أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

حميدة القحطاني الكلمة التي بلا جذر…

حميدة القحطاني الكلمة التي بلا جذر…
 حميدة القحطاني
الكلمة التي بلا جذر…
من الإشارات الدالة على شجاعة الإنسان تحمّله مسؤولية نفسه أولًا وقبل كلّ شيء.
إطلاقًا، لا يكفي الشعور بالمسؤولية تجاه الآخر ما لم ينبع من شعور حقيقي بالمسؤولية تجاه الذات.
وأهم ما في هذا الشعور أن يكون الفرد “قد كلمته”.
أستغرب كثيرًا، بل يصيبني الذهول أحيانًا، حين أسمع كلامًا من شخص ما ظننته مسؤولًا، لأكتشف أنه مجرد كلام بلا جذر، بلا نية سليمة، بلا شعور حقيقي بمسؤولية الكلمة؛ كلام هشّ، قابل للتحوّل والتبدل دون مبرر.
الكلمة بحاجة إلى جذر، وإلى نوع من الثبات، ولو كان مؤقتًا.
أما أن تكون بلا جذر، تتبدّل من يوم لآخر، أو تُهمَل، أو تُنكَر… فهذه إشارة لخللٍ ما.
ومن الشجاعة أن يتحمل الإنسان مسؤولية سلوكه وفعله، وأن يبتعد عن الأنا قدر المستطاع، ويتحرر من وهم المثالية والكمال؛ فنحن بشر، وطبيعتنا الإنسانية تحوي كل ألوان ومستويات الخير والشر، الأبيض والأسود، وما بينهما.
ولهذا، فالاعتذار عن الخطأ فضيلة، وجبر الخاطر وتعويض الضرر هو جوهر الفضيلة.
والجميل أن من لا يستوعب طبيعته البشرية، ومكامن نقصه وتناقضاته، سيُعاقَب بالحرمان من حلاوة النضج وقيمة النمو، وسيزداد عمرًا، لكنه سيبقى في داخله طفلًا مخربًا، أنانيًا، فوضويًا، لا يدرك مكامن الجمال الحقيقي، ولا يفقه عمق الحوار ولا لذّته.
ويبقى أسير شخصية سطحية، هشة، وزائفة.
#الكلمة_التي_لا_تُسقى_بالصدق_رخيصة
#الكلمة_الرخيصة
#حميدة_القحطاني