قراءة أولى في المادية التاريخية نادية المحمداوي
قراءة أولى في المادية التاريخية
نادية المحمداوي
التحولات الكبرى التي تطال تأثيراتها صلب الكينونة الأولى للافراد أو المجتمع وتؤدي إلى صناعة أنماط سلوكية مختلفة جذريا أو نسبيا عن أنماط السلوك الاجتماعي التي كانت سائدة قبلها، لها أسباب ودواعي مختلفة تفرضها على الواقع كحتميةٍ تاريخية أو استحقاق مرحلي تدور دورته كل بضع عشرات من السنين، لا مفر من الانصياع لإحكامها وسطوتها رغم محاولات المحافظين المتنفذين - الذين بسطوا سلطتهم على الواقع الاجتماعي بثورة سابقة- التصدي لها ورفض ثورتها الجديدة بكل بسالة.
هناك أسباب كثيرة تساهم في صناعة هذه التحولات وتترجم نفسها في كثير من الأحيان إلى ثورات دامية تدور رحاها بين (القديم المحافظ) وبين (الجديد المختلف) يؤدي ذلك الصراع دائما إلى انتصار الجديد واندحار القديم المحافظ، ثم مع مرور الوقت يتحول الجديد الذي انتصر إلى محافظ متمسك بقيمه التي ينتفع منها فينبري للتصدي له جديد آخر من رحم الواقع بعد بضع عشرات من السنين يرفض مفاهيمه الاجتماعية والاقتصادية التي كانت يوما ما جديدة، وهكذا تستمر التحولات الاجتماعية بلا انقطاع، كأن الصراع الاجتماعي بين القديم وبين الجديد قدمان يسير بهما المجتمع البشري وينتقل من مرحلة اجتماعية إلى أخرى.
الأسباب الموجبة لإشعال جذوة الصراع الاجتماعي الهادف إلى التغيير كثيرة:
منها ما هو فرعي تتضافر مفرداته كتضافر السواقي الصغيرة في مسيرتها تجتمع مع بعضها وتنحدر فتشكل مجرى النهر الكبير، تظل تعتمل على شكل إرهاصات رافضة ومختلفة أو شاذة عن المألوف السائد تثلم من جرفه القديم تمهيدا لموعد لزلزال الأكبر.
ومنها ما يمكن تسميتها بالمتغيرات رئيسية الكبرى.
أسباب المتغيرات الرئيسية الكبرى تكاد تكون قاسما مشتركا بين كل المجتمعات البشرية لا تختلف من مجتمع لآخر إلا بقدر ما تميزه قليلا الخصوصية الأثنية عن غيره وإلا فكل الصراعات الاجتماعية تقوم أساسا على المتغيرين (المادي والمعرفي) وهما سببان رئيسيان متلازمان في حدوثهما دائما.
المتغير المادي: أو تعدد أشكال الثروة الذي كان يعتمد قديما على أداوت بدائية كالزراعة وتدجين المواشي فقط، الآن أصبحت تعضّده التقنيات العلمية الكفيلة بإدخال أشكالا جديدة إلى قاموس الثروة لم تكن معروفة لدى الإنسان في مراحله الاجتماعية السابقة.
المتغير المعرفي: دائما يسبق المتغير المادي في الظهور بخطوات معدودة ثم يواكبه في مسيرته على قدم المساواة ويمهد له سبيل النشأة والتطور في أول الأمر ثم يتكأ عليه فيما بعد ويشيع وينتشر بواسطته من المعقل الأول للفكرة في أذهان المبتكرين إلى أذهان المجتمع عموما متخذا من التعايش مع الآلة التي تبتكرها الشريحة المبدعة سبيل لرفع مستوى الوعي العام والانتقال للهيمنة على المعتقد القديم ودحره.
نادية المحمداوي
التحولات الكبرى التي تطال تأثيراتها صلب الكينونة الأولى للافراد أو المجتمع وتؤدي إلى صناعة أنماط سلوكية مختلفة جذريا أو نسبيا عن أنماط السلوك الاجتماعي التي كانت سائدة قبلها، لها أسباب ودواعي مختلفة تفرضها على الواقع كحتميةٍ تاريخية أو استحقاق مرحلي تدور دورته كل بضع عشرات من السنين، لا مفر من الانصياع لإحكامها وسطوتها رغم محاولات المحافظين المتنفذين - الذين بسطوا سلطتهم على الواقع الاجتماعي بثورة سابقة- التصدي لها ورفض ثورتها الجديدة بكل بسالة.
هناك أسباب كثيرة تساهم في صناعة هذه التحولات وتترجم نفسها في كثير من الأحيان إلى ثورات دامية تدور رحاها بين (القديم المحافظ) وبين (الجديد المختلف) يؤدي ذلك الصراع دائما إلى انتصار الجديد واندحار القديم المحافظ، ثم مع مرور الوقت يتحول الجديد الذي انتصر إلى محافظ متمسك بقيمه التي ينتفع منها فينبري للتصدي له جديد آخر من رحم الواقع بعد بضع عشرات من السنين يرفض مفاهيمه الاجتماعية والاقتصادية التي كانت يوما ما جديدة، وهكذا تستمر التحولات الاجتماعية بلا انقطاع، كأن الصراع الاجتماعي بين القديم وبين الجديد قدمان يسير بهما المجتمع البشري وينتقل من مرحلة اجتماعية إلى أخرى.
الأسباب الموجبة لإشعال جذوة الصراع الاجتماعي الهادف إلى التغيير كثيرة:
منها ما هو فرعي تتضافر مفرداته كتضافر السواقي الصغيرة في مسيرتها تجتمع مع بعضها وتنحدر فتشكل مجرى النهر الكبير، تظل تعتمل على شكل إرهاصات رافضة ومختلفة أو شاذة عن المألوف السائد تثلم من جرفه القديم تمهيدا لموعد لزلزال الأكبر.
ومنها ما يمكن تسميتها بالمتغيرات رئيسية الكبرى.
أسباب المتغيرات الرئيسية الكبرى تكاد تكون قاسما مشتركا بين كل المجتمعات البشرية لا تختلف من مجتمع لآخر إلا بقدر ما تميزه قليلا الخصوصية الأثنية عن غيره وإلا فكل الصراعات الاجتماعية تقوم أساسا على المتغيرين (المادي والمعرفي) وهما سببان رئيسيان متلازمان في حدوثهما دائما.
المتغير المادي: أو تعدد أشكال الثروة الذي كان يعتمد قديما على أداوت بدائية كالزراعة وتدجين المواشي فقط، الآن أصبحت تعضّده التقنيات العلمية الكفيلة بإدخال أشكالا جديدة إلى قاموس الثروة لم تكن معروفة لدى الإنسان في مراحله الاجتماعية السابقة.
المتغير المعرفي: دائما يسبق المتغير المادي في الظهور بخطوات معدودة ثم يواكبه في مسيرته على قدم المساواة ويمهد له سبيل النشأة والتطور في أول الأمر ثم يتكأ عليه فيما بعد ويشيع وينتشر بواسطته من المعقل الأول للفكرة في أذهان المبتكرين إلى أذهان المجتمع عموما متخذا من التعايش مع الآلة التي تبتكرها الشريحة المبدعة سبيل لرفع مستوى الوعي العام والانتقال للهيمنة على المعتقد القديم ودحره.