أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الحلقة الخامسة حكايتي ...وشيء من الذكريات مع الرائد المسرحي ..أسعد عبد الرزاق

الحلقة الخامسة حكايتي ...وشيء من الذكريات  مع الرائد المسرحي ..أسعد عبد الرزاق
 الحلقة الخامسة
حكايتي ...وشيء من الذكريات
مع
الرائد المسرحي ..أسعد عبد الرزاق رحمه الله
(بين فلم الجابي ,وتمثيلية التلفزيون ,ومسرحية الدبخانه
حضور متميز وحفر في الذاكرة )
في المخيلة العراقية , تكاد تكون خارقة في التصور للشخصيات الدرامية وتحديدا التلفزيونيه ,لاسيما اذا ما عرفنا أننا في الخمسينيات والستينيات قلة مظاهر التكنولوجيا وخصوصا السينما في بداياتها ,والتلفزيون في مقتبل ظهوره , والذي لايمتلكه الا القلة القليلة من العوائل , وكان هذا العالم الغريب يشد المتلقي اليه ,,والاهم من كل ذلك نظرتنا للممثل الذي يجسد ادوار الخير والشر , نكره الثاني ونحب الاول ,وننسى ان هذه الشخصية هي من يؤديها ممثل بارع , وبمرور الاعوام والتطور الذي عاشه العراقيون ,اخذ المسرح والتلفزيون حصتهما من المشاهدة وزاد تعلقنا بما يقدم من اعمال درامية بسيطة الافعال والحركات ولكنها قريبة لواقعنا الاجتماعي ونتأثر بهذا العمل ونحاول تقليد,ممثليه في مناسبات عديده ,,واحده من هذه الشخصيات التي بقت في ذاكرتنا الغضة الفنان القدير المرحوم أسعد عبد الرزاق ,صاحب الجسد البدين ,والضحكة المشرقه التي تدخل الى القلب بلا أستذان ..وكم تمنينا ان نقف بجانبه لناخذ صورة تذكاريه معه , أيام الصبا ,يوم ذاك كانت الهيبة والوقار التي يتمتع بها الفنان بشكل عام والممثل بشكل خاص , مثار الدهشة وكأنه من كوكب اخر ,,وتمر الايام ويتحقق الحلم في بداية السبعينات بدخولي أكاديمية الفنون الجميله 1970 /1971 .ونقف وجها لوجه مع كبار الفنانين ,ابراهيم جلال ,جاسم العبودي . اسعد عبد الرزاق واخرون لهم تجربتهم وريادتهم في الحركة الفنية العراقيه الناهضة, ونحن نقف أمامهم في لجنة الاختبار ...ولاول مرة يدخل علينا الراحل في قاعة الدرس وهو أنذاك عميدا ل أكاديمية الفنون الجميلة.وما اكثر سعادتنا ونحن نسمع عن قرب ونشاهد هذا الرجل الذي ملء الشاشة بفلم الجابي ’ومسرحية الدبخانه ...وتمر السنين بسرعة لنلتقي معه في عمل تلفزيوني , ثم نلتحق معه في فرقة 14 تموز كأعضاء بفرقته الذهبية ,,ولم يتركنا بعد هذا العمر وظل يتواصل بحضوره الى معهد الفنون الجميلة الذي يشكل لديه أجمل ايام عمرة ,طالبا وتدريسيا فيه .وهو يردد (أجد شبابي يتجدد كلما شاهدتكم وأنتم تعملون بجد واخلاص للمسرح )
الفنان الراحل أسعد عبد الرزاق ,,,
عراب المسرح العراقي ، واحد رواده الأوائل ، وشيخ الفنانين العراقيين ، افنى جل حياته في خدمة الحركة المسرحية العراقية ، واحد مؤسسي فرقة 14 تموز للتمثيل مع نخبة من الممثلين ، تلك الفرقة الخالدة التي أنجبت العديد من رموز الفن العراقي بمجمل مناخاته الإبداعية الرائعة .
ولد ( اسعد عبد الرزاق ) في بغداد عام 1923 ،ورحل عن عالمنا بعمر تناهز التسعون عاما .
تخرج من كلية الحقوق / جامعة بغداد بعدها حصل على الدبلوم من معهد الفنون الجميلة / بغداد عام 1957 ، تخرج من معهــد ( شاتروف ) للتمثيل في ايطاليا ، ساهم في ترسيخ دعائم الفن العراقي ، في عام 1954 عين مدرسا للتمثيل في معهد الفنون الجميلة ، ومدربا ومشرفا على المدارس الإعدادية في بغداد ، بعدها سافر الى روما وتحديدا عام 1955 ، وبقيّ هناك لمدة أربع سنوات ، لدراسة فن المسرح ، وعاد في عام ، 1959 ، ويبدو أن من المحطات الرئيسية في حياة وتاريخ الفنان ( اسعد عبد الرزاق ) هي تلك التي أصبح فيها رئيسا لفرع التمثيل في معهد الفنون الجملية ,وبعدها.أقدم عميد لكلية الفنون الجميلة .. . وعن بداياته الفنية يقول الراحل : شغفي بالفن بدأ حينما كنت طفلاً، اصطحبني أخي الأكبر لأشاركه ومجموعة من الهواة في تقديم عمل مسرحي، لكن في العام 1939، أعلن الفنان حقي الشبلي عن طلب ممثلين للمسرح العراقي. فرشحني أحد زملائي في المدرسة المتوسطة. وفعلا تقدمت للمشاركة وأعطاني الشبلي دور البطولة في مسرحية “الصحراء” التي قدمناها ضمن النشاط المدرسي لوزارة المعارف حينذاك،وبعد تأسيس معهد الفنون عام 1940، دعاني الفنان الشبلي للدراسة في المعهد،
ولعل الذي يبقى خالدا في الذاكرة الجمعية تلك المسرحية الشعبية البغدادية العراقية الأصيلة ( الدبخانه ) تأليف الفنان المبدع ( علي حسن البياتي ) ذلك العمل المسرحي الذي ظل خالدا يحاكي الذاكرة العراقية على مدى أكثر من خمسة عقود وهو يقف شامخا على رأس الأعمال المسرحية العراقية الخالدة التي يحن لها ذلك الإحياء الخفي بالانتماء للوطن أولا ، ولفن المسرح العراقي ثانيا ، ولمتعة الفرجة البغدادية الأصلية ثالثا ، رغم أن الوضوح كان قائما بتواضع الإمكانيات التقنية والفنية المسرحية وقتها ، لكنه كان عرضا مسرحيا مدهشا ، استنفر قوام المشاهدة التلفزيونية لأعوام خلت ، وسيبقى خالدا على مدى العقود القادمة ، لأنه يمتلك ذلك الحس الشفيف الذي يربط العرض المسرحي بالاستجابة الحقيقية لفرضية المشاهدة ، لتحقيق منهجية البهجة والفرجة ابتداءا ، ومن ثم ليحيلها بذات اللحظة الى التغيير عبر الوعظ المباشر ، ولأنه كان من إخراج
هذا المبدع الكبير ( اسعد عبد الرزاق ) الذي أضاف اليه من ملكته الإخراجية السلسة ، ذلك الإضفاء الابهاري البغدادي الأصيل ، وبأدوات فنية بسيطة ، ومما ازدان به ذلك العرض المسرحي الرائع هو ذلك الأداء التمثيلي الرائع السهل والغير ( اندماجي- معقد ) والواضح المعالم والأطر ، والمؤثث باسترخا ئية تجسيد ية محببة واقعية المذهب والإسقاط ، والذي أبدع في صياغة وتقريب العرض الى الأذهان بغض النظر عن ارتباطها المعرفي والثقافي أثناء عملية التلقي والاستقبال ، وأشاع أيضا في مواطنها روح البهجة والمتعة والفرجة المثالية ، وكان مجسدي الأدوار الرئيسية فيها الفنان الراحل المبدع ( وجيه عبد الغني ) والفنان ( قاسم الملاك ) كانا مبدعين في تجسيد أدوارهما ، لأنهما ارشفا لعمل مسرحي عراقي رائع أصيل ، اخترق بثبات مواطن الذاكرة ، ليستقر مطمئنا بداخلها ،
في عام 1967 عمل الفنان ( اسعد عبد الرزاق ) أستاذا مساعدا في أكاديمية الفنون الجملية ، ثم مساعدا للعميد فيها ، ثم عميدا لها من عام 1972 الى عام 1988 .
ومن خلال عمله أستاذا قديرا ، وعميدا مخلصا متفانيا في أداء عمله في أكاديمية الفنون الجملية ،نجح عبد الرزاق في استحداث وتأسيس عددٍ من الأقسام في الكلية التي كانت تتكون من قسمين و150 طالباً. وعند إحالته إلى التقاعد عام 1988، كانت الكلية تحتوي على سبعة أقسام وثلاثة آلاف طالب، وهو القائل : اكاديمية الفنون الجميلة هي حياتي التي اعتز بها.. عايشتها، وعشت فيها.. خدمت، ودرست، واعددت، واشرفت على رسائل تخرج افواج من الفنانين، الذين اصبحوا اعمدة الفن في العراق. اشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه لطلبته الذين أصبحوا فيما بعد أعمدة كبيرة ، وقامات شامخة وأسماء مهمة في عموم مفاصل الفن ، والمسرح العراقي.
رحم الله فقيدنا وأستاذنا الراحل أسعد عبد الرزاق ,وأسكنه فسيح جنانه
د. عزيز جبر الساعدي / العراق
image

image

image

image

image

image