نوري پاشا السعيد سيدحيدر الزاملي الأخوة الاعزاء : سأورد لكم مايلي للتاريخ وبكل أمانة .

نوري پاشا السعيد
سيدحيدر الزاملي
الأخوة الاعزاء :
سأورد لكم مايلي للتاريخ وبكل أمانة .....
في سنة ١٩٨٨ وبعد انتهاء الحرب أصبحت ضابط مركز شرطة سومر وكنت حينها برتبة ملازم أول ..وفي أحد الايام دعاني السيد عياده كنعان الصديد الى تناول طعام العشاء معه في بيوت الشعر التي أقامها له ولحاشيته في سومر لغرض القرب من ( البعارين) كما يسمي الجمال التي يملكها لبيت الدعوة وقد دار حديث بيننا وكنت أجلس الى جانبه وقال بالنص :
بعد قيام ثورة ١٧ تموز( الحديث بلسانه).
وبعد دخولنا القصر الجمهوري لفت انتباهي كتاب ضخم في مكتبة القصر فتناولت نسخة منه كان عنوان الكتاب كما مدون على الغلاف ( قاموس تطوير العراق) ولدى تصفحي للكتاب وجدت انه يحتوي على تصاميم وشروح لمشاريع ضخمة في كافة أنحاء العراق والكتاب تم وضعه من قبل الملك فيصل الثاني رحمه الله شخصيا وبقيت معرفة تفاصيل كيفية وضع هذا الكتاب هاجس عندي لغرض معرفة ذلك .فبحثت عن أقرب الناس للملك في تلك الفترة ووجدت سكرتيره الشخصي ( قال اسمه ولكني لا أتذكره) فذهبت اليه لكي يخبرني عن قصة الكتاب كونه مقرب جدا من الملك ويحضر جميع لقاءاته وممارساته اليوميه وقد أجابني انه في أحد الأيام وبعد أن تولى الملك مهامه الدستورية بعث بطلب نوري السعيد فحضر الباشا الى عند الملك ودار حديث عام بينهما وبعد ذلك قال الملك لنوري السعيد انظر يا أبا صباح لقد قدر الله لي أن اكون ملكا لهذا الشعب وهذا الوطن وقد كتب الله لي ان ازور كثير من بلدان العالم فشاهدت ان كل البلدان التي زرتها متطورة وجميلة الا بلدي فقررت أن أجعل بمعونة الله من هذا البلد جنة الله على الارض وأن أجعله قبلة لبلدان العالم أنا شخصيا لدي كثير من الأفكار ولكني أريد أن تضيف لها باعتبارك امهر سياسي البلد فرد الباشا صاحب الجلاله لقد فاجأتني بهذا الطلب عليه ارجو أن تمهلني فرصة الى يوم الغد فأجابه الملك لك ذلك ..وفي اليوم التالي ( الحديث للسكرتير) حضر الباشا ومعه ملف صغير وقد اختصر حديثه مع الملك بما يلي: صاحب الجلاله أقترح على جلالتكم أن نبعث بطلب علماء في جميع المجالات والاختصاصات ومن جميع انحاء العالم ويعيشو في العراق سنة كاملة اربعة فصول ويقدمو مقترحاتهم للمشاريع المزمع انشاءها في العراق بعد مرور السنه ...فقال له له الملك وضح الفكرة فرد الباشا مثلا نجلب مهندس بالطرق فيقوم هذا بتبليط قطعة من الارض كنموذج للدراسة ويقوم بالدراسة لنفس القطعة المبلطة عالم الكيمياء ليتابع ماذا يحدث لهذه القطعة على مدى اربعة فصول وكذلك يقوم عالم الفيزياء ليتابع ماذا يحدث لها عند التغيرات المناخية خلال اربعة فصول وبعدها يتم اتباع الطريقة المثلى بالتنفيذ للمشروع المقترح وفقا للاسس العلمية ...وهكذا في جميع المجالات الزراعة الصناعه الجسور المباني الانهار وفي المجالات الانسانية كافة كالقوانين والاداب والفنون والاثار وعلوم الأجتماع والتربية والتعليم والجيش والشرطة وطرق مكافحة الجريمة والحد منها وبناء الانسان بناء سليم في كافة نواحي الحياة... ففرح الملك كثيرا بالمقترح وتم تنفيذه وبعد مرور السنة تم وضع مقترحات ومشاريع العلماء والمختصين لتطوير العراق في هذا الكتاب الذي بين يديك ( انتهى حديث سكرتير الملك)...ويواصل السيد عياده حديثه معي قائلا : لايخدعكم ابن صبحه على أساس انه هو الذي وضع هذه المشاريع مثلما خدعنا عبد الكريم قاسم بانه هو واضعها ..اقول لك للانصاف وللتاريخ ان صانع بدايات النهضة في العراق هو الملك فيصل الثاني رحمه الله وقد تمت المباشرة بكثير من المشاريع في عهده والتي نسبها عبد الكريم لنفسه جزافا فكل الذين تعاقبوا على حكم العراق انما جاءوا لقتل كل ماهو مدني متحضر واضطهاد الانسان وتهديم كل مابني وكذلك تهديم تاريخ الانسان وحضارته وتحطيم نفسه من الداخل ....هذا كان الحديث للسيد عيادة كنعان الصديد وهو حي يرزق على ما أضن وممكن أن يرى ماكتبته الأن حول الموضوع ...نقلت هذا الحديث للأمانة التاريخية وقد أخبرني الرجل بأن الطرق السريعة والجسور وماسمي بالنهر الثالث وحتى ساحة الكاظمية والحدائق والطرق وساعة بغداد وبرج بغداد وحتى دار للاوبرا كلها مشاريع الملك الذي انشأ لجنة لأعمار العراق تتولى تنفيذ هذه المشاريع وفعلا باشرت عملها.....تحياتي للجميع
سيدحيدر الزاملي
الأخوة الاعزاء :
سأورد لكم مايلي للتاريخ وبكل أمانة .....
في سنة ١٩٨٨ وبعد انتهاء الحرب أصبحت ضابط مركز شرطة سومر وكنت حينها برتبة ملازم أول ..وفي أحد الايام دعاني السيد عياده كنعان الصديد الى تناول طعام العشاء معه في بيوت الشعر التي أقامها له ولحاشيته في سومر لغرض القرب من ( البعارين) كما يسمي الجمال التي يملكها لبيت الدعوة وقد دار حديث بيننا وكنت أجلس الى جانبه وقال بالنص :
بعد قيام ثورة ١٧ تموز( الحديث بلسانه).
وبعد دخولنا القصر الجمهوري لفت انتباهي كتاب ضخم في مكتبة القصر فتناولت نسخة منه كان عنوان الكتاب كما مدون على الغلاف ( قاموس تطوير العراق) ولدى تصفحي للكتاب وجدت انه يحتوي على تصاميم وشروح لمشاريع ضخمة في كافة أنحاء العراق والكتاب تم وضعه من قبل الملك فيصل الثاني رحمه الله شخصيا وبقيت معرفة تفاصيل كيفية وضع هذا الكتاب هاجس عندي لغرض معرفة ذلك .فبحثت عن أقرب الناس للملك في تلك الفترة ووجدت سكرتيره الشخصي ( قال اسمه ولكني لا أتذكره) فذهبت اليه لكي يخبرني عن قصة الكتاب كونه مقرب جدا من الملك ويحضر جميع لقاءاته وممارساته اليوميه وقد أجابني انه في أحد الأيام وبعد أن تولى الملك مهامه الدستورية بعث بطلب نوري السعيد فحضر الباشا الى عند الملك ودار حديث عام بينهما وبعد ذلك قال الملك لنوري السعيد انظر يا أبا صباح لقد قدر الله لي أن اكون ملكا لهذا الشعب وهذا الوطن وقد كتب الله لي ان ازور كثير من بلدان العالم فشاهدت ان كل البلدان التي زرتها متطورة وجميلة الا بلدي فقررت أن أجعل بمعونة الله من هذا البلد جنة الله على الارض وأن أجعله قبلة لبلدان العالم أنا شخصيا لدي كثير من الأفكار ولكني أريد أن تضيف لها باعتبارك امهر سياسي البلد فرد الباشا صاحب الجلاله لقد فاجأتني بهذا الطلب عليه ارجو أن تمهلني فرصة الى يوم الغد فأجابه الملك لك ذلك ..وفي اليوم التالي ( الحديث للسكرتير) حضر الباشا ومعه ملف صغير وقد اختصر حديثه مع الملك بما يلي: صاحب الجلاله أقترح على جلالتكم أن نبعث بطلب علماء في جميع المجالات والاختصاصات ومن جميع انحاء العالم ويعيشو في العراق سنة كاملة اربعة فصول ويقدمو مقترحاتهم للمشاريع المزمع انشاءها في العراق بعد مرور السنه ...فقال له له الملك وضح الفكرة فرد الباشا مثلا نجلب مهندس بالطرق فيقوم هذا بتبليط قطعة من الارض كنموذج للدراسة ويقوم بالدراسة لنفس القطعة المبلطة عالم الكيمياء ليتابع ماذا يحدث لهذه القطعة على مدى اربعة فصول وكذلك يقوم عالم الفيزياء ليتابع ماذا يحدث لها عند التغيرات المناخية خلال اربعة فصول وبعدها يتم اتباع الطريقة المثلى بالتنفيذ للمشروع المقترح وفقا للاسس العلمية ...وهكذا في جميع المجالات الزراعة الصناعه الجسور المباني الانهار وفي المجالات الانسانية كافة كالقوانين والاداب والفنون والاثار وعلوم الأجتماع والتربية والتعليم والجيش والشرطة وطرق مكافحة الجريمة والحد منها وبناء الانسان بناء سليم في كافة نواحي الحياة... ففرح الملك كثيرا بالمقترح وتم تنفيذه وبعد مرور السنة تم وضع مقترحات ومشاريع العلماء والمختصين لتطوير العراق في هذا الكتاب الذي بين يديك ( انتهى حديث سكرتير الملك)...ويواصل السيد عياده حديثه معي قائلا : لايخدعكم ابن صبحه على أساس انه هو الذي وضع هذه المشاريع مثلما خدعنا عبد الكريم قاسم بانه هو واضعها ..اقول لك للانصاف وللتاريخ ان صانع بدايات النهضة في العراق هو الملك فيصل الثاني رحمه الله وقد تمت المباشرة بكثير من المشاريع في عهده والتي نسبها عبد الكريم لنفسه جزافا فكل الذين تعاقبوا على حكم العراق انما جاءوا لقتل كل ماهو مدني متحضر واضطهاد الانسان وتهديم كل مابني وكذلك تهديم تاريخ الانسان وحضارته وتحطيم نفسه من الداخل ....هذا كان الحديث للسيد عيادة كنعان الصديد وهو حي يرزق على ما أضن وممكن أن يرى ماكتبته الأن حول الموضوع ...نقلت هذا الحديث للأمانة التاريخية وقد أخبرني الرجل بأن الطرق السريعة والجسور وماسمي بالنهر الثالث وحتى ساحة الكاظمية والحدائق والطرق وساعة بغداد وبرج بغداد وحتى دار للاوبرا كلها مشاريع الملك الذي انشأ لجنة لأعمار العراق تتولى تنفيذ هذه المشاريع وفعلا باشرت عملها.....تحياتي للجميع