أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الكاتبه علياء العلي *صناعة الفجور تحت مسمى "المحتوى"*

الكاتبه علياء العلي *صناعة الفجور تحت مسمى "المحتوى"*
 *صناعة الفجور تحت مسمى "المحتوى"*

العلياء العلي

في زمن تتراجع فيه القيم أمام جاذبية الشهرة والمال، ظهرت ظاهرة قديمة جديدة، لكنها اليوم تتخذ شكلًا حديثًا يُعرف بـ"صناعة المحتوى". ومع ذلك، فإن الكثير من هؤلاء لا ينتجون محتوى حقيقيًا، بل يروجون للفجور والفسق والدعارة المقنعة، ويبيعونها لمجتمع يتوق لمعلومات تافهة لا تفيد في شيء.

مؤخراً، انتشرت فضيحة ما يُعرف بالبلوكر نارو، التي أثارت ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي بأفعالها وصورها وكلماتها التي لا تليق بامرأة تحترم كرامتها أو تخاف من ربها ومجتمعها وأسرتها. وقبلها، ظهرت العديد من الفتيات اللواتي يعتقدن أن إظهار أجسادهن ومفاتنهن هو السبيل للشهرة وجمع المال. هؤلاء لا يدركن أنهن يُهِنّ أنفسهن قبل أن يُهِنّ المجتمع بأسره.

الأخطر من ذلك، أن هذه النماذج أصبحت قدوة للفتيات الصغيرات اللواتي يبحثن عن هويتهن، وللفتيان الذين لم تتشكل عقولهم بعد. فما الذي نربيه؟ وماذا نغرس في قلوب أبنائنا إذا كانت الشاشة لا تعرض لهم سوى كل ما هو تافه وفاسد؟

إن صناعة المحتوى الحقيقية هي التي تنشر العلم والثقافة والوعي والتحفيز والإيجابية والمهارات والحلول للمجتمع، لا تلك التي تروج للفسق والعلاقات المحرمة وتقليد الغرب في أسوأ عاداتهم. ما نشهده اليوم هو صناعة دعارة فكرية وأخلاقية، تسحب أبناءنا وبناتنا إلى عالم مظلم بلا قيم ولا حدود، وتزرع فيهم قناعة خاطئة بأن "الشهرة تبرر أي فعل، وأن العري والجرأة هما الطريق الأسرع إليها".

ولا يخفى علينا أن وراء هؤلاء فرق تسويق كاملة تدير صفحاتهن وتضخم أرقام المتابعين لتظهرهن كقدوات مزيفة. والأدهى من ذلك أن بعضهن يدخلن البيوت من خلال الإعلانات والبرامج، مما يفسد الصغير قبل الكبير، ويغير نظرة الفتيات للحياة والعفة، ليصبح الانحلال حرية شخصية، والفجور "ستايل" و"تطور".

### *أين المجتمع؟ وأين الأسرة؟*

المجتمع الذي يسكت عن هذا الفساد سيجني ثماره مرة واحدة. والأسرة التي لا تراقب أبناءها وبناتها ستكتشف فجأة أنها فقد تهم إلى الأبد. الأب والأم اللذان لا يزرعان القيم والحياء في أطفالهم سيتر كونهم فريسة سهلة أمام هذه الذئاب البشرية.

*ما الحل؟*

* *توعية الأسر* بخطورة هذه النماذج وعدم تبرير متابعتها بحجة الترفيه.
* *إعادة تعريف القدوة* لدى الأبناء، من خلال ربطهم بأشخاص ناجحين بعلمهم وأخلاقهم وأعمالهم النافعة.
* *تفعيل دور القانون* لمحاسبة كل من ينشر الفسق تحت مسمى الحرية.
* *تحصين الجيل بالقيم الأصيلة* منذ الصغر، وتعليمهم أن الكرامة أثمن من كل شهرة ومال.

---

*وفي الختام…*

“إذا لم تستح فاصنع ما شئت.”
حديث نبوي عظيم يلخص واقع هؤلاء.
لكن تذكروا دائماً:*
الحياء زينة الروح… ومن نزعت منه زينته، عاش بلا قيمة حقيقية مهما ادعى من مجد.*