أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

العصابة و سياسة الأرض المحروقةSaida Neghza

العصابة و سياسة الأرض المحروقةSaida Neghza
 
العصابة و سياسة الأرض المحروقة
حتى و أنني لازلت في فترة نقاهة، عقب الوعكة الصحية التي ألمت بي، إلا أن ضميري و مسؤوليتي الأخلاقية، كمواطنة جزائرية أولا، و رئيسة للكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، تجبرني على كسر جدار الصمت، كي أخط هذه الكلمات، و القلب يعتصر حزنا و ألما، على تلك الأرواح التي انتقلت إلى بارئها، جراء الإصابة بهذه الجائحة الفتاكة، و إن كان ذلك من أقدار الله سبحانه و تعالى، إلا أن تلك العصابة المجرمة، التي حكمت البلاد على مدار عقدين كاملين من الزمن، تتحمل المسؤولية كاملة فيما آلت إليه منظومتنا الصحية، إذ لم تكتفي بنهب أموال و خيرات البلاد، بل أنها زرعت الخراب و الدمار في كل القطاعات، و القطاع الصحي واحدا منها، فرغم نداءاتنا المتكررة في تلك الحقبة، بضرورة تشييد مستشفيات عصرية، و بناء مدن صحية حديثة، و إصلاح المنظومة الصحية أصلاحا شاملا، إلا أن تلك العصابة الإجرامية، فضلت انتهاج سياسة الأرض المحروقة، حيث أتت على الأخضر و اليابس، إلى درجة أن طغيانها و جبروتها و غيها، وصل إلى حد العبث بأرواح الجزائريين، نتيجة عدم اهتمامها بصحتهم، و ما تعيشه مؤسساتنا الاستشفائية اليوم، من انعدام تام لأدنى الإمكانيات، ما هو إلا نتيجة لتلك السياسة الإجرامية لهذه العصابة، التي استغلت البحبوحة المالية، في أيام حكمها لملىء جيوبها، بل ما يدمي القلب أن بعض أفرادها، الذين لم تطالهم يد العدالة بعد، لازالوا يتنعمون بأموال الشعب في الخارج، بينما يموت الجزائريون، نتيجة سياستهم الرعناء، التي تركت الجزائر خاوية على عروشها.
لست هنا للبكاء على الأطلال، أو تصفية الحسابات، بل هو التزام مني للعهد الذي قطعت على نفسي، في خدمة هذا الشعب، فكما وقفت بالأمس في وجه تلك العصابة الغاشمة، و دفعت الثمن باهضا، سأقف اليوم إلى جانب الشعب الجزائري، في هذه المحنة، من خلال تجنيد كل ما تملكه الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، من قدرات و إمكانات، بمعية كل الخيرين في هذه البلاد، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، من أرواح بشرية، فمن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.
كما أدعو أفراد شعبنا الأبي، إلى الوقوف وقفة رجل واحد، لتجاوز هذه الظروف العصيبة، فأملنا بالله و بالمخلصين من أبناء وطننا كبير، في أننا سنخرج منتصرين غانمين من هذا الإمتحان العسير، و ما تلك الصور الجميلة للتضامن و التكافل، التي تصلنا من جميع ربوع الوطن، إلا بشائر خير، على أننا نسير في الإتجاه السليم، للتغلب على هذا الوضع الصحي الحرج بإذن الله.
و لن أختم هذا المقام دون أن أنحني إجلالا و إكبارا، أمام الأطقم الطبية، في كل القطر الوطني، الذين يقفون وقفة بطولية، من خلال التضحيات التي يقدمونها يوميا، في سبيل إنقاذ أبناء جلدتهم من الموت، و علاجهم من هذه الجائحة، بل منهم من دفعوا أرواحهم فداء لذلك، أسأل الله تبارك و تعالى، أن يتغمدهم برحمته الواسعة، و أن يسكنهم فسيح جناته، هم و جميع من فتكت بهم هذه الجائحة من أبناء وطننا، مقدمة أحر التعازي القلبية و أصدق عبارات المواساة لعائلاتهم و ذويهم، مع تمنياتي بالشفاء العاجل، لكل المصابين بالكورونا، و حفظ الله شعبنا و وطننا من كل سوء.