خبراء في الإعلام والسياسات الرقميّة خلال جلسة "تصميم دليل عالمي لمنصات الأخبار": ما يميّز "قمة بريدج 2025" قدرتها على جمع الحكومات والقطاع الخاص على طاولة واحدة لبحث مستقبل الإعلام وتبادل الحلول
أبوظبي - قناة الشمس الأوروبية:
أكّد خبراء في الإعلام والسياسات الرقميّة أن ما يميز "قمة بريدج 2025" هو قدرتها الفريدة على جمع الحكومات والقطاع الخاص على طاولة واحدة لبحث مستقبل الإعلام وتبادل الحلول. وأوضحوا أنّ هذا التقاطع بين الأطراف هو ما يتيح نقاشات صريحة حول التحديات الأكثر إلحاحًا، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي وتصاعد المعلومات المضللة.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان "تصميم دليل عالمي لمنصّات الأخبار"، ضمن فعاليات الدورة الأولى من قمة بريدج 2025، التي تقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، بمشاركة 430 متحدثاً من 45 دولة من كبار المبدعين، وصنّاع السياسات، والمستثمرين، وخبراء التكنولوجيا، والمؤسسات الإعلامية، وقادة الثقافة، يقدمون أكثر من 300 جلسة، تتوزع على مسارات القمة السبعة: الإعلام، اقتصاد صناعة المحتوى، الفن والموسيقى، الألعاب الإلكترونية، التقنية، التسويق، وصناعة الأفلام.
وجمعت الجلسة ثلاثة من أبرز القادة والخبراء الدوليين في الإعلام والسياسات الرقمية، هم: جوزيف أوغوريليان، مؤسس Amber Capital ورئيس مجلس إدارة PRISA، وجون دارسي، الرئيس التنفيذي لـ SALT وشريك SkyBrige، والسير أوليفر دودن، نائب رئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق.
وأوضح المتحدثون أن المرحلة الراهنة تتطلب تعاونًا عالميًا يكشف التضليل بسرعة ويمنعه من التحول إلى حقائق مستقرة في وعي الجمهور، وأشاروا إلى أن القطاع الإعلامي يمرّ بلحظة مفصلية تستوجب بناء نموذج جديد يوازن بين الإبداع وحماية المستهلك، ويعزز الثقة ويضمن بيئة أكثر شفافية واستدامة.
استمرار جاذبية الأصول الإعلامية التقليدية
وذكر جوزيف أوغوريليان أن المشهد الإعلامي العالمي أصبح شديد التباين ولا يمكن استخلاص اتجاه واحد منه، موضحًا أن مجموعته التي تعد أكبر مجموعة إعلامية ناطقة بالإسبانية تعمل عبر قطاعات متعددة من الموسيقى إلى الأخبار والرياضة، ولكل قطاع ديناميكيات مختلفة.
وأضاف أن الاستحواذات الضخمة، مثل العرض الذي تقدمت به "باراماونت" للاستحواذ على "وورنر" بقيمة 108 مليارات دولار، تعكس استمرار جاذبية الأصول الإعلامية التقليدية، بالتوازي مع ارتفاع شهية المستثمرين للإعلام المعزّز بالذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن انتشار المحتوى المُنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي قد يدفع الجمهور في النهاية للعودة إلى العلامات الإعلامية الموثوقة. وقال: "مع أن أكثر من نصف المحتوى على الإنترنت باتت تنتجه الروبوتات، فهناك حاجة إلى صحافة موثوقة يقودها الإنسان".
عالم الاستثمار في الإعلام
من جهته، قال جون دارسي: "يشهد عالم الاستثمار في الإعلام استقطابًا واضحًا، فمن جهة هناك تمويل كبير للمراحل المبكرة جدًا؛ ومن جهة أخرى، صفقات ضخمة في قمة السوق. لكن المرحلة الأكثر هشاشة وهي مرحلة النمو تعاني نقصًا حادًا في السيولة، نتيجة تراجع الاكتتابات العامة خلال خمس إلى سبع سنوات، ما أدى إلى تباطؤ تدوير رأس المال في صناديق الملكية الخاصة ورأس المال الجريء".
وأضاف أن هذه الفجوة تهدد شركات إعلامية واعدة، مشيراً إلى أن معالجة هذا الخلل ضرورة اقتصادية. وردًا على سؤال حول الإجراءات التي يحتاجها المستثمرون من الحكومات ليشعروا بالأمان تجاه رؤوس الأموال، قال دارسي: "إن تصاعد المعلومات المضللة المدعومة بالخوارزميات، سواء بفعل زوايا خوارزمية تعزز الانحياز أو حملات منسقة تستهدف زعزعة الديمقراطيات، يجعل قضية التنظيم وحماية الفضاء المعلوماتي مسألة حيوية لا تخص قطاع الأعمال فقط، بل تمس الأسر والمجتمعات". وأوضح أن الاستثمار الأخلاقي مهم، لكن اقتصاديات الصفقة تظل المحرك الأساسي في أي بيئة رأسمالية.
اقتصاد صُنّاع المحتوى أصبح واقعًا
أما السير أوليفر دودن، فأكد أن السؤال لم يعد حول ما إذا كان يجب على الحكومات التدخل، بل حول متى وكيف. وأضاف أن اقتصاد صنّاع المحتوى أصبح حقيقة قائمة، حيث تدفقت رؤوس الأموال لشراء مكتبات المحتوى وإنشاء صناديق استثمارية متخصصة، وأن الطاقة الحقيقية اليوم تأتي من المحتوى الذي ينتجه الجمهور والمجتمعات الرقمية.
وأشار إلى أن الحكومات تواجه التحديات نفسها التي يواجهها القطاع الخاص، وأن ما يميز "قمة بريدج" هو قدرتها على جمع الطرفين في نقاشات متخصصة لتبادل الحلول، مؤكداً أهمية التعاون بين الدول والشركات في كشف المعلومات المضللة ومواجهتها قبل تحولها إلى حقائق راسخة في أذهان الجمهور.
وأوضح أن دور الحكومة يجب أن يتركز في حماية الإبداع لا تقييده، باستثناء الحالات التي تتعلق بالمعلومات المضللة أو المحتوى الذي يهدد المجتمع. ورأى أن عودة الجمهور للاعتماد على العلامات الإعلامية الموثوقة مسألة حتمية، لأن وسائل التواصل أصبحت بيئة تدفع المستخدمين نحو المحتوى الأكثر استقطابًا، بينما يميل الذكاء الاصطناعي وأدواته مثل ChatGPT إلى الاعتدال وتقديم رؤية متوازنة.
أكّد خبراء في الإعلام والسياسات الرقميّة أن ما يميز "قمة بريدج 2025" هو قدرتها الفريدة على جمع الحكومات والقطاع الخاص على طاولة واحدة لبحث مستقبل الإعلام وتبادل الحلول. وأوضحوا أنّ هذا التقاطع بين الأطراف هو ما يتيح نقاشات صريحة حول التحديات الأكثر إلحاحًا، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي وتصاعد المعلومات المضللة.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان "تصميم دليل عالمي لمنصّات الأخبار"، ضمن فعاليات الدورة الأولى من قمة بريدج 2025، التي تقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، بمشاركة 430 متحدثاً من 45 دولة من كبار المبدعين، وصنّاع السياسات، والمستثمرين، وخبراء التكنولوجيا، والمؤسسات الإعلامية، وقادة الثقافة، يقدمون أكثر من 300 جلسة، تتوزع على مسارات القمة السبعة: الإعلام، اقتصاد صناعة المحتوى، الفن والموسيقى، الألعاب الإلكترونية، التقنية، التسويق، وصناعة الأفلام.
وجمعت الجلسة ثلاثة من أبرز القادة والخبراء الدوليين في الإعلام والسياسات الرقمية، هم: جوزيف أوغوريليان، مؤسس Amber Capital ورئيس مجلس إدارة PRISA، وجون دارسي، الرئيس التنفيذي لـ SALT وشريك SkyBrige، والسير أوليفر دودن، نائب رئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق.
وأوضح المتحدثون أن المرحلة الراهنة تتطلب تعاونًا عالميًا يكشف التضليل بسرعة ويمنعه من التحول إلى حقائق مستقرة في وعي الجمهور، وأشاروا إلى أن القطاع الإعلامي يمرّ بلحظة مفصلية تستوجب بناء نموذج جديد يوازن بين الإبداع وحماية المستهلك، ويعزز الثقة ويضمن بيئة أكثر شفافية واستدامة.
استمرار جاذبية الأصول الإعلامية التقليدية
وذكر جوزيف أوغوريليان أن المشهد الإعلامي العالمي أصبح شديد التباين ولا يمكن استخلاص اتجاه واحد منه، موضحًا أن مجموعته التي تعد أكبر مجموعة إعلامية ناطقة بالإسبانية تعمل عبر قطاعات متعددة من الموسيقى إلى الأخبار والرياضة، ولكل قطاع ديناميكيات مختلفة.
وأضاف أن الاستحواذات الضخمة، مثل العرض الذي تقدمت به "باراماونت" للاستحواذ على "وورنر" بقيمة 108 مليارات دولار، تعكس استمرار جاذبية الأصول الإعلامية التقليدية، بالتوازي مع ارتفاع شهية المستثمرين للإعلام المعزّز بالذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن انتشار المحتوى المُنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي قد يدفع الجمهور في النهاية للعودة إلى العلامات الإعلامية الموثوقة. وقال: "مع أن أكثر من نصف المحتوى على الإنترنت باتت تنتجه الروبوتات، فهناك حاجة إلى صحافة موثوقة يقودها الإنسان".
عالم الاستثمار في الإعلام
من جهته، قال جون دارسي: "يشهد عالم الاستثمار في الإعلام استقطابًا واضحًا، فمن جهة هناك تمويل كبير للمراحل المبكرة جدًا؛ ومن جهة أخرى، صفقات ضخمة في قمة السوق. لكن المرحلة الأكثر هشاشة وهي مرحلة النمو تعاني نقصًا حادًا في السيولة، نتيجة تراجع الاكتتابات العامة خلال خمس إلى سبع سنوات، ما أدى إلى تباطؤ تدوير رأس المال في صناديق الملكية الخاصة ورأس المال الجريء".
وأضاف أن هذه الفجوة تهدد شركات إعلامية واعدة، مشيراً إلى أن معالجة هذا الخلل ضرورة اقتصادية. وردًا على سؤال حول الإجراءات التي يحتاجها المستثمرون من الحكومات ليشعروا بالأمان تجاه رؤوس الأموال، قال دارسي: "إن تصاعد المعلومات المضللة المدعومة بالخوارزميات، سواء بفعل زوايا خوارزمية تعزز الانحياز أو حملات منسقة تستهدف زعزعة الديمقراطيات، يجعل قضية التنظيم وحماية الفضاء المعلوماتي مسألة حيوية لا تخص قطاع الأعمال فقط، بل تمس الأسر والمجتمعات". وأوضح أن الاستثمار الأخلاقي مهم، لكن اقتصاديات الصفقة تظل المحرك الأساسي في أي بيئة رأسمالية.
اقتصاد صُنّاع المحتوى أصبح واقعًا
أما السير أوليفر دودن، فأكد أن السؤال لم يعد حول ما إذا كان يجب على الحكومات التدخل، بل حول متى وكيف. وأضاف أن اقتصاد صنّاع المحتوى أصبح حقيقة قائمة، حيث تدفقت رؤوس الأموال لشراء مكتبات المحتوى وإنشاء صناديق استثمارية متخصصة، وأن الطاقة الحقيقية اليوم تأتي من المحتوى الذي ينتجه الجمهور والمجتمعات الرقمية.
وأشار إلى أن الحكومات تواجه التحديات نفسها التي يواجهها القطاع الخاص، وأن ما يميز "قمة بريدج" هو قدرتها على جمع الطرفين في نقاشات متخصصة لتبادل الحلول، مؤكداً أهمية التعاون بين الدول والشركات في كشف المعلومات المضللة ومواجهتها قبل تحولها إلى حقائق راسخة في أذهان الجمهور.
وأوضح أن دور الحكومة يجب أن يتركز في حماية الإبداع لا تقييده، باستثناء الحالات التي تتعلق بالمعلومات المضللة أو المحتوى الذي يهدد المجتمع. ورأى أن عودة الجمهور للاعتماد على العلامات الإعلامية الموثوقة مسألة حتمية، لأن وسائل التواصل أصبحت بيئة تدفع المستخدمين نحو المحتوى الأكثر استقطابًا، بينما يميل الذكاء الاصطناعي وأدواته مثل ChatGPT إلى الاعتدال وتقديم رؤية متوازنة.