أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

Falasteen Janabi صديقة العمر والزمان

Falasteen Janabi صديقة العمر والزمان
 Falasteen Janabi
صديقة العمر والزمان والحكايات التي لا تنطفي
أكثر ما يجملني هو أنك جزء أصيل من ذاكرتي وعمري وتجربتي
وهبتني عمرك وحكايتك وصوتك
فصرت أملك حياتين
ما عشته حقا
وما كنا سنعيشه لو كنا معا
غسلت مراهقتنا شوارع بابل
وغزلت شبابيك الكاظمية حكاياتها على وقع صخبنا وضحكنا المجنون
وتفاجأ بنا شط الكوفة في صباح كهذا الصباح
حين رحنا نغني لحلم عرفنا مسبقا أن قيامته مستحيلة
صديقتي التي لم تفارق خطوتي في درب حياتي الذي بات طويلا بلا سبب مقنع
صديقتي التي بقيت استحضرها في كل من عرفت
ثمانية وعشرون سنة مضت
ولو تعرفين أي سنين كانت
كيف راهنت علي أن أعيش عنك كل هذا العدد من السنين
كيف قبلت أن تكون قسمتي معك ضيزى
فأخذت الأعوام البكر البهية بنا
وتركت لي كل هذا القدر من الوحشة
صديقتي التي ما فارقت بيت روحي قط
ولا استطعت أن أعبر غصتي بغيابها
لازالت رؤيا تسوقك إلي
تسقط عني كل هذا الشجن وتبعثني من جديد
مثل من تاه طويلا ثم صار كون من الضياء وسط كل هذا العدم
صديقتي
اليوم هو الثالث عشر من آذار عام ألفين وخمسة وعشرين
أنه أول يوم في تقويم الربيع عند الأرض
حيث صعدت أنت لتفترشي العشب
فتتعثر بك الحملان والينابيع وطيور انتظرت طويلا أن تطلي كي تستظل بك
اليوم هو الثالث عشر من شهر البدايات في كون يجتر آساه ليخلق نفسه مرة بعد آخرى كي يليق بميلادك
اليوم هو الثالث عشر في فلك الحوت حيث ابتلعت هدوئك وقررت الغوص بعيدا عن كل هذا الضجيج
كان سيصير عمرك خمسين عاما
ولأنك طفلة الربيع قررت الاحتفاظ به في زجاجة عطر
وظللت تراوغين الزمان والمكان وقلبي