Hamlet Ali ذات ليلة ؟!

Hamlet Ali
ذات ليلة ؟!
ذات ليلة من ليال الشتاء
كان الزمهرير يهرس أضلعي
والريح تحاول تمزيق معطفي
فأطلقت ساقي أسابقهم لعريني
وفجاة أبصرت في طريقي
وردة بيضاء كسحابة السماء
غطاها وحل الطريق بغباء
فألتقطتها برفق وأناء
خوفا من أن تدوسها أقدام الغرباء
عمدتها بماء العيون وأسميتها ياسمين
وأوصيت الشمس حارسا أمين
علمتها بطيبة أبجدية الحياة ...
وعشق الشعر والموسيقى والأغنيات
أينعت ياسمين ...كالرمان والتين
أنارت بين الضلوع شموع
أبتسامة كقمر يضوع
وصوت كخرير الينبوع
وجسدا يشعرني أميرا في الوجود
وشعر كالحرير يموج كالمروج
ومن فرط سعادتي بلا حدود
كنت أتوهج كالبلور المنشور
أحضن كل الناس في مدينتي بحبور
سيان من يحبني أو يبغضني بنفور
وذات يوم حزين وبغتة ...
غزتها عيون الحاسدين
بثغرة في القلب والجبين
نثرت حولها أكاذيب من طين
ووهم أميرة بين أحضان مسكين
ورتل الوشاة في قلبها :
أن الحب لايصنعه فقير
لايملك من دنياه شروى نقير
والحياة جواهر ومال وماس وقصور
والورد لاينبت في الصحاري والقبور
وتمردت ياسمين وأبدلت قلبها الثمين
بقلب بلا دم كخزف الصين
وتنكرت للعشق والعشرة والوفاء
وغابت في حياة كلها سراب
يقودها دجال في شوارع الغرباء
ويمتص رحيقها ذئب عقور
فيرميها تحت أعمدة الجسور
وتارة بين خيام الغجر المهاجرين
فواصلت المسير بصبر العاشقين
فالحب عطاء من خيرات السماء
وألف ياسمين سيدور بها الزمان
وقلبي لم يزل ملجأ لنقاء النساء
سوداء , بيضاء , سمراء
في أي أرض أو فضاء
فالعشق عشه قلوب النبلاء
ولن يناله الا من تعطر بروح الأنبياء
طارق الخزاعي - السويد