أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الرئيس السيسي يشهد الاحتفالية الأسطورية لافتتاح المتحف المصري الكبير بحضور قادة وملوك العالم

رحلة 20 عاماً وكلفة تتجاوز المليار دولار

 
لحن من أجل السلام يجمع العالم في افتتاح المتحف

تعاون مصري - إيطالي لتأسيس الرؤية الأولى

تحديات سياسية وزمنية كادت توقف المشروع

من التحرير إلى الجيزة.. رحلة الآثار القديمة

القاهرة - قناة الشمس الأوروبية:

شهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقرينته السيدة انتصار السيسي، مساء السبت 1/11/2025 ،الاحتفالية الأسطورية لافتتاح المتحف المصري الكبير الذي يُمثل حدثاً استثنائياً في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية.، بمشاركة العديد من قادة وملوك وزعماء العالم ورؤساء الحكومات والوزراء.
وقد حرص السيد الرئيس والسيدة قرينته، على اصطحاب القادة والملوك والزعماء إلى مقر الاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير.


وتوسط الرئيس عبدالفتاح السيسي وقرينته السيدة انتصار السيسي صورة تذكارية مع الوفود المشاركة في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير.
وعقب ذلك انطلقت فعاليات حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، والذي يُمثل حدثاً استثنائياً في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية .

وظهرت الفنانة شريهان فى حفل افتتاح المتحف المصري الكبير وعلى موسيقي المايسترو ناير ناجى قائد الأوركسترا المكونة من ١٢٠ موسيقيًا.

وعقب ذلك ألقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة خلال الافتتاح : إن مصر أقدم دولة عرفها التاريخ، هنا خطت الحضارة أول حروفها، وشهدت الدنيا ميلاد الفن والفكر والكتابة والعقيدة، وألهمت مصر شعوب الأرض قاطبة، ومن ضفاف النيل أضاءت الحضارة والتقدم الإنساني.
أضاف السيد الرئيس : "نكتب اليوم فصلا جديدا من تاريخ الحاضر والمستقبل، هذا أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، حضارة مصر العظيمة".

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته بحفل افتتاح المتحف المصري الكبير أمام الوفود المشاركة، إننا نكتب فصلا جديدا من تاريخ الحاضر والمستقبل في هذا الوطن العريق، فهو أكبر متحف في العالم.

وأضاف الرئيس السيسي، أن افتتاح المتحف هو شهادة حية على عبقرية الإنسان الذي نقش على الجدران، شهادة تروى قصة وطن.

وأردف، إن هذا الإنجاز الذي نشرف بافتتاحه جاء نتيجة تعاون دولي واسع مع عدد من المؤسسات والشركات العالمية التي قدمته دولة اليابان الصديقة، وهناك جهد مخلص بذله الجميع على مدى الأعوام السابقة من أجل تحقيق هذا المهمة التاريخية العظيمة.

قال السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن المتحف المصري الكبير، أكبر متخف فى العالم مخصص لحضارة واحدة هى الحضارة المصرية..

وأضاف السيد الرئيس أن من ضفاف النيل أنطلقت أنوار الحكمة معلنة أن صروح الحضارة تبنى من خيوط السلام.

وعقب الكلمة وضع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي القطعة الأخيرة التي تحمل اسم مصر في النموذج المصغر للمتحف المصري الكبير، الذي تحمل كل قطعة منه اسم دولة من الدول المشاركة في الافتتاح، معلنا بذلك افتتاح المتحف.

وكان قد تلقى ملوك ورؤساء وأمراء الدول الشقيقة والصديقة نموذجا مصغرا للمتحف المصري الكبير تحمل كل قطعة منه اسم دولته ليضع قادتها قطع ميلادها بأيديهم رمزا لمشاركة شعوبهم في هذا الصرح الإنساني.

ويمثل افتتاح المتحف المصري الكبير حدثاً استثنائياً في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية، بمشاركة 79 وفداً رسمياً، من بينهم 39 وفداً برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات؛ بما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية العريقة، وبالدور الثقافي والإنساني المتفرد الذي تضطلع به مصر.

ويعد هذا التمثيل والحضور غير المسبوق لافتتاح أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة؛ يعكس الاهتمام الدولي برؤية الدولة المصرية في الجمع بين عراقة الماضي وإبداع الحاضر وازدهار المستقبل؛ وليؤكد المكانة الفريدة لمصر كجسر حضاري بين جميع شعوب العالم المحبة للثقافة وللسلام.

و يُشارك في هذا الحدث التاريخى ملوك وملكات وأولياء عهد وأمراء وأعضاء من الأسر الحاكمة من؛ بلجيكا، واسبانيا، والدنمارك، والأردن، والبحرين، وسلطنة عمان، والإمارات، والسعودية، ولوكسمبورج، وموناكو، واليابان وتايلاند.

كما شارك رؤساء كل من جيبوتي، والصومال، وفلسطين، والبرتغال، وأرمينيا، وألمانيا، وكرواتيا، وقبرص، وألبانيا، وبلغاريا، وكولومبيا، وغينيا الاستوائية، والكونجو الديمقراطية، وغانا، وإريتريا، وفرسان مالطا، وكذا رئيس المجلس الرئاسي الليبي، ورئيس مجلس القيادة اليمني.

كما شارك في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير أيضاً رؤساء وزراء كل من اليونان، والمجر، وبلجيكا، وهولندا، والكويت، ولبنان، ولوكسمبورج وأوغندا، وذلك بجانب حضور وزاري وبرلماني رفيع المستوى من أوزباكستان، وأذربيجان، والجزائر، وقطر، والمغرب، وتونس، وسويسرا، والسويد، وفنلندا، وسلوفاكيا، والنمسا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والفاتيكان، ومالطا، ورومانيا، وروسيا، وأيرلندا، وصربيا، وتركيا، وإيطاليا، وسنغافورة، والهند، وقيرغيزستان، والصين، وسريلانكا، وباكستان، وزامبيا، وأنجولا، وكوت ديفوار، والكاميرون، وجنوب أفريقيا، والجابون، وتشاد، وكينيا، ورواندا، وتوجو، والبرازيل، وكندا، والولايات المتحدة.

و شارك كذلك من المنظمات الإقليمية والدولية كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، والممثل السامي لتحالف الحضارات نيابة عن السكرتير العام للأمم المتحدة، بالإضافة إلى مشاركة رئيس البرلمان العربي، ورئيس وكالة الجايكا، وعدد من رؤساء وممثلي كبرى الشركات العالمية.

الاهتمام الدولى برؤية الدولة المصرية


ويعكس هذا التمثيل والحضور غير المسبوق لافتتاح أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة ،الاهتمام الدولى برؤية الدولة المصرية في الجمع بين عراقة الماضي وإبداع الحاضر وازدهار المستقبل، وليؤكد المكانة الفريدة لمصر كجسر حضاري بين كافة شعوب العالم المحبة للثقافة وللسلام.

وتكتب مصر فصل جديد في تاريخ الحضارة المصرية،حيث تفتح مصر العظيمة ذراعيها لتستقبل زوارها من قادة وزعماء العالم وكوكبة من كبار الضيوف لافتتاح هذا الصرحُ الحضاري والثقافي المُتكامل، ذي الإطلالة الفريدة على أهرامات الجيزة، هدية مصر للعالم، ليس فقط من خلال ما يضمه من كنوز لا تقدر بثمن، بل عبر رؤية طموحة للتحول إلى متحف ذكي عالمي، يتفاعل مع الزوار في كل مكان، ويعيد تعريف مفهوم المتحف في العصر الرقمي.

و تتأهب مصر لإطلاق حدث عالمي طال انتظاره، يمثل تتويجًا لسنوات من العمل المتواصل ونقلة نوعية في عرض وتوثيق الحضارة المصرية القديمة، إذ يعد المتحف أحد أبرز المنارات الحضارية في العالم، والتي تجسد رؤية الدولة في صون تراثها وتقديمه للعالم في مزيج فريد يجمع بين عراقة التاريخ وروعة التصميم، وتجربة عرض متكاملة تستخدم أحدث التقنيات التفاعلية في تقديم الآثار، بما يعكس مكانة مصر الريادية على خريطة السياحة العالمية.

آلاف القطع الأثرية

يضم المتحف المصري الكبير آلاف القطع الأثرية مسيرة الحضارة المصرية العريقة وتروي فصول تاريخها الممتد منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني الروماني،والتي تأخذنا في رحلة مذهلة عبر تطور الفكر والفن والعمارة المصرية، لتجعل من المتحف أعظم موسوعة حية تخلد عبقرية المصري القديم وتُبرز إبداعه الخالد عبر آلاف السنين.

كما يُعد أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة؛ فقد أُنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً، وليكون الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصري القديم، كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث يحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون والتي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922، بالإضافة إلى متحف مراكب الملك خوفو، فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة.

يضم المتحف بين جنباته أماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف للأطفال، ومركز تعليمي، وقاعات عرض مؤقتة، وسينما، ومركز للمؤتمرات، وكذلك العديد من المناطق التجارية والتي تشمل محال تجارية، كافيتريات ومطاعم، بالإضافة إلى الحدائق والمتنزهات.

استخدام أحدث أساليب وتقنيات العرض المتحفي


يختص المتحف في سبيل تحقيق أهدافه، بعرض المجموعات الأثرية واستخدام أحدث أساليب وتقنيات العرض المتحفي، والتوثيق الرقمي وتسجيل القطع الأثرية، كذلك حفظها، تأمينها، دراستها، صيانتها، وترميمها، وتنظيم معارض الآثار المؤقتة والدائمة داخل مصر، وعقد الندوات والمؤتمرات والأنشطة الثقافية والعلمية وغيرها من الأنشطة، وتوعية النشء والمجتمع المصري بالحضارة المصرية.

القول إن المتحف المصري الكبير هو هدية مصر للعالم، ليس من قبيل المُبالغة، إذ أن إرث الحضارة المصرية القديمة يُمثل تراثاً عالمياً، وفق محددات منظمة اليونسكو لتوصيف التراث العالمي الثقافي والطبيعي.

لن يكون المتحف المصري الكبير مُجرد مقصدٍ ومزارٍ أثري يُنافس نظائره في العالم أجمع، بما ينطوي عليه من كَمٍ فريد من كنوز الحضارة المصرية القديمة، في بهوه العظيم، ودرجه المُتفرد، وقاعات عرضه المتحفي الحديثة، بل بُنيانٌ يروي قصة إرادة الدولة المصرية، حيث يحل بعد عامين من افتتاحه، اليوبيل الفضي لذكرى وضع حجر أساسه؛ ليكون بحق انتصاراً جديداً يُضاف لسجل الجمهورية الجديدة في تذليل العقبات واستكمال الآمال وصُنع الإنجازات.

وبينما ننتظر بشغف تشريف وفود القادة والزعماء والضيوف في افتتاح المتحف المصري الكبير، نتطلع لأن تعيد مصر إدهاش العالم، بحدثٍ يُضاهي ما سبق أن قدمته بلادنا من إبهار في موكب نقل المومياوات الملكية في أبريل عام 2021، وإعادة افتتاح طريق الكباش بالأقصر في نوفمبر 2021، وإن حدث الأول من نوفمبر المقبل وإن كانت مسئولية تنظيمه تقع على جهات بعينها، إلا أن كل مواطن مصري هو عُنصرٌ في نجاحه، ليستأنس ضيوف العالم بحضارة مصر التي لن يخفت سناها.

فمنذ أن بدأت فكرة المشروع العملاق، كان الهدف أبعد من مجرد بناء صرح ضخم يضم الآثار المصرية، بل السعي إلى خلق تجربة رقمية عالمية، تجعل المتحف متاحًا لكل إنسان على وجه الأرض بضغطة زر.

ومع اقتراب افتتاحه المنتظر في الأول من نوفمبر المقبل، يترقب عشاق الحضارة الفرعونية حول العالم، المتحف المصري الكبير باعتباره منصة ثقافية رقمية متكاملة تجمع بين التكنولوجيا والتعليم والتفاعل الإنساني،

التحول الرقمي.. من المعروضات إلى العقول

وأعدت إدارة المتحف مشروع التحول الرقمي الشامل، الذي يهدف إلى رقمنة مقتنيات المتحف بالكامل، عبر قاعدة بيانات ضخمة تضم صورًا ثلاثية الأبعاد، ووصفًا تفصيليًا لكل قطعة، ومعلومات تاريخية دقيقة باللغتين العربية والإنجليزية، مع إمكانية التصفح باللغات الأخرى مستقبلاً.

ولا يقتصر الأمر على العرض الافتراضي، بل يمتد إلى تجارب تفاعلية تمكن الزائر من التجول داخل قاعات المتحف افتراضيًا باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز (VR/AR)، وكأنه يسير بنفسه بين التماثيل والمومياوات.

والهدف من تطبيق هذه التقنيات ليس فقط جذب الزوار، بل تعزيز الوعي الثقافي العالمي بالحضارة المصرية من خلال تجربة تعليمية حديثة ومفتوحة، تربط بين المعرفة والترفيه، وتحوّل المتحف إلى فصل رقمي مفتوح للعالم.

أحد أبرز ملامح خطة التحول الذكي هو إدخال أنظمة الذكاء الاصطناعي في إدارة تجربة الزائرين، فمنذ لحظة دخول المتحف، سيستقبل الزائر تطبيق ذكي يرشدهم إلى مسار الزيارة الأمثل وفق اهتماماتهم، سواء كانت الآثار الملكية، أو الفن المصري القديم، أو المومياوات الملكية.

كما يتيح التطبيق إمكانية الحوار الصوتي مع مساعد افتراضي ناطق يجيب على الأسئلة التاريخية والثقافية فورًا، مما يحول الزيارة إلى رحلة معرفية شخصية تتكيف مع كل زائر على حدة.

ولم ينس المتحف الجيل الجديد، إذ يقدم تجربة مخصصة للأطفال والشباب تعتمد على الألعاب التعليمية والاختبارات التفاعلية، مما يجعل التعلم عن التاريخ متعة رقمية لا تُنسى.

وانطلاقًا من فلسفة "المتحف للجميع"، عملت الإدارة على إطلاق منصة إلكترونية متكاملة تمكن الزوار من حجز التذاكر، والقيام بجولات افتراضية، ومتابعة الفعاليات الثقافية مباشرة عبر الإنترنت.

وتتيح المنصة أيضًا محاضرات وورش عمل رقمية بالتعاون مع الجامعات العالمية، ما يجعل المتحف ليس مجرد مكان للعرض، بل مركز عالمي للبحث والتعليم والتفاعل الحضاري.

كما يمكن في وقت لاحق عقد شراكات مع متاحف دولية ومؤسسات ثقافية كبرى لتبادل المحتوى الرقمي وتنظيم معارض افتراضية مشتركة، تتيح للجمهور حول العالم استكشاف الكنوز المصرية دون مغادرة بلدانهم.

ولا يقتصر التحول الذكي على الجانب التقني فحسب، بل يمتد إلى مفهوم الإدارة المستدامة. فالمتحف مزود بأنظمة تحكم ذكية في الطاقة والإضاءة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقليل الاستهلاك والحفاظ على البيئة.

كما تستخدم تقنيات المراقبة الرقمية الدقيقة للحفاظ على درجات الحرارة والرطوبة المثلى داخل القاعات، بما يضمن حماية القطع الأثرية النادرة لأجيال قادمة.

وبهذه الخطوات، يتحول المتحف المصري الكبير إلى أكثر من مجرد وجهة سياحية أو صرح أثري، حيث سيصبح جسرًا رقميًا يربط الماضي بالمستقبل، ومثالًا حيًا على كيف يمكن للتكنولوجيا أن تعيد الحياة إلى التاريخ.

فبينما يقف الزوار أمام تمثال رمسيس الثاني في البهو العظيم، ستكون هناك ملايين الشاشات حول العالم تبث القصة نفسها بتقنيات ثلاثية الأبعاد، لتصبح الحضارة المصرية القديمة لغة عالمية جديدة للتواصل الثقافي.

ويبدو أن المتحف المصري الكبير لا يكتفي بأن يكون أكبر متحف في العالم للآثار، بل يسعى لأن يكون أذكاها وأكثرها تفاعلًا، وأن يجعل من التحول الرقمي بوابة جديدة يطل منها العالم على الحضارة المصرية الفريدة.

صور مميزة