أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

مدينتي بقلم / الكاتبة العلياء العلي

مدينتي  بقلم /  الكاتبة العلياء العلي
 مدينتي
بقلم / الكاتبة العلياء العلي
كما هو معروف يكون الجنوب أكثر حرارة ايام تموز وآب وتكثر فيها الفاكهة والارطاب..لذا قررت ان ازور مدينة الطفوله والصبا.
احزمة حقائبي صباحاً حيث كراج المدينه القريب من بيتي، هناك منادي خارج الكراج وصوته يصدح ..بصرة.. بصره..كنت لا أحب ركوب اي سياره من خارج الكراج خوفاً من اي مشكله ربما تحدث.
قررت الدخول داخل الكراج وفعلاً وجدت إحدى السيارات وبداخلها عدد من النسوة عائدات من زيارة.
كان نصيبي في الجلوس قرب أمرأة شعرت بالامان لها انطلقت السياره من الكراج صباحاً حيث جنوب الأهل والأحباب. وبدأ الحديث كالعاده أثناء السفر وكان حديثي مع المرأة بقربي واتضح انها من نفس المدينه التي كنتُ اسكنها وانا صبيه اصبحتُ أكثر فضولاً بأن أسألها عن المدينه وأهلها أشجار التوت وباصات الخشب من البصرة المدينه إلى الي الخصيب ..أسألها عن الطيبه والعلاقات ..عن البساتين وجداول الأنهار التي كانت تملأ الأرض.
حتى ابتسمت المرأة من كلامي ..وقالت كم سنه لم تزوري المدينه..... قلت لها منذُ ثلاثين عاماً.
ردت علي قائله لا اريد ان اعكر صفو رحلتك عندما تصلي تشاهدي بعينك حجم التغيير الذي حصل المدينه.
قطعت السياره مسافه من الطريق ليستقر بنا الأمر إلى إحدى المطاعم في الطريق والمرأة لم تفارقني حيث قصة علي حادث قد وقع في هذا المطعم قبل أعوام من التناحر الطائفي والإرهاب اخذت أشعر بقلق نفسي مما اسمع ولكن كثرة الكلام والناس خفف بعض قلقي انتهى وقت الاستراحه في المطعم وتناول الطعام وعاد الجميع للحافله حتى انطلقت وماهي الا بعض الساعات حتى وصلنا إلى البصرة..كان الوداع مع الركاب رائعاً والكل يدعوني بأن أكون ضيفه..والمرأة القريب مني استقلت سيارة أجرة وكنتُ معها حيث كراج ابي الخصيب في البصرة ..لحظات وصلنا الكراج ولكني لم اسمع صوت العم ياسين صاحب باص الخشب في كراج البصره وهو يصدح خصيب ..خصيب..خضير.. لم أشاهد باص الخشب ..لم أرى ملامح قديمه للمدينة اندهشت حتى بادرت رفيقة الطريق معي..ها...تفاجأتي الم اقل لكِ حدث الكثير من التغيير المدينه قصدنا سيارة تحمل عشرة ركاب تسير على خط بصرة ابي الخصيب.سارت حتى وصولي إلى السراجي لاحظت ملامح الجامع القديم لازالت باقيه اطمئن قلبي وهممت النزول لكن المرأة لازال طريقها طويل إلى ابو مغيرة..لكنها أصرت ان ارافقها ضيفه لدارها..لكني فضلت النزول في السراجي ..وفعلاً نزلت من السيارة ولكني لم أرى الطريق القديم المؤدي إلى بيت جدي..لم أرى البستان وأشجار النبك..لم أرى بساتين كانت تملأ الارض حتى صرتُ بالقرب من كراج صغير ..للتكتك..وسألته انا اود الوصول إلى بيت الحاج مهدي..وهناك الطبع الجميل للناس الكل يعرف الناس كما أفهم من الماضي..سارت التكتك وسط ازقه ضيقه وممرات لم اتعود على مشاهدتها سابقا النخيل لم تعد موجوده حيث أصبح مكانها البناء العشوائي وجوه الناس لم أرى مثلها ملامح ايام زمان..تغير الكثير حتى انتابني حزن عميق لم حصل المدينه اين الجنه التي كانت..اين خيرات المدينه..حتى أصبح التخيل يدور في ذهني علاقات الناس وطيبتهم مدرستي القديمه وكيف كام اول يوم فيها أتذكر معلم المدرسه استاذ فاضل وست إيمان عند تجوالهم للتسجيل العام الجديداتخيل خبر التنور من يد نوريه جارتنا ورائحته المنبعث مثل تراب الأرض عند ما يسكب الماء فوقه..تذكرت سلال الرطب المتبادله بين الجيران ...ناداني سائق التكتك..خاله انزلي وصلنا بيت الحاج ...لكني سرحانه لهول الصدمه فيما رأيت خالة .. خالة وصلنا.
نعم نعم...نزلت من التكتك وقام هو بطرق الباب ليتأكد من الناس ربما يكونو غادرو المدينه..لحظات حتى خروج امرأة اخذ منها الكبر مآخذ و داست عجلات الزمن على ملامحها لكني عرفتها من الشامه في وجنتها..انها خلود بنت عمي صادق التي بقيت دون زواج وفاتها القطار نظرت بأمعان لي وقالت من أنتِ قلتُ لها انا سحر بنت عمك تفاجأت واحتظنتني بشوق كبير وعادت تصرخ داخل الحوش الكبير اجت "سحر..
اجت سحر دخلنا الدار الكبيرة وقد خلت من بعض نخيلها حتى تبنى مكانها غرف للاولاد الذين يودون الزواج استقبلوني بفرح كبير وحزني أكبر لما حدث للناس والمدينة تسامرنا وسألت خلود عن جيران الصبا والطفوله وعن ابنهم يوسف لازالو موجودين ضحكت مني وقالت نحنُ لانعرف من هم جيرانا الان . الكل غادر .
.سألتها نذهب مساءاً إلى بستان حجي عبد المجيد...ردت على بقوة سحر" اسكتي يابستان يابطيخ انتِ بعدك بحلمك القديم
ايام معدودة بقيت في القريه القديمه..تجولت في البصرة وركبت الزورق العشاري أشاهد جسراً تم بناؤه قريباً يربط جهة العشار بالجانب الآخر من التنومه قرب الصالحيه. اليوم الآخر إلى سوق الأمير اعيد بذكرى قديمه حدثت قرب المسجد.
قررت ذات يوم العودة إلى بيتي وفعلاً ودعوني لكني هذا المره لم احمل معي من فاكهة بستان جدي القديم شئ. .