للمشاركة في مسابقة ملتقى دار السرد الروائي دورة القاص والروائي علي خيون علي الحكيم الضياع

للمشاركة في مسابقة ملتقى دار السرد الروائي
دورة القاص والروائي علي خيون
علي الحكيم
الضياع
معلقة كل تفاصيل الحياة بالحرب فقد تصدر الموت سلم كل اولويات
الحياة مع دوران الحرب بلا توقف توزع الخراب والموت وتلتهم كل
ما هو جميل وتحوله الى ابشع القبح ،ا كما تلتهم الرجال كوحش خرافي
من مختلف الاعمار وقوداً لها ، رجال تقاتل عدواً مفترض والاخرون
ينتظرون دورهم في طابور الموت المليء بالخوف والقلق والاماني
المعطلة ربما نهائياً ٠
عيون زائغة تدور في محاجرها كدوران الحرب تبحث عن اجابات
مؤجلة الى حين في الشارع والبيت والعمل والاسواق كما في الليل
والنهار سواءً بسواء ٠ يتقافز الموت بينهم من صافرات الانذار وهدير
الطائرات في سماء المدن كما في سواتر القتال الامامية بقنبرة هاون
او قذيفة مدفع ، يختار ضحاياه عشوائيا يتراقص فوق الجثث على
اصوات المدافع والرصاص ٠
فالحرب كابوساً على الجميع ألا تجارها والحالمين بمجد مزيف ٠
لم يكن ( س ) الطالب الجامعي يملك اي حل ممكن ان يخرجه من
هذا الكابوس المظلم سوى البقاء على مقاعد الدراسة لاطول فترة
ممكنة كحل مؤقت لكن ليس الى ما لا نهاية وليس في الافق من أمل
في نهايتها وهي تدور كطواحين الهواء بلا توقف ٠
- هل املك مايرد عنك حتمية الخراب وسط هذا الصخب والتدافع
هروباً نحو الضياع والموت من اناشيد واهازيج وقصائد وشعراء وخطب
حماسية وهتافات وهواء ملىء برائحة البارود والموت وجثامين تلفها
الاعلام فوق سطوح سيارات ( الكراون ) والتي تبدو كأنها استوردت
خصيصا ً لنقل ضحايا الحرب والتي يقف لها الجميع احتراماً وخشوعاً
لموكبها الجنائزي حين يمر لانهم في لائحة الانتظار ٠
لم تقف حفنة الماء من الامهات ودموعهن خلف الابناء حائلًا دون الموت
القسري لانه الوداع الأخير وداع ميت رغم الدعاء بالعودة بسلام ٠
من أين يا وطن الكوارث نرتجي الامل وانت الخوف الذي يسرق احلامنا
والصخب والضجيج الذي يمزق السكينة في نفوسنا وانت الرعب
المتجذر فينا منذ الازل ٠
- هناك متسع من الوقت ، لا تزال هناك سنة اخرى وربما أكثر قد
تنتهي الحرب وينتهي معها الموت القسري لمتعة ( القيصر )
ومع جحيم الحرب لم يعد هناك فسحة للحب فانهما نقيضان في
عالم يحترق تلاشت فيه أي فرصة للامل بغدً آمن فقد ارتقى الجميع
اعلى مستويات التيه وفقدان القدرة على الحياة بسلام ، لا شيءغير الهروب
من الجحيم الى المجهول وليس من امل لهارب من مدينته البائسة في
اقصى الجنوب بعد عناء الفقر والعوز والاصرار على التفوق في الدراسة
للنجاح والوصول الى العاصمة معتقداً بانها مفتاح المستقبل ويمني
النفس بعام دراسي آخر للبقاء على قيد الحياة مستبدلا كل طموحاته
وحب صباه ب( نصف ) قنينة من الخمر الرخيص والتي قد تنسيه بان باب
التخرج تفضي الى الدخول في أتون حرب عبثية لا علاقة له بها اختزلت
كل سنينه في لحظة التخرج والتي باتت تعني الموت حتماً فجعل من
الرسوب والنجاح عام بعام عل الحرب تنتهي وينتهي معها التيه ٠
وسط كل هذا الصخب والخوف يحاصره الحنين لمدينته الفقيرة وحب
صباه وليس من مساحة للتامل والامساك بلحظات السعادة والتشبث
بها وسط كل هذا الضجيج في بلد يحترق ويحرق معه الحاضر والآتي
والذكريات والبراءة والفرح وشهادة التخرج ٠
تقوده قدماه باتجاه محطة قطار البضائع المتجه جنوبا مع نصف قنينة
الخمر الرخيص والتي يلفها بكتاب المسرح الاغريقي ٠


دورة القاص والروائي علي خيون
علي الحكيم
الضياع
معلقة كل تفاصيل الحياة بالحرب فقد تصدر الموت سلم كل اولويات
الحياة مع دوران الحرب بلا توقف توزع الخراب والموت وتلتهم كل
ما هو جميل وتحوله الى ابشع القبح ،ا كما تلتهم الرجال كوحش خرافي
من مختلف الاعمار وقوداً لها ، رجال تقاتل عدواً مفترض والاخرون
ينتظرون دورهم في طابور الموت المليء بالخوف والقلق والاماني
المعطلة ربما نهائياً ٠
عيون زائغة تدور في محاجرها كدوران الحرب تبحث عن اجابات
مؤجلة الى حين في الشارع والبيت والعمل والاسواق كما في الليل
والنهار سواءً بسواء ٠ يتقافز الموت بينهم من صافرات الانذار وهدير
الطائرات في سماء المدن كما في سواتر القتال الامامية بقنبرة هاون
او قذيفة مدفع ، يختار ضحاياه عشوائيا يتراقص فوق الجثث على
اصوات المدافع والرصاص ٠
فالحرب كابوساً على الجميع ألا تجارها والحالمين بمجد مزيف ٠
لم يكن ( س ) الطالب الجامعي يملك اي حل ممكن ان يخرجه من
هذا الكابوس المظلم سوى البقاء على مقاعد الدراسة لاطول فترة
ممكنة كحل مؤقت لكن ليس الى ما لا نهاية وليس في الافق من أمل
في نهايتها وهي تدور كطواحين الهواء بلا توقف ٠
- هل املك مايرد عنك حتمية الخراب وسط هذا الصخب والتدافع
هروباً نحو الضياع والموت من اناشيد واهازيج وقصائد وشعراء وخطب
حماسية وهتافات وهواء ملىء برائحة البارود والموت وجثامين تلفها
الاعلام فوق سطوح سيارات ( الكراون ) والتي تبدو كأنها استوردت
خصيصا ً لنقل ضحايا الحرب والتي يقف لها الجميع احتراماً وخشوعاً
لموكبها الجنائزي حين يمر لانهم في لائحة الانتظار ٠
لم تقف حفنة الماء من الامهات ودموعهن خلف الابناء حائلًا دون الموت
القسري لانه الوداع الأخير وداع ميت رغم الدعاء بالعودة بسلام ٠
من أين يا وطن الكوارث نرتجي الامل وانت الخوف الذي يسرق احلامنا
والصخب والضجيج الذي يمزق السكينة في نفوسنا وانت الرعب
المتجذر فينا منذ الازل ٠
- هناك متسع من الوقت ، لا تزال هناك سنة اخرى وربما أكثر قد
تنتهي الحرب وينتهي معها الموت القسري لمتعة ( القيصر )
ومع جحيم الحرب لم يعد هناك فسحة للحب فانهما نقيضان في
عالم يحترق تلاشت فيه أي فرصة للامل بغدً آمن فقد ارتقى الجميع
اعلى مستويات التيه وفقدان القدرة على الحياة بسلام ، لا شيءغير الهروب
من الجحيم الى المجهول وليس من امل لهارب من مدينته البائسة في
اقصى الجنوب بعد عناء الفقر والعوز والاصرار على التفوق في الدراسة
للنجاح والوصول الى العاصمة معتقداً بانها مفتاح المستقبل ويمني
النفس بعام دراسي آخر للبقاء على قيد الحياة مستبدلا كل طموحاته
وحب صباه ب( نصف ) قنينة من الخمر الرخيص والتي قد تنسيه بان باب
التخرج تفضي الى الدخول في أتون حرب عبثية لا علاقة له بها اختزلت
كل سنينه في لحظة التخرج والتي باتت تعني الموت حتماً فجعل من
الرسوب والنجاح عام بعام عل الحرب تنتهي وينتهي معها التيه ٠
وسط كل هذا الصخب والخوف يحاصره الحنين لمدينته الفقيرة وحب
صباه وليس من مساحة للتامل والامساك بلحظات السعادة والتشبث
بها وسط كل هذا الضجيج في بلد يحترق ويحرق معه الحاضر والآتي
والذكريات والبراءة والفرح وشهادة التخرج ٠
تقوده قدماه باتجاه محطة قطار البضائع المتجه جنوبا مع نصف قنينة
الخمر الرخيص والتي يلفها بكتاب المسرح الاغريقي ٠