قبل ساعات من تصويت الداخل… دبي تتصدر المشهد بمشاركة واسعة للمصريين
تنظيم استثنائي لانتخابات مجلس النواب.. ومواطنون يشيدون بالإجراءات والانضباط
تصريحات لقيادات الجالية.. المشاركة ارتفعت بعد دعوات الرئيس للشفافية
إجراءات أمنية وإرشادية دقيقة… والسلطات الإماراتية توفر انسيابية كاملة
غرف عمليات لمتابعة تصويت الخارج .. وتحديثات دورية حول نسب الإقبال
دبي - خاص قناة الشمس الأوروبية :
شهدت مقارّ الاقتراع التابعة للبعثات الدبلوماسية المصرية في دولة الإمارات، وعلى رأسها القنصلية المصرية في دبي، أمس، حركة انتخابية نشطة خلال اليوم الثاني من عملية تصويت المصريين بالخارج في المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب، وبرزت دبي كإحدى أعلى نقاط التجميع الانتخابي من حيث كثافة المشاركة، وسط تنظيم محكم وإجراءات أمنية وإرشادية واضحة وفّرتها السلطات الإماراتية لتسهيل تدفق الناخبين.
تأتي هذه المشاهد قبل أقل من 48 ساعة على بدء التصويت داخل مصر، المقرر يومي 24 و25 نوفمبر، في مرحلة تُعدّ الأكثر جدلاً منذ سنوات نظرًا للتطورات المصاحبة لها.
طوابير أمام القنصلية في دبي وارتفاع ملحوظ في نسب المشاركة
في دبي، حيث تقيم واحدة من أكبر الجاليات المصرية في الخليج، برزت مشاهد الطوابير أمام القنصلية المصرية منذ ساعات الصباح الأولى، ووثّقت عشرات الصور ومقاطع الفيديو تداول المواطنين المصريي عبر منصات التواصل الاجتماعي وجود تنظيم واضح، مع مسارات مخصّصة لتسجيل الحضور، وأخرى للتصويت، إضافة إلى فرق إرشاد داخلية توجّه الناخبين وتقدّم الردود على الاستفسارات الإجرائية.
التنظيم الواضح والإجراءات السلسة
قال المستشار أحمد عبد الرازاق موسي رئيس المفوضية الدولية للسلم والأمن الدولي، ورئيس الاتحاد العالمي للكيانات المصرية بالخارج "الإمارات" والأمين العام لشئؤن المصريين بالخارج، عقب الإدلاء بصوته، إن "مشهد التصويت في القنصلية كان لافتاً، ليس فقط بسبب كثافة الحضور، وإنما أيضاً بفضل التنظيم الواضح والإجراءات السلسة التي اتُّبعت"، وأضاف أن " قطاعات من الجالية المصرية تحمّست للمشاركة بعد تصريحات الرئيس السيسي التي شددت على ضمان النزاهة والشفافية، وهو ما خلق حالة من الاطمئنان وشجع عدداً كبيراً على الحضور" .
وأضاف أحمد موسى أن الكثير من المصريين يعيشون حالة من المتابعة الدقيقة للانتخابات هذا العام، خاصة بعد قرار إبطال نتائج الدوائر، معتبراً أن ذلك "أعاد الشعور بأن أصوات الخارج يمكن أن تُحدث فرقاً في النتيجة النهائية" .
وبدوره قال تامر اسماعيل تمراز "الإجراءات هذا العام كانت منظمة بشكل لافت. من لحظة دخولي القنصلية لغاية الإدلاء بصوتي، كان هناك توجيه واضح وطوابير تتحرك بسرعة، بصراحة، ما توقعت العملية تكون بهذا السلاسة، وهذا شجّعني أشجع أصدقائي إنهم ييجوا ويشاركوا " .
وأشار محمد عبد العاطي جاد إلى أن أكثر ما أعجبه هو التعامل المحترم والهادئ من جانب الموظفين، إضافة إلى وجود متطوعين يجيبون عن أي استفسار، التنظيم داخل القنصلية جعل التجربة مريحة جداً، وحسيت إن صوتي فعلاً له قيمة " .
وأوضح عمر كريم النبيشي أن الإجراءات كانت مفهومة وبسيطة جداً، ولم تكن هناك أي تعقيدات، مضيفاً أن كل خطوة كانت واضحة، والموظفون كانوا متعاونين بشكل كبير، أشعر أن مشاركة المصريين في الخارج أصبحت أسهل من أي وقت مضى" .
وقال إبراهيم علي البحبوح، شهدت الانتخابات في الخارج أكثر من مرة، لكن هذا العام كان مختلفاً، الإجراءات الأمنية مرتّبة، ومسار الناخبين واضح، وما في أي ازدحام مزعج، حسّيت إن هناك حرص كبير على تسهيل مشاركة أكبر عدد من المصريين، وهذا شيء يُشكر عليه القائمون على العملية".
من يحق له التصويت من المصريين بالخارج؟
يُتيح القانون المصري للمقيمين في الخارج المشاركة في الانتخابات بشرطين أساسيين:
- القيد في قاعدة بيانات الناخبين
- حمل بطاقة رقم قومي أو جواز سفر ساري المفعول يحتوي على الرقم القومي
وتشير آخر إحصاءات "الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء" إلى أن أعداد المصريين المقيمين في الخارج تُقارب 11.8 مليون مواطن، ما يجعلهم كتلة انتخابية لا يمكن تجاهلها في أي استحقاق وطني، خاصة وأن نسبة كبيرة منهم تتركز في دول الخليج، حيث تتوفر مقارّ دبلوماسية قريبة من تجمعاتهم.
غرف عمليات لمتابعة التصويت بالخارج… وتحديثات لحظية
في سياق موازٍ، أعلنت "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" و"مجلس الشباب المصري" عن إنشاء غرف عمليات تتابع بشكل لحظي عملية التصويت في مختلف الدول، وتصدر تقارير دورية حول نسب الإقبال وأبرز الملاحظات التي يجري رصدها.
وتهدف هذه الغرف إلى دعم عملية تمكين الناخبين، وتوفير قنوات للتواصل مع المواطنين في حال ظهور أي عراقيل تتعلق بالإجراءات أو التنظيم.
تحديات وآمال… وماذا بعد؟..
على الرغم من الإقبال الجيد في بعض الدول، يشير مراقبون إلى أن المشاركة العامة للمصريين بالخارج غالبًا ما تواجه تحديات تتعلق ببعد المسافة عن مقارّ الاقتراع، وضيق الوقت، والالتزامات المهنية. ومع ذلك، تبدو التوقعات إيجابية هذا العام في ضوء حالة الاهتمام المرتفعة، والجدل السياسي المحيط بالمرحلة الأولى.
كما ينتظر أن تحسم نتائج المرحلتين تركيبة البرلمان الجديد، الذي يُعوَّل عليه في تمرير تشريعات اقتصادية وإدارية مهمة، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
المشهد النهائي للانتخابات
ما بين إقبال بارز في دبي وقرارات غير مسبوقة بإبطال نتائج دوائر، وبين دعوات رئاسية لتشديد الرقابة وضمان الشفافية، تبدو انتخابات مجلس النواب لهذا العام واحدة من أكثر الاستحقاقات الانتخابية المصرية إثارة للاهتمام في أوساط المصريين داخل البلاد وخارجها، ومع ترقب بدء التصويت في الداخل، تتجه الأنظار إلى ما ستكشفه الأيام المقبلة من نسب المشاركة ومدى تأثير أصوات الخارج في المشهد النهائي للانتخابات.