"كُلما كُنتَ راقيًا يطيبُ الحديثُ معك، وتحتويكَ القلوبُ، وتُكرمُكَ العقول."

"كُلما كُنتَ راقيًا يطيبُ الحديثُ معك، وتحتويكَ القلوبُ، وتُكرمُكَ العقول."
???? أولًا: التفسير العلمي
الرقي في السلوك والكلام يعزز ما يُسمّى بالمسارات العصبية الإيجابية في الدماغ، مما يجعل التواصل مع الشخص الراقي أكثر سلاسة، ويخفّض مستويات التوتر للطرف الآخر. كما أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يمتلكون أسلوبًا محترمًا يؤثرون في دوائر المكافأة بالدماغ، فيشعر المتلقي بالراحة والرغبة في مواصلة الحديث.
???? ثانيًا: التفسير العملي
الرقي يُترجم عمليًا إلى:
احترام الآخرين أثناء الحوار
اختيار كلمات ناعمة وهادئة
الإصغاء الجيد
ضبط الانفعالات
الحكمة في الرد
وعمليًا… كلما كان الشخص راقيًا، زاد الإقبال عليه، ووجد الناس فيه مصدر أمان نفسي واجتماعي، فيقتربون منه ويثقون به.
???? ثالثًا: التفسير النفسي
الشخص الراقي يملك ذكاءً عاطفيًا عاليًا، يفهم مشاعر الآخرين ويتعامل بلطف. هذا يجعل:
القلوب تميل إليه لأنها تجد الطمأنينة
النفوس ترتاح من حوله
العقول تحترمه لأنه متزن وواضح
الرقي النفسي يدل على نضج داخلي وقدرة على التحكم بالذات وتقدير الآخرين دون مقابل.
???? رابعًا: التفسير الديني
ديننا الحنيف يربط الرقي بالأخلاق العالية، قال ﷺ:
"أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلُقًا."
الرقي في الدين يعني:
لين الحديث
حسن الظن
عدم إيذاء الآخرين
الصدق والرحمة
إكرام الناس ومعاملتهم بما يُحب أن يعامل به
فمن رقّت أخلاقه… رزقه الله قبولًا في الأرض، تحبه القلوب وتوقره العقول.
???? الخلاصة لما سبق يا الربع..
الرقي ليس كلمة… بل سلوك متكامل يجمع العلم والعمل والنفس والدين.
وحين تمتلكه:
يتحسن حديثك
ويقترب الناس منك
وتطمئن القلوب لك
وترى العقول فيك قدرًا واحترامًا
فالرقيّ… قيمة إنسانية وروحية تصنع لك مكانًا لا يُمنح، بل يُكتسب.
دكتورة زينب الشمري
أم جاسم – الكويت