في معرض حسين البلداوي ..ألوان البهجة العابرة د.جواد الزيدي
في معرض حسين البلداوي ..ألوان البهجة العابرة
د.جواد الزيدي
استطاع الفنان حسين البلداوي أن يعمل بجد ومثابرة كبيرة خلال السنوات الماضية على ترسيخ أقدامه في مشهدية التشكيل العراقي بفعل المشاركات الجماعية والمعارض الشخصية التي أقامها على قاعات بغداد نازعا الى استثمارات اللون المعبر عن الفرح والبهجة ومراقب الأمل العابرة من الأنفاق المظلمة ، وهنا يستطيع أن بجد معادلا موضوعيا لذلك الحزن الكامن في أعماق الروح العراقية بفعل المعطى الخارجي . فبفعل أدواته الفنية يصنع عنوانا للبهجة على سطحه التصويري الموشوم بالندوب والاشارات التي تحملنا الى مرجعيات الاشارة والرمز ومناطق الاحالة عليها . ولقد تأكد هذا في معرضه الشخصي المشارك ضمن فعاليات اليوم الثالث لمهرجان بلد الصمود الدولي ، اذ قدم مجموعة من أعماله التي تقع ضمن اجناسية الرسم حيث يمزج بين وقائع الخارج وتمثلاته البصرية المنعكسة في ذات الفنان البلداوي نزوعا نحو آليات المدرسة التعبيرية التي تتداخل فيها الأشكال المجردة والمفردات الأخرى ، فضلا عن توظيف الرمز المحلي والعراقي الذي يحتفي بسلطة المكان وتمظهرات الحدث من خلاله عبر منظومة جمالية تقتحم ذاتنا المتلقية وتطبع عناوين الفرح والأمل على ذاكرتنا في ضوء استهداف جزء من معادلة الوجود ، بوصفها الجزء المكمل والمعبر عن تلك المعادلة الحياتية . فالمرأة تمثل الولادات الجديدة التي تقع ضمن مناطق التأمل والترقب لحاملي البشارة ، حاول أن يزجها ضمن هذا البهاء اللوني أو السديم الذي يحتفظ بدلالته منذ فجر الخليفة حتى يومنا هذا ، ويضع مرموزاته الحاضرة والآنية ضمن هذا الفضاء ، كما أنه يستهدف مواضع التفكير ، بوصفها مواضع للجمال الخلاق أو المنتج للمعنى في حياتنا . فالمرأة عنده عبارة عن رأس وعين تتحول الى اسراب طيور احيانا ، وفي أحيان أخرى تنظر من ثقب الباب أو فضاء نافذة مهملة لكي تبعث الأمل أزاء الالتحام مع القادم البعيد والقصي الذي يتوضأ بالضوء عنوانا للطهارة وللصبح الذي سيأتي بكل تأكيد مهما أغلقت العتمة نوافذه وأبوابه . أن الضوء المبهر داخل لوحة البلداوي هو ضوء الحياة القادم والمرتقب على الرغم من الانتظارات المريرة .
د.جواد الزيدي
استطاع الفنان حسين البلداوي أن يعمل بجد ومثابرة كبيرة خلال السنوات الماضية على ترسيخ أقدامه في مشهدية التشكيل العراقي بفعل المشاركات الجماعية والمعارض الشخصية التي أقامها على قاعات بغداد نازعا الى استثمارات اللون المعبر عن الفرح والبهجة ومراقب الأمل العابرة من الأنفاق المظلمة ، وهنا يستطيع أن بجد معادلا موضوعيا لذلك الحزن الكامن في أعماق الروح العراقية بفعل المعطى الخارجي . فبفعل أدواته الفنية يصنع عنوانا للبهجة على سطحه التصويري الموشوم بالندوب والاشارات التي تحملنا الى مرجعيات الاشارة والرمز ومناطق الاحالة عليها . ولقد تأكد هذا في معرضه الشخصي المشارك ضمن فعاليات اليوم الثالث لمهرجان بلد الصمود الدولي ، اذ قدم مجموعة من أعماله التي تقع ضمن اجناسية الرسم حيث يمزج بين وقائع الخارج وتمثلاته البصرية المنعكسة في ذات الفنان البلداوي نزوعا نحو آليات المدرسة التعبيرية التي تتداخل فيها الأشكال المجردة والمفردات الأخرى ، فضلا عن توظيف الرمز المحلي والعراقي الذي يحتفي بسلطة المكان وتمظهرات الحدث من خلاله عبر منظومة جمالية تقتحم ذاتنا المتلقية وتطبع عناوين الفرح والأمل على ذاكرتنا في ضوء استهداف جزء من معادلة الوجود ، بوصفها الجزء المكمل والمعبر عن تلك المعادلة الحياتية . فالمرأة تمثل الولادات الجديدة التي تقع ضمن مناطق التأمل والترقب لحاملي البشارة ، حاول أن يزجها ضمن هذا البهاء اللوني أو السديم الذي يحتفظ بدلالته منذ فجر الخليفة حتى يومنا هذا ، ويضع مرموزاته الحاضرة والآنية ضمن هذا الفضاء ، كما أنه يستهدف مواضع التفكير ، بوصفها مواضع للجمال الخلاق أو المنتج للمعنى في حياتنا . فالمرأة عنده عبارة عن رأس وعين تتحول الى اسراب طيور احيانا ، وفي أحيان أخرى تنظر من ثقب الباب أو فضاء نافذة مهملة لكي تبعث الأمل أزاء الالتحام مع القادم البعيد والقصي الذي يتوضأ بالضوء عنوانا للطهارة وللصبح الذي سيأتي بكل تأكيد مهما أغلقت العتمة نوافذه وأبوابه . أن الضوء المبهر داخل لوحة البلداوي هو ضوء الحياة القادم والمرتقب على الرغم من الانتظارات المريرة .