قراءة وتحليل في قصيد الشاعر ناصر رمضان (زمن الشعر) بقلمي فريدة الجوهري/لبنان

قراءة وتحليل في قصيد الشاعر ناصر رمضان (زمن الشعر)
بقلمي فريدة الجوهري/لبنان
ألحالة النفسية والصراع الذاتي
_______________________
يبين لنا الشاعر في مستهلّ القصيد أنه يمر بحالةٍ من الصراع ألتي تبعده عن الشعر وتبعد الشعر عنه لسبب او أسباب مازال يجهلها وهذا ما ينبينا به في الأشطر الأولى من كتابته ...
مالي وللشعر ينساني وأنساهُ
ويرقص الحرف في كفي فأخشاه
فكلمة (مالي )التي يبدأ بها تأتي في حالتين التعجب والتساؤل لذا نراه گأنه يلوم نفسه على هذا الإنفصال إذيكمل عجز البيت بأخشاه والخشية نتاح الخوف والضياع ..وهنا يطرح السؤال نفسه لما ياترى يخشى شاعرنا الكتابة وهو الذي يكمل...
ما كنت للعهد يوما خائنا أبدا والطير يشهد كم بالحب ألقاهُ
فالشاهد على تعلقه بالحروف هو قلبه وروحه ..... فالشعر يعشق من بالروح يلقاه
فلما هذا التجاف والبعاد القسري
رغم أن الضاد...
فالضادُ تمنحني ما كنت أهواه ...
إذن هذه الحبيبة تهديه كل ما يتمناه
؟؟؟
الإرتباط الوثيق بالشعر
_______________________
يبين لنا الشاعر في القسم الثاني من القصيد ارتباطه بالشعر فالشعر يأتي إليه طواعية ليبادله المشاعر
وأجمل الشعر ما يأتي بلا عنتٍ
وأجمل الحب ما بالعقل نهواه
إذن فحب الشعر ثابت لا يتغير فحب العقل يأتي عن دراية وتعقّل وتصميم وليس كالحب من القلب فقط فالقلب متقلب العواطف يخضع للأمور الخارجية بينما العقل متبصر مفكر لذا فحبه ثابت لا يتزعزع ويهديه لنا نحن القراء بكل محبة وكرم ..وأنثر الدر بين الناس مكرمة والحر يعشق من يبغون لقياهُ
وأجمل الوصل من بالوصل نرعاه
وهو يبتعد عن الكتابة وعن القراء
ولكنه يشكو بينه وبين ذاته
وأجمل الحب ما تضنيك شكواهُ
حالة الرفض والشكوى
_______________________
ربما هنا يبيّنُ أو يوضح القليل من هواجسه التي اخذته بعيدا عن محبوبه الشعر إذ يقول
لا تحسبوا الشعر أوزاناً نردِّدُها لكنما هو وحيٌ ما عرفناهُ
...وليس يُدرِكُ سرّ الحرفِ من شاهوا
....فليس للمرء فيهٌ ما تراجاهُ
هو يلوم البعض إذن ذالك القسم الذي شوّه وجه الحروف وسار صعُدا باسم شاعر مع أن وحي الشعراء لا يمت له بصلة ولم يعرفه أبدا.
لكنّما هو وحيٌ ما عرفناهُ
وٱية العلم فيه أنه نغمٌ وٱية السحر فيه ما جهلناهُ
...فراهب الشعر بات الشعر مولاه
نقاط النهاية للصراع
ورأي الشاعر
_____________________
في نهاية المطاف وبعد الإنعطافات النفسية والفكرية التي جاءت على متن القصيد
يخبرنا الشاعر رأيه بكل صراحة ووضوح ودون أية مواربة...
فن القلوب عظيم الشانِ ما عظمت شمسٌ عليهِ ولاعلمٌ
تخطاهُ
فلا الروايةُ رغم السرد أخفته
ولا الحكاية رغم القص تنساهُ
لو تسأل....يجيبك العشق أن الشعر مجراهُ...
ألبلاغة
______________________
تظهر البلاغة الشعرية في قصيد الشاعر ناصر رمضان في سلاسة السكب وقوة التعبير حيث أوصلنا لما يريد قوله بكل جمالية ومحبة فجعلنا نتمعن في كل سطر مسكوب بدقة فصور لنا كيف للشعر التأثير الكبير عليه وعلى جميع القلوب وقال
وراهب الشعر لا يبغي له بدلا...
فهو لن يسبدل الشعر او يبتعد عنه
كما أن الشعر ..
وجمرة الضاد في الثوار يشعلها
وكما نعلم بأنه منذ القدم كانت المعارك لا تخاض إلا وبرفقة الجيوش شاعر يلهب قلوب المقاتلين
كما ألهب شاعرنا الورق في قصيد.
ألقصيد
زمن الشعر
مالي وللشِّعرِ ينساني وأنساهُ… ويرقُصُ الحرفُ في كفِّي فأخشاهُ
ما كنتُ للعهدِ يوماً خائناً أبداً… والطَّيرُ يشهدُ كم بالحُبِّ غنَّاهُ
ولا كسَرتُ سهامَ الوجدِ عن عَمَدٍ … والشِّعرُ يعشقُ من بالرُّوحِ يلقاهُ
ولا صَحَوتُ بدون الضَّادِ أعشقُها … والضَّادُ تمنحُني ما كنتُ أهواهُ
وأنثُرُ الدُّرَّ بين النَّاسِ مكرُمةً …. والحُرُّ يعشقُ من يبغونَ لُقياهُ
وأجملُ الشِّعرِ ما يأتي بلا عَنَتٍ … وأجملُ الحُبِّ من بالعقلِ نهواهُ
وفرحةُ المرءِ ﻻ تأتي بلا عملٍ ..ودمعةُ العينِ للمحزونِ مأواهُ
لي فيكَ يا شِعرُ أبياتٌ أردِّدُها …فيضٌ من الحُبِّ بين الخلقِ مسعاهُ
وأجملُ الحرفِ ما يأتي على مَهَلٍ .. وأجملُ الوصلِ من بالوصلِ نرعاهُ
عهدُ المحبَّةِ في الأشعارِ مَسكَنُهُ.. وأجملُ الحُبِّ ما تُضنيكَ شكواهُ
وأجملُ الشِّعرِ حين الشَّوقَ يُلهبُهُ… حتَّى تغنَّى على مُضناهُ ذِكراهُ
لا تحسبوا الشِّعرَ أوزاناً نُردِّدُها … لكنَّما هو وحيٌ ما عرفناهُ
كم بالحروفِ وكم بالشِّعرِ من لغةٍ …. وليسَ يُدركُ سِرَّ الحرفِ من شاهوا
كم بالحروفِ وكم بالشِّعرِ من شجنٍ …فليسَ للمرءِ فيه ما ترجَّاهُ
وآيةُ العِلمِ فيهِ أنَّهُ نغمٌ … وآيةُ السِّحرِ فيهِ ما جهِلناهُ
الشِّعرُ يعرفُ من بالحُبِّ يكتُبُهُ… وراهبُ الشِّعرِ صارَ الشِّعرُ موﻻهُ
وراهبُ الشِّعرِ ﻻ يبغي بهِ بدلاً … يكفيهِ بيتٌ من الأوزانِ يحياهُ
يكفيهِ حرفٌ من الأوجاعِ يُنشِدُهُ. إذا رأى طيفَهُ المحبوبَ واساهُ
وجمرةُ الضَّادِ في الثُّوارِ يُشعلُها.. من قلبِهِ وعيونُ النَّاسِ ترعاهُ
على العُتاةِ وحينَ البأسِ يُلهبُهُ … سوطاً من النَّارِ ﻻ تخفى شظاياهُ
عهدُ البلاغةِ في الأشعارِ ما نضُبتْ …وكيفَ ينضُبُ من بالنُّور مُحياهُ
فنُّ القلوبِ عظيمُ الشَّأنِ ما عظُمت ..شمسٌ عليهِ ولا عِلمٌ تخطَّاهُ
فلا الرِّوايةُ رغمَ السَّردِ أخفَتْهُ…ولا الحِكايةُ رغمَ القَصَّ تنساهُ
لو تسألِ العِشقَ أينَ الآهُ غافيةٌ …يُجيبُك العِشقُ أنَّ الشِّعر مجراهُ
الشِّعرُ نورٌ حَبَاهُ اللهُ مكرُمةً …للمرءِ تُذكرُ من أحلى مزاياهُ
وأسعدُ النَّاسِ من يحيا بلا طمعٍ .. ولا تغيبُ عن الأحبابِ ذِكراهُ
الشِّعرُ يسكُنُ من بالنُّورِ مَسكَنُهُ …والعاشقون وإن شَطُّوا ضحاياهُ
الشِّعرُ يملِكُ عرشَ القلبِ في دِعَةٍ.. والعارفون وإن تاهوا رعاياهُ
ناصر رمضان عبد الحميد
عضو اتحاد كتاب مصر
رئيس ملتقى الشعراء العرب
بقلمي فريدة الجوهري/لبنان
ألحالة النفسية والصراع الذاتي
_______________________
يبين لنا الشاعر في مستهلّ القصيد أنه يمر بحالةٍ من الصراع ألتي تبعده عن الشعر وتبعد الشعر عنه لسبب او أسباب مازال يجهلها وهذا ما ينبينا به في الأشطر الأولى من كتابته ...
مالي وللشعر ينساني وأنساهُ
ويرقص الحرف في كفي فأخشاه
فكلمة (مالي )التي يبدأ بها تأتي في حالتين التعجب والتساؤل لذا نراه گأنه يلوم نفسه على هذا الإنفصال إذيكمل عجز البيت بأخشاه والخشية نتاح الخوف والضياع ..وهنا يطرح السؤال نفسه لما ياترى يخشى شاعرنا الكتابة وهو الذي يكمل...
ما كنت للعهد يوما خائنا أبدا والطير يشهد كم بالحب ألقاهُ
فالشاهد على تعلقه بالحروف هو قلبه وروحه ..... فالشعر يعشق من بالروح يلقاه
فلما هذا التجاف والبعاد القسري
رغم أن الضاد...
فالضادُ تمنحني ما كنت أهواه ...
إذن هذه الحبيبة تهديه كل ما يتمناه
؟؟؟
الإرتباط الوثيق بالشعر
_______________________
يبين لنا الشاعر في القسم الثاني من القصيد ارتباطه بالشعر فالشعر يأتي إليه طواعية ليبادله المشاعر
وأجمل الشعر ما يأتي بلا عنتٍ
وأجمل الحب ما بالعقل نهواه
إذن فحب الشعر ثابت لا يتغير فحب العقل يأتي عن دراية وتعقّل وتصميم وليس كالحب من القلب فقط فالقلب متقلب العواطف يخضع للأمور الخارجية بينما العقل متبصر مفكر لذا فحبه ثابت لا يتزعزع ويهديه لنا نحن القراء بكل محبة وكرم ..وأنثر الدر بين الناس مكرمة والحر يعشق من يبغون لقياهُ
وأجمل الوصل من بالوصل نرعاه
وهو يبتعد عن الكتابة وعن القراء
ولكنه يشكو بينه وبين ذاته
وأجمل الحب ما تضنيك شكواهُ
حالة الرفض والشكوى
_______________________
ربما هنا يبيّنُ أو يوضح القليل من هواجسه التي اخذته بعيدا عن محبوبه الشعر إذ يقول
لا تحسبوا الشعر أوزاناً نردِّدُها لكنما هو وحيٌ ما عرفناهُ
...وليس يُدرِكُ سرّ الحرفِ من شاهوا
....فليس للمرء فيهٌ ما تراجاهُ
هو يلوم البعض إذن ذالك القسم الذي شوّه وجه الحروف وسار صعُدا باسم شاعر مع أن وحي الشعراء لا يمت له بصلة ولم يعرفه أبدا.
لكنّما هو وحيٌ ما عرفناهُ
وٱية العلم فيه أنه نغمٌ وٱية السحر فيه ما جهلناهُ
...فراهب الشعر بات الشعر مولاه
نقاط النهاية للصراع
ورأي الشاعر
_____________________
في نهاية المطاف وبعد الإنعطافات النفسية والفكرية التي جاءت على متن القصيد
يخبرنا الشاعر رأيه بكل صراحة ووضوح ودون أية مواربة...
فن القلوب عظيم الشانِ ما عظمت شمسٌ عليهِ ولاعلمٌ
تخطاهُ
فلا الروايةُ رغم السرد أخفته
ولا الحكاية رغم القص تنساهُ
لو تسأل....يجيبك العشق أن الشعر مجراهُ...
ألبلاغة
______________________
تظهر البلاغة الشعرية في قصيد الشاعر ناصر رمضان في سلاسة السكب وقوة التعبير حيث أوصلنا لما يريد قوله بكل جمالية ومحبة فجعلنا نتمعن في كل سطر مسكوب بدقة فصور لنا كيف للشعر التأثير الكبير عليه وعلى جميع القلوب وقال
وراهب الشعر لا يبغي له بدلا...
فهو لن يسبدل الشعر او يبتعد عنه
كما أن الشعر ..
وجمرة الضاد في الثوار يشعلها
وكما نعلم بأنه منذ القدم كانت المعارك لا تخاض إلا وبرفقة الجيوش شاعر يلهب قلوب المقاتلين
كما ألهب شاعرنا الورق في قصيد.
ألقصيد
زمن الشعر
مالي وللشِّعرِ ينساني وأنساهُ… ويرقُصُ الحرفُ في كفِّي فأخشاهُ
ما كنتُ للعهدِ يوماً خائناً أبداً… والطَّيرُ يشهدُ كم بالحُبِّ غنَّاهُ
ولا كسَرتُ سهامَ الوجدِ عن عَمَدٍ … والشِّعرُ يعشقُ من بالرُّوحِ يلقاهُ
ولا صَحَوتُ بدون الضَّادِ أعشقُها … والضَّادُ تمنحُني ما كنتُ أهواهُ
وأنثُرُ الدُّرَّ بين النَّاسِ مكرُمةً …. والحُرُّ يعشقُ من يبغونَ لُقياهُ
وأجملُ الشِّعرِ ما يأتي بلا عَنَتٍ … وأجملُ الحُبِّ من بالعقلِ نهواهُ
وفرحةُ المرءِ ﻻ تأتي بلا عملٍ ..ودمعةُ العينِ للمحزونِ مأواهُ
لي فيكَ يا شِعرُ أبياتٌ أردِّدُها …فيضٌ من الحُبِّ بين الخلقِ مسعاهُ
وأجملُ الحرفِ ما يأتي على مَهَلٍ .. وأجملُ الوصلِ من بالوصلِ نرعاهُ
عهدُ المحبَّةِ في الأشعارِ مَسكَنُهُ.. وأجملُ الحُبِّ ما تُضنيكَ شكواهُ
وأجملُ الشِّعرِ حين الشَّوقَ يُلهبُهُ… حتَّى تغنَّى على مُضناهُ ذِكراهُ
لا تحسبوا الشِّعرَ أوزاناً نُردِّدُها … لكنَّما هو وحيٌ ما عرفناهُ
كم بالحروفِ وكم بالشِّعرِ من لغةٍ …. وليسَ يُدركُ سِرَّ الحرفِ من شاهوا
كم بالحروفِ وكم بالشِّعرِ من شجنٍ …فليسَ للمرءِ فيه ما ترجَّاهُ
وآيةُ العِلمِ فيهِ أنَّهُ نغمٌ … وآيةُ السِّحرِ فيهِ ما جهِلناهُ
الشِّعرُ يعرفُ من بالحُبِّ يكتُبُهُ… وراهبُ الشِّعرِ صارَ الشِّعرُ موﻻهُ
وراهبُ الشِّعرِ ﻻ يبغي بهِ بدلاً … يكفيهِ بيتٌ من الأوزانِ يحياهُ
يكفيهِ حرفٌ من الأوجاعِ يُنشِدُهُ. إذا رأى طيفَهُ المحبوبَ واساهُ
وجمرةُ الضَّادِ في الثُّوارِ يُشعلُها.. من قلبِهِ وعيونُ النَّاسِ ترعاهُ
على العُتاةِ وحينَ البأسِ يُلهبُهُ … سوطاً من النَّارِ ﻻ تخفى شظاياهُ
عهدُ البلاغةِ في الأشعارِ ما نضُبتْ …وكيفَ ينضُبُ من بالنُّور مُحياهُ
فنُّ القلوبِ عظيمُ الشَّأنِ ما عظُمت ..شمسٌ عليهِ ولا عِلمٌ تخطَّاهُ
فلا الرِّوايةُ رغمَ السَّردِ أخفَتْهُ…ولا الحِكايةُ رغمَ القَصَّ تنساهُ
لو تسألِ العِشقَ أينَ الآهُ غافيةٌ …يُجيبُك العِشقُ أنَّ الشِّعر مجراهُ
الشِّعرُ نورٌ حَبَاهُ اللهُ مكرُمةً …للمرءِ تُذكرُ من أحلى مزاياهُ
وأسعدُ النَّاسِ من يحيا بلا طمعٍ .. ولا تغيبُ عن الأحبابِ ذِكراهُ
الشِّعرُ يسكُنُ من بالنُّورِ مَسكَنُهُ …والعاشقون وإن شَطُّوا ضحاياهُ
الشِّعرُ يملِكُ عرشَ القلبِ في دِعَةٍ.. والعارفون وإن تاهوا رعاياهُ
ناصر رمضان عبد الحميد
عضو اتحاد كتاب مصر
رئيس ملتقى الشعراء العرب