينتنا أمام جموع اهل البصرة في كرنفال ضم كل مدارس المدينة.
كانت مدرسات اللغة العربية.. الست خيرية زاهدي و الست فائزة عبد الواحد و الست فوزية و الاستاذ عبدالله.. نعم كان لدينا أساتذة في مدارس البنات وكانت هناك مدرسات في مدارس البنين.. و كل شيئ كان طبيعيا..
المدرسة كانت عالم مليء بالدراسة و المنافسة الشريفة و الصداقات التي امتدت الي يومنا هذا.. و كانت مليئة بالانشطة الأجتماعية.. و السفرات و الحفلات المدرسية و.. رفعة العلم!!
رفعة العلم.. كانت الوطن.. و كانت العراق.. و الكل يتسمر أمام العلم الذي يرتفع على صارية عالية.. تكاد ان تصل السماء، أو هكذا كنا نعتقد.. وكلنا نقرأ النشيد بصوت واحد.. ثم تقرأ إحدى الطالبات المتميزات خطبة معدة مسبقا عن مواضيع مختلفة.. اتذكر منها كلمتي حول وعد بلفور و بيع القضية الفلسطينية... وبعد أن استلم صدام حسين الحكم، تلاشت القضية الفلسطينية من خطبنا المدرسية.. لا أدري لماذا ، لكني اتذكر ان مناسبة وعد بلفور ألغيت من احتفالاتنا و بقيت فقط في كتاب التاريخ للصف الثالث المتوسط.
هذه الصورة.. شاهد عصر.. انتهى ولم تبق منه إلا الذكريات الجميلة.،
عواطف تركي رشيد 2019

صور مميزة