أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

حوار مع مخرج فيلم جـوان علي الجابري: الفيلم عُدّ وثيقة سينمائية عن جرائم داعش الإرهابي حاوره: وسام قصي

وسام قصي / سعاد العتابي

حوار مع مخرج فيلم جـوان علي الجابري: الفيلم عُدّ وثيقة سينمائية عن جرائم داعش الإرهابي حاوره: وسام قصي
 







حوار مع مخرج فيلم جــوان
علي الجابري: الفيلم عُدّ وثيقة سينمائية عن جرائم داعش الإرهابي
حاوره: وسام قصي



يحاول المخرج البصري الشاب علي الجابري من خلال الفيلم السيـنمائي (جــوان JWAN)، أن يقدم قطعة سينمائية تضامنية مع ما يحدث حولنا من هجمة شرسة تقودها عصابات الإرهاب على الشعب العراقي، فالفيلم فيه وصف لجُرح نحن نعاني جميعاً كعراقيين، وهو تعدي تنظيم داعش المتطرف على الأبرياء وخاصة النساء، فالمرأة العراقية عانت وتعاني من الكثير وخصوصاً ما حصل في الفترة الأخيرة من انتهاك، فلا يمكن أن تعامل المرأة بهذا الشكل، أي كسلعة تباع وتشترى وكسلاح في المعركة، وتعرضها لشتى أنواع العنف الجسدي واللفظي.

image


image

ولمزيد من التفاصيل سلطنا الضوء من خلال هذا اللقاء مع المخرج علي الجابري، على هذا العمل الذي عُدّ وثيقة سينمائية عن جرائم التنظيمات الإرهابية.
*في البداية، ما القصة التي عالجها الفيلم السيـنمائي ( جــوان -JWAN )؟
- يروي الفيلم خلال نصف ساعة، قصة انتـهاك عصابات داعش الإجرامية لحقوق وحيــاة الأبرياء خاصة النساء، وهي قصة فتاة تقوم عصابات الإرهاب بقتل جميع أفراد قريتها وخطفها مع نساء القرية وأخيها الأصغر بوحشية، وتعاني بعدها من التعذيب والانتهاك والاغتصاب وغيرها من الأفعال الإجرامية المتنافية مع ما تدعيه هذه العصابات من العمل باسم الدين الإسلامي الحنيف والبريء من هكذا أفعال، وعندما ترفض جوان هذا الواقع المؤلم وتزدريه، يقوم سجانها بتلفيق تهمة شرعية لها مع أخيها ويعدمان ظلماً، وينتهي الأمر بعقاب أفراد تلك العصابة المجرمة، بالعقاب الإلهي.
*الفيلم أنتج بجهود فردية وبميزانية تقدر بقيمة صفر، كيف ذلك؟

image

- إنّ فيلم جوان الذي هو من تأليفي هو إنتاج خاص وبجهود فردية وشبابية متميزة، وشارك فيه ملاك احترافي من البصرة، فقد كانت ظروف الإنتاج صعبة جداً، فالإنتاج خاص بمدخولاتنا الخاصة وبميزانيات وقدرات وأرقام محدودة قدرت بقيمة ثلاثين ألف دولار، وهي ميزانية تقدر بقيمة صفر في مجال صناعة السينما الحديثة، ولكن بالتعاون صنعنا المستحيل، كما إنّ الفيلم تطوع للمشاركة فيه عدد كبير من الشباب الشغوف بالعمل السينمائي، رغم الظروف الصعبة في مدينة البصرة المعروفة بأجوائها الحارة في الصيف، حتى توقعت أن يواجه الشباب صعوبة بالعمل في منطقة نائية، ولكن الأهداف كانت أكبر من حب السينما والشهرة، في مواجهة الإرهاب والانتهاكات التي تتعرض لها النساء، فالموضوع لم يكن سهلاً على غيرة الإنسان العراقي، فالشباب لديهم أفكار وأعمال تنقل رسالة تنص على أنّ البصرة مدينة داعمة لأبطال الحشد الشعبي، والجيش العراقي في حربهم الشريفة ضد الإرهاب وعصابات الظلام، وأخص بالذكر: الشاب حسن حنتوش، وسهير ماهر، مجتبى علي، والفنانة البصرية أديبة، وحسين الزهيري، وحسين صالح، وزين الصاحب، والشاعر علي البهادلي، وحسن العراب، وعلاء الكعبي وأحمد أي راب، وحسين العربي وحسين الأسدي وعقيل جواد، وعلي عماد مع نخبة من طلبة كلية الفنون الجميلة / جامعة البصرة، واسجل اعتذاري إلى كلّ شخص أسهم في انتاج هذا العمل ولم يتم ذكر اسمه.
* تم تصوير الفيلم بتقنية عالية جداً، هل لك أن تسرد لنا بعض التفاصيل؟
- فيلم جوان تم تصويره في مدينة البصرة جنوب العراق، في منطقة التنومة، واختير مكان تصوير الفيلم في البصرة بتلال ومناظر طبيعية تشبه المناطق التي يسيطر عليها داعش في المناطق الشمالية والغربية من العراق، ولمدة 10 أيام، وهـو إنتاج خاص لي، غير تابــع لأي جـهة رسمية، وقد تم تصويره بتقـنيات وبطريقة فنية احترافية متطورة، وبأحدث أنظمة المونتاج والتصحيح اللوني، واستخدام التصوير الجوي بالتعاون مع شركات مختصة في هذا المجال، وبصبغة هوليودية سينمائية، فقد صوّر بأحدث المعدات الفنية من كاميرات وبصيغة الــ (black magic 4k)، وباستخدام برامج: (davinci resolve10 - adobe premiere cc)، وبدوري أقدم شكري وامتناني لأخي الأصغر، المصور المبدع سيف الدين هيثم الذي رافقني منذ اليوم الأول لولادة هذا العمل، فقد بذل جهداً كبيراً؛ لإنضاجه تقنياً وذلل الكثير من الصعوبات بجده والتزامه وذوقه.

image


*الفيلم احتوى على رسالة قوية وموجهة ضد التنظيمات الإرهابية، هل لك كان تطلعنا على تلك الرسائل؟
- الفيلم يحمل رسالة مفادها إنّ الفن يمكن أن يكون له أنياب، ويتحول إلى رصـاصة في صـدر الإرهاب، عـندما يعمـد إلى فضـح جرائمه وتـعريته من صبغة الدين المشوه والدعائي لا أكثر، وهو مُهدى من قبل أبناء مدينة البصرة إلى أخواتنا المختطفات على يد عصابات الإرهاب والى جميع أخواتنا اللواتي في الأسر أو اللواتي أطلق سراحهن أو اللواتي استشهدن، من جميع الطوائف، فهو مبني على قصص حقيقية تعرضت لها كثيرات من الايزيديات، وقد تكون متابعته صعبة على بعض المشاهدين، وفيه رسالة تضامن ومحبة لكلّ مظلوم.
* برأيك هل نجح الفيلم في الوصول إلى الأهداف المرجوّة؟
- الفيلم هو نوع من الرد على الماكينة الإعلامية الزائفة لتنظيم داعش الذي يستخدم الإعلام في الترويج لانتصاراته الوهمية في كثير من الأحيان، من خلال استخدام نفس السلاح وتوظيف الإمكانات السينمائية العالية التقنية في توضيح هزائمهم ووحشيتهم، ولهذا هناك مطالبات دولية بمشاركة الفيلم في أكثر من محفل خارجي؛ لفضح المستور وكشف حقيقة دولة الخرافة.
*هل لاقى الفيلم إقبالاً جماهيرياً خلال حفل الافتتاح؟
-لاقى الفيلم بعد حفل افتتاحه في 16 -1 - 2016 في مدينة البصرة، إقبالاً جماهيراً كبيراً، فقد حضر هذا الحفل ما يقارب 750 شخصاً، من النخبة الثقافية والأكاديمية في مدينة البصرة، مع عدد من العوائل، وبحضور رسمي.
وقد قامت الكثير من وسائل الإعلام الغربية والعربية بتسليط الضوء إعلاميا على هذا العمل؛ لأهميته في هذه المرحلة المفصلية من المعركة مع التنظيمات المتشددة.
*المشاركات في المهرجانات والمحافل الدولية أمرٌ مهم؛ لإيصال الأهداف المراد تحقيقها من هذا الفيلم، هل كان لفيلم جوان نصيب في هذه المشاركات؟
- نعم الفيلم الآن تم قبوله في مهرجان لوس أنجلوس، وهو مهرجان إفتراضيّ، وتعرض الأفلام فيه لمدة محدودة على مجموعة من المحترفين؛ لمنح جوائز في فروع سينمائية متعددة، كما يمكن أن يشاهده الجمهور، ويمنحه جائزة خاصة، كما يشارك في مهرجان الكوكب السينمائي في مدينة برشلونة الاسبانية، وهو مهرجان شهريّ افتراضيّ، وتعرض الأفلام لمدة محدودة على مجموعة من المحترفين لمنح جوائز في فروع سينمائية متعددة، كما قُبِل في ركن الفيلم القصير الترويجي في مهرجان كان بفرنسا.

image

* الفيلم عُدّ وثيقة سينمائية عن جرائم التنظيمات الإرهابية، كيف تم ذلك؟
- بعد الاهتمام الإعلامي الذي لاقاه الفيلم بعد افتتاحه في شهر يناير، حصلت مراسلات مع عدد من المنظمات الإنسانية، ومنظمات حقوق الإنسان في داخل وخارج العراق، للترويج لرسالة الفيلم وعرضه كوثيقة سينمائية عن جرائم التنظيمات الإرهابية؛ لوجود جرأة في طرح هذه الجرائم وتوضيح حقيقتها الوحشية، وأنا أعتبره وصف لجُرح نحن نعاني جميعاً كعراقيين، الجرح هو تعدي تنظيم داعش المتطرف على الأبرياء وخاصة النساء، فالمرأة العراقية عانت وتعاني من الكثير وخصوصاً ما حصل في الفترة الأخيرة من انتهاك فلا يمكن أن تعامل المرأة بهذا الشكل، أي كسلعة تباع وتشترى وكسلاح في المعركة، وتعرضها لشتى أنواع العنف الجسدي واللفظي.
*بالتأكيد إنّ كلّ مخرج مبدع يسعى لتحقيق طموحه، ما الذي يسعى علي الجابري لتحقيقه؟
- بالتأكيد أغلب المخرجين يطمحون إلى الحصول على الدعم الحكومي، وخصوصا أننا وصلنا إلى مرحلة اليأس في ظل الظروف الحالية التي يمرّ بها البلد والتقشف، كما نطمح من وزارة الثقافة أن تقدم الدعم لو بجزء يسير في الأمور التقنية، أو أن تتبنى معنوياً هذا العمل بالترويج له وللإعمال التي تنقل صورة حقيقية لما يجري في العراق. فأنا أعتبر السينما هي المربي الفاضل للشعوب، فبإمكانك مشاهدة فيلم وتبقى متأثراً به لمدة أسبوع، والفيلم يعمل على تغيير الكثير من المفاهيم المترسخة في الأذهان، فالكثير من الدول المجاورة استطاعت إيصال رسالتها ومظلوميتها عبر السينما، ونحن بحاجة إلى كلّ الأسلحة، والفن يعدّ من أهم الأسلحة في الإعلام الموجه، كما إننا نريد أن يصل اسم العراق إلى جميع العالم في صناعة سينما بعيدة عن النمطية والتوصيفات الكلاسيكية بعد الثورة السينمائية التي يقودها الشباب الواعي بإمكاناتهم الفردية، فنحن خلال السنة ننتج مئات الأفلام القصيرة، ولكنها بحاجة إلى تسليط الأضواء ولعلّ المسؤولين هم من يتحملون ويسمعون هذه المناشدة.
تجدر الإشارة إلى إنّ المخرج علي الجابري من مواليد البصرة 1978، حاصل على شهادة البكلوريوس في الفنون الجميلة / جامعة البصرة عام 2001، وعلى شهادة الخبرة في تقنيات التلفزيون من مؤسسة جايكا اليابانية في طوكيو عام 2006.
عمل كمصمم إضاءة ومصور ومخرج في عدد من القنوات العراقية الفضائية في بغداد، أنجز عدداً من الأفلام الوثائقية التي تتناول الحياة وطبيعتها في جنوب العراق عامة ومدينة البصرة خاصة، ثمّ قام بإنجاز فيلمه السينمائي الأول بعنوان "ندم" في عام 2013، من بطولة حسين عجاج والفنانة رؤى خالد.