خاطب العالم من خلال القمة الحكومية بحضور محمد بن زايد و4 آلاف مشارك محمد بن راشد: قادرون على استئناف حضارتنا.. ولا تنقصنا سوى الإدارة -f

أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بحضور صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن الحديث عن استئناف الحضارة في العالم العربي، يبدأ بفهم المؤشرات التي ترسم ملامح المستقبل.
وقال سموّه، خلال جلسته الحوارية التي عقدت اليوم ضمن القمة العالمية للحكومات، إن انشغاله بحالة العالم العربي ليس وليد اليوم، بل بدأ برسالة صريحة وجهها إلى الحكومات العربية منذ أكثر من 12 عاماً، مضمونها أن «عليكم أن تتغيروا أو أنكم ستُغيّرون».
حضر الجلسة، سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وسموّ الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، والدكتورة أمل القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، وسموّ الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، وسموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران، الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، وسموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وسموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، ومحمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، رئيس القمة، وعدد من الشيوخ والوزراء والمسؤولين.
وفي سؤال عن تفاؤل سموّه بمستقبل المنطقة، قال «إننا اليوم نتحدث عن استئناف الحضارة، وهو أمر يحتاج تعاوناً من الجميع». مضيفا: لابدّ من وجود الأمل، فهذه المنطقة هي مهد الحضارة الإنسانية وأنا متفائل؛ فالإنسان هو الذي يصنع الحضارات والاقتصاد والمال، وإذا نجح الإنسان العربي والمسلم في بناء حضارة في الماضي، فهو قادر من جديد على استئنافها.
وعمّا ينقص العالم العربي للدفع بالحضارة واستئنافها، أوضح سموّه أن «العالم العربي لديه الإمكانات المطلوبة كافة: الإمكانات البشرية المؤهلة والمتعلمة والأموال؛ يمتلك الأراضي الخصبة والموارد، والإرادة ولا ينقصه إلا الإدارة، إدارة الحكومات والاقتصاد والموارد البشرية والبنية التحتية؛ فالإدارة هي أهم العناصر، حتى إدارة الرياضة».
وأضاف أن هناك فشلاً كبيراً في إدارتنا لهذا المجال؛ نحن نحو 300 مليون شخص، وأمريكا 300 مليون أيضاً، ولكن انظروا كم حصدوا هم من ميداليات الأولمبياد وكم حصدنا نحن. لدينا فشل في بعض المواطن ويجب إصلاحه فوراً.
وفي سؤال للعالم المصري فاروق الباز، مدير معهد أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن الأمريكية، أحد أهم المساهمين في برنامج الفضاء الأمريكي، عن أهم إنجازات سموّه الشخصية، رد سموّه أن «دولة الإمارات تزخر بالعديد من المنجزات، منجزات أفخر بها وأخي صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، وإخواننا، ولكن أعتقد أن أكبر إنجاز على الإطلاق يتمثل في صناعة الإنسان، فالإنسان هو القادر على كل شيء، قادر على إدارة الاقتصاد والمال، إنسان وصل إلى مصاف الأوائل، وهذا ما يسعدنا».
وأضاف سموّه «قبل قيام الاتحاد وفي بدايات الدولة زمن المؤسّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، كنا 40 خريجاً جامعياً فقط، واليوم لدينا 77 جامعة، تضم عشرات الآلاف من الطلبة».
وقال سموّه «إن البروفيسور خبير في علم الفضاء، وأنا أبشره أننا اليوم لدينا مشروع للوصول إلى المريخ، وهذا المشروع يديره بالكامل مواطنون إماراتيون من شباب بلادنا، أعمارهم في العشرينات، ومن يشكك فينا ندعوه لزيارة هؤلاء الشباب».
وطرح الدكتور محمد الرميحي، أستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت، سؤالاً: «بين هذا الاضطراب الشديد في الشمال والجنوب وعمليات الإرهاب الضخمة، كيف يمكن لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، الموازنة بين الانفتاح الاقتصادي والسياحي وضبط الأمن؟».
وجاءت إجابة سموّه «مشكلات العالم لا تقف ويجب أن نستمر في النمو ونجتهد، لمصلحة شعبنا وبلدنا ونستمر في التطوير». مشيراً سموّه إلى «أنه قبل 40 سنة، لو قلنا سنقف حتى يستتب الأمن، لما أنجزنا شيئاً أو وصلنا إلى نجاحات اليوم. لدينا رجال أمن على أعلى مستوى، يؤدون واجبهم، وفي الوقت ذاته نطور بلدنا ومستمرون في الانفتاح على العالم».
وعن النصائح التي يقدمها للمسؤولين في الحكومات العربية، قال سموّه: «نحن لا ندعي الكمال، نحن نتعلم شيئاً جديداً كل يوم، ولا نضيّع الوقت أبداً، لأن الوقت كالنهر يذهب ولا يعود، وبالتالي أنصح بالمحافظة على الوقت والإنجاز. ولقد حصلنا ودرسنا وتعلمنا واكتسبنا خبرات، وتجربة دولة الإمارات تعبر عن نفسها، ونقدمها لمن يريد الاستفادة منها، ولا ندعي الكمال، ولكن عندنا صفات متقدمة في القيادة والإدارة».
وبشأن إعلان عدد من القيادات في العالم العربي، رؤى عدّة للتقدم، ولكنها لا تُترجم وكيفية ترجمة الرؤية المتقدمة في الإمارات، أكد سموّه أن «الرؤية لا تكفي ولا بدّ من تخطيط وخطة، ومن خلالهما يمكن معرفة المستقبل وتوقعه، والاستعداد له. والتنفيذ يجب أن يواكب الرؤية والتخطيط، ومن دونه فلا فائدة منهما».
وقال سموّه «لا بدّ من وجود قادة، فصناعة القادة مهمة للغاية، ولا بدّ من وجود قيادة تعمل في الأوقات الحرجة. وإن شاء الله الجميع سيكونون في صفنا عندما نكون في صف الناس».
ورداً على سؤال الإعلامي المصري عمرو أديب «هل يمكن تطبيق تجربة النجاح الراهن لدولة الإمارات، بوصفها دولة حديثة ذات إمكانات كبيرة، في دول عريقة ولكنها فقيرة ولا تمتلك الموارد الكافية؟»، أجاب سموّه «السؤال يطرح صيغة أن الدول الغنية الصغيرة تتقدم، والتي فيها شعب كبير صعب أن تتقدم، ولكن الحقيقة خلاف لذلك تماماً، فالصين دولة عريقة ويسكنها 1.3 مليار إنسان، وهي اليوم ثاني أقوى اقتصاد عالمي، واليابان دولة عريقة أيضاً ولا تمتلك النفط، وهي أقوى اقتصاد في الشرق الأقصى، وواحدة من أكثر الدول تطوراً في العالم، وكذلك الحال في كوريا الجنوبية التي تعدّ دولة حديثة للغاية؛ للنجاحات أرقام كثيرة وللفشل رقم وحيد. والدول لا تقاس بإمكاناتها وإنما بطريقة الإدارة الحكيمة لمواردها البشرية والمالية».
وتطرق سموّه إلى العلاقات الإماراتية المصرية، مؤكداً أن دولة الإمارات وشعبها يحبان مصر والمصريين، وأن الإماراتيين تعلموا هذه المحبة منذ الصغر. مذكراً بالموقف الإماراتي عندما رفض العرب عودة مصر إلى الصف العربي.
ولفت سموّه إلى أنه كان حاضراً إبان موقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، بإعادة مصر إلى الصف العربي، وهو يقول: مصر هي روح الدول العربية. وفي آخر الأمر رجعت الشقيقة الكبرى إلى مكانها.
وعن سؤال عن كيفية تطوير الحضارة، عبر إبعاد الدين عن السياسة، قال سموّه «قبل الإسلام كانت القبائل تتحارب ويغزو بعضها بعضاً، فجاء الإسلام، وبدأت قصة الحضارة. وكلكم تذكرون أن الحضارة الإسلامية قدمت الكثير للعالم بأسره، ولكن اليوم هؤلاء الذين لديهم نصف المعرفة يقتل بعضهم بعضاً باسم القرآن والدين، ويفجرون أنفسهم في أوروبا وأمريكا باسم الدين، وفهمهم للدين خاطئ، فالإسلام سمح وهو سلام للعالمين، وهم كل الناس على وجه الأرض وليس المسلمين فقط. هم من يريدون قتل الرجال وسبي النساء ونسب ذلك إلى الدين، وهم لا يفقهون في الدين شيئاً».
وعن إيمان سموّه وتصديقه بنظرية المؤامرة، وأن المؤامرات من جعلت العرب في موقعهم، قال سموّه «نعم أؤمن بالمؤمرات، وإذا كنتم تعتقدون أن الدول لا يتآمر بعضها على بعض، فأنتم على غير دراية؛ يتآمرون عليك لأنك تخطط بحكمة لمحصلة بلدك وشعبك ويحاربونك لذلك. المؤامرات موجودة ومنذ التاريخ وإلى آخر الزمان، ولكن لا نستطيع إلقاء اللوم على المؤامرات، يجب أن تجتهد وتحاول أن تصل إلى ما تريد، في ظل وجود المؤامرات، فهي موجودة وبلادنا تعرضت لكثير من المؤمرات والانتقادات والحرب الإعلامية، وتعرضت لحرب اقتصادية، ولكن لم نتوقف، وما تزيدنا المؤمرات إلا إصراراً.
وعن مستقبل العلاقات بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، والعلاقة مع الرئيس رونالد ترامب قال سموّه «علاقاتنا مع دول وحكومات وليست مع أفراد؛ الرئيس الجديد سنتحدث معه وسنعطيه آراءنا وعلاقتنا ستُبنى بناء على مصلحة بلدنا وشعبنا. وإذا قلنا إن الحكومات السابقة في أمريكا ارتكبت أخطاء، أقول: نعم، منها تدمير العراق وتأييدها الثورات العربية. ونسأل كم خسرت أمريكا في حرب العراق وخسر العراق بالغزو، وبدلاً من تحويل العراق إلى بلد نموذجي للشعب العربي، وهذا ما قيل؛ تراجع العراق وأصبح المثل السيئ».
وفي رده عن تساول عن مسيرة مجلس التعاون الخليجي، قال سموّه: «في الماضي كان بطيئاً وكانت هناك مواقف ممتازة ووقوف أعضاء المجلس معاً كان واضحاً في كثير من الأمور، ووقفته في احتلال الكويت وتحرير الكويت معروفة، لقد وقف للكويت وجاء بالعالم معه في تلك الوقفة. اليوم هناك فرق عمل مشتركة وبحسب معرفتي فإن المجلس بقيادة الملك سلمان، وكل القيادات في دول مجلس التعاون، أرى أنه سيكون له أثر في الأمة العربية وكل الدول في المستقبل. وأجزم بأنه خلال السنوات الأربع القادمة، سنعمل في المجلس بمقدار ما عمل في العقود الأربعة الماضية.
المرأة سيبلغ تمثيلها 50% في مجلس الوزراء قريباً
الإسلام سمح ودين سلام للعالمين ولكل الناس وليس المسلمين فقط
وأجاب سموّه عن سؤال حيال رأيه بمشروع السوق العربية المشتركة ولماذا لا يقوده، وهل يؤمن به؟ قال سموّه اليوم نصيحتي أن توقفوا الحديث عن السوق العربية المشتركة؛ هذا حلم قديم، ووزراء التجارة مازالوا يحلمون بالسوق العربية المشتركة. اليوم العالم تغير وأصبح سوقاً عالمية مشتركة. أقول لهم اتركوا خطابات السبعينات، واتركوا حلماً قديماً وانفتحوا على العالم. لماذا الانفتاح على الجيران فقط، في ظل سوق عالمية واحدة أنهت الحدود. وضرب سموّه مثلاً بشركات الطيران الوطنية قائلاً «طائراتنا اليوم تحمل مسافرين من البرازيل إلى الصين. وطائرات أخرى تشغل 260 مطاراً في العالم». مضيفاً أن «السياحة تأتي من كل دول العالم، والتجارة مفتوحة، ولسنا مع تجارة بضعة أشخاص، بل مع تجارة مفتوحة كبيرة. اليوم لدينا طلبات لشراء طائرات ب 100 مليار درهم. اليوم العالم منفتح نأخذ بضاعة من الصين نصدرها إلى أمريكا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية».
وعن رأي سموّه في جامعة الدول العربية، قال «إن الجامعة العربية يجب أن تكون جامعة بالمعنى الحقيقي، ونصيحتي أن تفتح مجالاً للشباب العربي والمشاريع الجديدة وتساعدهم على هذا الشيء، وتفتح المجال للمتخصصين، لأن الكثير من الشباب لديهم الروح والأفكار الجديدة والجامعة، يجب أن تجمع القلوب العربية، وأنا أقترح أن يكون لها فرع للشباب في دولة الإمارات، ونحن مستعدون لإطلاق دورات تدريبية وإعطائهم من خبراتنا ليصبحوا جاهزين للقيادة والإدارة».
وعن «شائعة رغبة دبي في بناء عاصمة جديدة في ليبيا زمن معمر القذافي»، أوضح سموّه أنه بعد تخلي ليبيا عن المشروع النووي ورفع الحظر عنها، اتصل بي القذافي وأراد إنشاء مدينة في ليبيا مثل دبي، وبالطبع لا نقول لا لأشقائنا العرب، وأرسلنا وفداً لمتابعة الموضوع وعرضوا المشروع على الرئيس الراحل القذافي، كان مدينة متكاملة وجامعات ومستشفيات ومدارس وأحياء سكنية متكاملة. وعندما أردنا البدء بالتنفيذ ظهرت الصراعات وأصبح الجميع يريد حصة منه، ولذلك لم ينفذ المشروع. ولكن لو كان نفذ لكانت هناك مدينة اقتصادية لإفريقيا وليبيا؛ الفساد يعيق أي تقدم.
وعن الفساد في الدول العربية وكيفية التخلص منه قال سموّه «إن العضو الفاسد في جسم الإنسان يجب التخلص منه، والفساد في الحكومات والدول سبب التخلف. وفي أي بلد تستطيع تلمسه من اللحظة الأولى التي تصل فيها مطار البلد. الخطأ هو السكوت عن الفساد وكأنه يصبح هو القاعدة وفي بعض الدول يصبح الفساد أمراً طبيعياً، ولكن هنا في دولة الإمارات أعدكم أنا وأخي صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، ألا نسمح بالفساد أبداً، ونحن مسؤولون أمام شعبنا وعند الله ألا نسكت عن خطأ».
وعن زيارة سموّه إلى بلدية دبي قال «إن قيادات البلدية نفذوا أشياء جيدة في السابق وكنت أتابع تقارير المراجعين السريين، منذ سنة ونصف، ونحاول أن نعطيهم برامج تطوير، ولكن الحقيقة أن البعض وبعد فترة يعتقدون أنني قد نسيتهم. وبعد مراجعة الناس والمسؤولين قررنا إحالة المسؤولين السابقين إلى التقاعد وكرمناهم وشكرناهم، وتمّ ضخّ دماء جديدة في البلدية».
وفي سؤال الإعلامي علي جابر، المدير العام لمجموعة إم بي سي، عن دور الإعلام أكد سموّه أن لديه الكثير من الأصدقاء الإعلاميين. مضيفاً أن ألفاً و300 محطة في الدول العربية تقدر تكلفتها ب30 مليار دولار، فجزء من الإعلام حرّض على الثورات وبعض المحطات التي تحولت إلى منابر طائفية وتحريضية تغذي الصراعات والشعوب، بدأت تتجه نحو قنوات التواصل الاجتماعي في وجود قنوات تحريضية وطائفية.
وعن أول فكرة وردت إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، عند تقلده الحكم والخطوات الأولية التي اتخذها، أجاب أن أول شيء قمت به هو التميز. جعلت الدوائر ينافس بعضها بعضاً. مضيفاً «اللطيف أن الإعلاميين والناس جاؤوا ذات مرة إلى حفل التكريم، وقلت لهم أعلنوا عن أسوا خمس إدارات، ومن ذلك الوقت دفعهم الأمر إلى التقدم السريع، وعندما طلب مني أن أكون في الحكومة الاتحادية وقبلت، لدي أصدقاء ومستشارون قالوا الله ساعدك ونجحت في دبي، ولكن الحكومة الاتحادية روتينية ومدينة، والوزير متى ما شاء أتى ومتى شاء خرج. وعادوا وأكدوا ضرورة عدم التوجه اتحاديا كي لا تهمل إنجازات تحققت، واليوم وبمساعدة إخواني أصحاب السموّ وبمساعدة الوزراء، أقول لكم إن حكومة الإمارات هي المتقدمة على كل الحكومات.
وعن تطور المرأة في العالم العربي، قال قيل لي إن النساء يمثلن 17 في المئة فقط من الطاقة العاملة في العالم العربي، وهنا في دولة الإمارات 70 في المئة من النساء خريجات جامعات، وقرابة 70 في المئة، يعملن في الحكومة، وثلث مجلس الوزراء من النساء، ولدينا بعض النساء بألف رجل. المرأة نصف المجتمع، فلا رئة واحدة ولا يد واحدة ولا قدم واحدة تستطيع العمل دون النصف الآخر. وأبشركم أن المرأة سيبلغ تمثيلها 50 في المئة في مجلس الوزراء في المستقبل القريب.
وعن سؤال الإعلامي السعودي تركي الدخيل، مدير عام قناة العربية، عن أن سموّه كيف يستطيع ركوب الخيل والدراجات، ويتفقد الدوائر، ويعقد مجتمعات، كيف تجعل ال 24 ساعة 84 ساعة، فرد سموّه لو كان لدينا في الإمارات 84 ساعة في اليوم، لكان لدينا 4 مدن من دبي واثنتان من دولتنا. إن تنظيم الوقت مهم، الوقت لا يعود؛ كل يوم لا بدّ أن أتعلم شيئا جديدا، لأنك إن لم تتداركه ذهب ولم يعد، فلا بدّ أن نرتب أوقاتنا وأن تكون لدينا فرص للرياضة والتأمل، حتى خلال ممارسة الرياضة، فأنا أتأمل لأستطيع القيام بمسؤولياتي.
واختتم سموّه حواره بالحديث عن الشباب وقال: «كنا نريد وزيراً للشباب، وقالوا لي الشباب ليس لديهم خبرات وكان ردي بأني لا أريد معارفكم وخبراتكم، بل أريد أن يعطينا ما يراه الشباب. وتواصلنا مع الجامعات وعقدنا اللقاءات، والحمد لله جاءت شما المزروعي، وقامت بعمل لجان ومجالس للشباب، في كل إمارة وفي خارج الدولة؛ اليوم شما المزروعي لديها أكبر وزارة شباب بل وأكبر وزارة في العالم». (وام)
لا للفساد
وعد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، باسمه واسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالتصدي للفساد والمفسدين شكلاً مضموناً، مؤكداً سموه أن الفساد يسهم في فشل الأنظمة والحكومات، والقائد الذي يسمح بوجود الفساد مخطئ.
شما تقف تحية
أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالدور الذي تلعبه وزارة الشباب بقيادة شما المزروعي، معبراً عن ارتياح وسعادة سموّه لما حققته، وزيرة الشباب في الفترة القليلة الماضية، وقال سموّه إنها تتولى أكبر وزارة للشباب على مستوى العالم، حيث أسست مجالس للشباب في جميع إمارات الدولة، وتواصلت مع الشباب خارج الدولة وكوّنت فرق عمل متنوعة، للوقوف على آرائهم ومقترحاتهم لتحقيق المزيد من الإنجازات للدولة، ونهضت شما المزروعي لتحية صاحب السمو نائب رئيس الدولة.
تنظيم الوقت
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أنه يعتمد على تنظيم الوقت في حياته اليومية، مما يجعل ساعات اليوم ال24 تصل إلى 84 ساعة، التي من الممكن أن نبني خلالها 4 مدن مثل دبي، كما بنت الإمارات مجدها ونموذج تطورها في المجالات كافة في حقبة زمنية بسيطة، مشيراً إلى أهمية الوقت واستثماره فيما ينفع البشرية، لاسيما أن التنظيم يقود إلى النجاح بنسبة 50%، بينما يمثل فشل المنافسين ال50% الأخرى.
الإرادة تحتاج لإدارة
قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد خلال جلسة «استئناف الحضارة»، إن المجتمعات العربية لديها الإرادة، ولكن سر النجاح وحصد الإنجازات في المجالات كافة، يكمن في جودة الإدارة، إذ إن الإرادة وحدها لا تكفي لتحقيق التميز والتنافسية ومواكبة المتغيرات، فينبغي أن نتشبث بالإدارة الجيدة للوصول لأهدافنا المنشودة.
أؤمن بنظرية المؤامرة.. ولكن!
أفاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بأنه يؤمن بنظرية المؤامرة ولكن المؤامرات لا توقف مسيرة التنمية والنمو والازدهار، فينبغي أن نجتهد لمواجهة تلك المؤامرات، التي لا تزيدنا إلاّ إصراراً على النجاح ومواصلة مسيرة النجاح.
منطقتنا مهد الحضارة
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن المنطقة العربية مهد الحضارة البشرية، وينبغي أن يسودها التفاؤل والأمل في الغد، فالعرب لديهم العديد من مقومات الحضارة، وينبغي أن نوظفها في نهضة البلدان.
لا تمثل عائقاً في تقدم الدول
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن الفقر وزيادة السكان وقلة الإمكانيات، لا تمثل عائقاً في تقدم الدول والبلدان، حيث إن عدد السكان في الصين مليار و300 ألف، وتحتل المركز الثاني في اقتصاد العالم، وكذلك اليابان التي تتمتع باقتصاد قوي وتطور مستمر في المجالات كافة، فضلاً عن كوريا التي نجحت في تحقيق التقدم في شتى القطاعات.
الإمارات والكوكب الأحمر
ذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن الإمارات تركز على تنفيذ مشروع وطني كبير، إلى الكوكب الأحمر، «المريخ»، بمشاركة مجموعة كبيرة من الشباب المواطنين الذين لا تتجاوز أعمارهم 20 عاماً، وهم في مهمة لاكتشاف تفاصيل وأسرار كوكب المريخ.
أولى خطوات التطوير
أفاد صاحب السمو نائب رئيس الدولة بأن أولى خطوات سموّه نحو مسيرة التطوير والرقي في إمارة دبي، ركزت على تحقيق التميّز في المجالات والقطاعات كافة، فضلاً عن تنوّع فرص المنافسة بين المؤسسات والدوائر بمختلف أنواعها في دبي، ممّا أسهم في ارتفاع معدلات التميز، وبات الجميع في حالة استنفار لتحقيق المزيد من التميّز.
جلسة كاملة العدد
شهدت جلسة «استئناف الحضارة» لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إقبالاً كبيراً من مختلف الفئات لتصبح «كاملة العدد»؛ حيث ضمّت قادة عدد من الدول ووزراء ومسؤولين من مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة، فضلاً عن المتابعين لسموّه خارج القاعة، وعبر شاشات العرض، ومواقع التواصل الاجتماعي.
- See more at: http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/143132b3-4b52-4480-9d1d-2d9456973c73#sthash.ZesocxY8.dpuf
وقال سموّه، خلال جلسته الحوارية التي عقدت اليوم ضمن القمة العالمية للحكومات، إن انشغاله بحالة العالم العربي ليس وليد اليوم، بل بدأ برسالة صريحة وجهها إلى الحكومات العربية منذ أكثر من 12 عاماً، مضمونها أن «عليكم أن تتغيروا أو أنكم ستُغيّرون».
حضر الجلسة، سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وسموّ الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، والدكتورة أمل القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، وسموّ الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، وسموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران، الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، وسموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وسموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، ومحمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، رئيس القمة، وعدد من الشيوخ والوزراء والمسؤولين.
وفي سؤال عن تفاؤل سموّه بمستقبل المنطقة، قال «إننا اليوم نتحدث عن استئناف الحضارة، وهو أمر يحتاج تعاوناً من الجميع». مضيفا: لابدّ من وجود الأمل، فهذه المنطقة هي مهد الحضارة الإنسانية وأنا متفائل؛ فالإنسان هو الذي يصنع الحضارات والاقتصاد والمال، وإذا نجح الإنسان العربي والمسلم في بناء حضارة في الماضي، فهو قادر من جديد على استئنافها.
وعمّا ينقص العالم العربي للدفع بالحضارة واستئنافها، أوضح سموّه أن «العالم العربي لديه الإمكانات المطلوبة كافة: الإمكانات البشرية المؤهلة والمتعلمة والأموال؛ يمتلك الأراضي الخصبة والموارد، والإرادة ولا ينقصه إلا الإدارة، إدارة الحكومات والاقتصاد والموارد البشرية والبنية التحتية؛ فالإدارة هي أهم العناصر، حتى إدارة الرياضة».
وأضاف أن هناك فشلاً كبيراً في إدارتنا لهذا المجال؛ نحن نحو 300 مليون شخص، وأمريكا 300 مليون أيضاً، ولكن انظروا كم حصدوا هم من ميداليات الأولمبياد وكم حصدنا نحن. لدينا فشل في بعض المواطن ويجب إصلاحه فوراً.
وفي سؤال للعالم المصري فاروق الباز، مدير معهد أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن الأمريكية، أحد أهم المساهمين في برنامج الفضاء الأمريكي، عن أهم إنجازات سموّه الشخصية، رد سموّه أن «دولة الإمارات تزخر بالعديد من المنجزات، منجزات أفخر بها وأخي صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، وإخواننا، ولكن أعتقد أن أكبر إنجاز على الإطلاق يتمثل في صناعة الإنسان، فالإنسان هو القادر على كل شيء، قادر على إدارة الاقتصاد والمال، إنسان وصل إلى مصاف الأوائل، وهذا ما يسعدنا».
وأضاف سموّه «قبل قيام الاتحاد وفي بدايات الدولة زمن المؤسّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، كنا 40 خريجاً جامعياً فقط، واليوم لدينا 77 جامعة، تضم عشرات الآلاف من الطلبة».
وقال سموّه «إن البروفيسور خبير في علم الفضاء، وأنا أبشره أننا اليوم لدينا مشروع للوصول إلى المريخ، وهذا المشروع يديره بالكامل مواطنون إماراتيون من شباب بلادنا، أعمارهم في العشرينات، ومن يشكك فينا ندعوه لزيارة هؤلاء الشباب».
وطرح الدكتور محمد الرميحي، أستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت، سؤالاً: «بين هذا الاضطراب الشديد في الشمال والجنوب وعمليات الإرهاب الضخمة، كيف يمكن لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، الموازنة بين الانفتاح الاقتصادي والسياحي وضبط الأمن؟».
وجاءت إجابة سموّه «مشكلات العالم لا تقف ويجب أن نستمر في النمو ونجتهد، لمصلحة شعبنا وبلدنا ونستمر في التطوير». مشيراً سموّه إلى «أنه قبل 40 سنة، لو قلنا سنقف حتى يستتب الأمن، لما أنجزنا شيئاً أو وصلنا إلى نجاحات اليوم. لدينا رجال أمن على أعلى مستوى، يؤدون واجبهم، وفي الوقت ذاته نطور بلدنا ومستمرون في الانفتاح على العالم».
وعن النصائح التي يقدمها للمسؤولين في الحكومات العربية، قال سموّه: «نحن لا ندعي الكمال، نحن نتعلم شيئاً جديداً كل يوم، ولا نضيّع الوقت أبداً، لأن الوقت كالنهر يذهب ولا يعود، وبالتالي أنصح بالمحافظة على الوقت والإنجاز. ولقد حصلنا ودرسنا وتعلمنا واكتسبنا خبرات، وتجربة دولة الإمارات تعبر عن نفسها، ونقدمها لمن يريد الاستفادة منها، ولا ندعي الكمال، ولكن عندنا صفات متقدمة في القيادة والإدارة».
وبشأن إعلان عدد من القيادات في العالم العربي، رؤى عدّة للتقدم، ولكنها لا تُترجم وكيفية ترجمة الرؤية المتقدمة في الإمارات، أكد سموّه أن «الرؤية لا تكفي ولا بدّ من تخطيط وخطة، ومن خلالهما يمكن معرفة المستقبل وتوقعه، والاستعداد له. والتنفيذ يجب أن يواكب الرؤية والتخطيط، ومن دونه فلا فائدة منهما».
وقال سموّه «لا بدّ من وجود قادة، فصناعة القادة مهمة للغاية، ولا بدّ من وجود قيادة تعمل في الأوقات الحرجة. وإن شاء الله الجميع سيكونون في صفنا عندما نكون في صف الناس».
ورداً على سؤال الإعلامي المصري عمرو أديب «هل يمكن تطبيق تجربة النجاح الراهن لدولة الإمارات، بوصفها دولة حديثة ذات إمكانات كبيرة، في دول عريقة ولكنها فقيرة ولا تمتلك الموارد الكافية؟»، أجاب سموّه «السؤال يطرح صيغة أن الدول الغنية الصغيرة تتقدم، والتي فيها شعب كبير صعب أن تتقدم، ولكن الحقيقة خلاف لذلك تماماً، فالصين دولة عريقة ويسكنها 1.3 مليار إنسان، وهي اليوم ثاني أقوى اقتصاد عالمي، واليابان دولة عريقة أيضاً ولا تمتلك النفط، وهي أقوى اقتصاد في الشرق الأقصى، وواحدة من أكثر الدول تطوراً في العالم، وكذلك الحال في كوريا الجنوبية التي تعدّ دولة حديثة للغاية؛ للنجاحات أرقام كثيرة وللفشل رقم وحيد. والدول لا تقاس بإمكاناتها وإنما بطريقة الإدارة الحكيمة لمواردها البشرية والمالية».
وتطرق سموّه إلى العلاقات الإماراتية المصرية، مؤكداً أن دولة الإمارات وشعبها يحبان مصر والمصريين، وأن الإماراتيين تعلموا هذه المحبة منذ الصغر. مذكراً بالموقف الإماراتي عندما رفض العرب عودة مصر إلى الصف العربي.
ولفت سموّه إلى أنه كان حاضراً إبان موقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، بإعادة مصر إلى الصف العربي، وهو يقول: مصر هي روح الدول العربية. وفي آخر الأمر رجعت الشقيقة الكبرى إلى مكانها.
وعن سؤال عن كيفية تطوير الحضارة، عبر إبعاد الدين عن السياسة، قال سموّه «قبل الإسلام كانت القبائل تتحارب ويغزو بعضها بعضاً، فجاء الإسلام، وبدأت قصة الحضارة. وكلكم تذكرون أن الحضارة الإسلامية قدمت الكثير للعالم بأسره، ولكن اليوم هؤلاء الذين لديهم نصف المعرفة يقتل بعضهم بعضاً باسم القرآن والدين، ويفجرون أنفسهم في أوروبا وأمريكا باسم الدين، وفهمهم للدين خاطئ، فالإسلام سمح وهو سلام للعالمين، وهم كل الناس على وجه الأرض وليس المسلمين فقط. هم من يريدون قتل الرجال وسبي النساء ونسب ذلك إلى الدين، وهم لا يفقهون في الدين شيئاً».
وعن إيمان سموّه وتصديقه بنظرية المؤامرة، وأن المؤامرات من جعلت العرب في موقعهم، قال سموّه «نعم أؤمن بالمؤمرات، وإذا كنتم تعتقدون أن الدول لا يتآمر بعضها على بعض، فأنتم على غير دراية؛ يتآمرون عليك لأنك تخطط بحكمة لمحصلة بلدك وشعبك ويحاربونك لذلك. المؤامرات موجودة ومنذ التاريخ وإلى آخر الزمان، ولكن لا نستطيع إلقاء اللوم على المؤامرات، يجب أن تجتهد وتحاول أن تصل إلى ما تريد، في ظل وجود المؤامرات، فهي موجودة وبلادنا تعرضت لكثير من المؤمرات والانتقادات والحرب الإعلامية، وتعرضت لحرب اقتصادية، ولكن لم نتوقف، وما تزيدنا المؤمرات إلا إصراراً.
وعن مستقبل العلاقات بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، والعلاقة مع الرئيس رونالد ترامب قال سموّه «علاقاتنا مع دول وحكومات وليست مع أفراد؛ الرئيس الجديد سنتحدث معه وسنعطيه آراءنا وعلاقتنا ستُبنى بناء على مصلحة بلدنا وشعبنا. وإذا قلنا إن الحكومات السابقة في أمريكا ارتكبت أخطاء، أقول: نعم، منها تدمير العراق وتأييدها الثورات العربية. ونسأل كم خسرت أمريكا في حرب العراق وخسر العراق بالغزو، وبدلاً من تحويل العراق إلى بلد نموذجي للشعب العربي، وهذا ما قيل؛ تراجع العراق وأصبح المثل السيئ».
وفي رده عن تساول عن مسيرة مجلس التعاون الخليجي، قال سموّه: «في الماضي كان بطيئاً وكانت هناك مواقف ممتازة ووقوف أعضاء المجلس معاً كان واضحاً في كثير من الأمور، ووقفته في احتلال الكويت وتحرير الكويت معروفة، لقد وقف للكويت وجاء بالعالم معه في تلك الوقفة. اليوم هناك فرق عمل مشتركة وبحسب معرفتي فإن المجلس بقيادة الملك سلمان، وكل القيادات في دول مجلس التعاون، أرى أنه سيكون له أثر في الأمة العربية وكل الدول في المستقبل. وأجزم بأنه خلال السنوات الأربع القادمة، سنعمل في المجلس بمقدار ما عمل في العقود الأربعة الماضية.
المرأة سيبلغ تمثيلها 50% في مجلس الوزراء قريباً
الإسلام سمح ودين سلام للعالمين ولكل الناس وليس المسلمين فقط
وأجاب سموّه عن سؤال حيال رأيه بمشروع السوق العربية المشتركة ولماذا لا يقوده، وهل يؤمن به؟ قال سموّه اليوم نصيحتي أن توقفوا الحديث عن السوق العربية المشتركة؛ هذا حلم قديم، ووزراء التجارة مازالوا يحلمون بالسوق العربية المشتركة. اليوم العالم تغير وأصبح سوقاً عالمية مشتركة. أقول لهم اتركوا خطابات السبعينات، واتركوا حلماً قديماً وانفتحوا على العالم. لماذا الانفتاح على الجيران فقط، في ظل سوق عالمية واحدة أنهت الحدود. وضرب سموّه مثلاً بشركات الطيران الوطنية قائلاً «طائراتنا اليوم تحمل مسافرين من البرازيل إلى الصين. وطائرات أخرى تشغل 260 مطاراً في العالم». مضيفاً أن «السياحة تأتي من كل دول العالم، والتجارة مفتوحة، ولسنا مع تجارة بضعة أشخاص، بل مع تجارة مفتوحة كبيرة. اليوم لدينا طلبات لشراء طائرات ب 100 مليار درهم. اليوم العالم منفتح نأخذ بضاعة من الصين نصدرها إلى أمريكا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية».
وعن رأي سموّه في جامعة الدول العربية، قال «إن الجامعة العربية يجب أن تكون جامعة بالمعنى الحقيقي، ونصيحتي أن تفتح مجالاً للشباب العربي والمشاريع الجديدة وتساعدهم على هذا الشيء، وتفتح المجال للمتخصصين، لأن الكثير من الشباب لديهم الروح والأفكار الجديدة والجامعة، يجب أن تجمع القلوب العربية، وأنا أقترح أن يكون لها فرع للشباب في دولة الإمارات، ونحن مستعدون لإطلاق دورات تدريبية وإعطائهم من خبراتنا ليصبحوا جاهزين للقيادة والإدارة».
وعن «شائعة رغبة دبي في بناء عاصمة جديدة في ليبيا زمن معمر القذافي»، أوضح سموّه أنه بعد تخلي ليبيا عن المشروع النووي ورفع الحظر عنها، اتصل بي القذافي وأراد إنشاء مدينة في ليبيا مثل دبي، وبالطبع لا نقول لا لأشقائنا العرب، وأرسلنا وفداً لمتابعة الموضوع وعرضوا المشروع على الرئيس الراحل القذافي، كان مدينة متكاملة وجامعات ومستشفيات ومدارس وأحياء سكنية متكاملة. وعندما أردنا البدء بالتنفيذ ظهرت الصراعات وأصبح الجميع يريد حصة منه، ولذلك لم ينفذ المشروع. ولكن لو كان نفذ لكانت هناك مدينة اقتصادية لإفريقيا وليبيا؛ الفساد يعيق أي تقدم.
وعن الفساد في الدول العربية وكيفية التخلص منه قال سموّه «إن العضو الفاسد في جسم الإنسان يجب التخلص منه، والفساد في الحكومات والدول سبب التخلف. وفي أي بلد تستطيع تلمسه من اللحظة الأولى التي تصل فيها مطار البلد. الخطأ هو السكوت عن الفساد وكأنه يصبح هو القاعدة وفي بعض الدول يصبح الفساد أمراً طبيعياً، ولكن هنا في دولة الإمارات أعدكم أنا وأخي صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، ألا نسمح بالفساد أبداً، ونحن مسؤولون أمام شعبنا وعند الله ألا نسكت عن خطأ».
وعن زيارة سموّه إلى بلدية دبي قال «إن قيادات البلدية نفذوا أشياء جيدة في السابق وكنت أتابع تقارير المراجعين السريين، منذ سنة ونصف، ونحاول أن نعطيهم برامج تطوير، ولكن الحقيقة أن البعض وبعد فترة يعتقدون أنني قد نسيتهم. وبعد مراجعة الناس والمسؤولين قررنا إحالة المسؤولين السابقين إلى التقاعد وكرمناهم وشكرناهم، وتمّ ضخّ دماء جديدة في البلدية».
وفي سؤال الإعلامي علي جابر، المدير العام لمجموعة إم بي سي، عن دور الإعلام أكد سموّه أن لديه الكثير من الأصدقاء الإعلاميين. مضيفاً أن ألفاً و300 محطة في الدول العربية تقدر تكلفتها ب30 مليار دولار، فجزء من الإعلام حرّض على الثورات وبعض المحطات التي تحولت إلى منابر طائفية وتحريضية تغذي الصراعات والشعوب، بدأت تتجه نحو قنوات التواصل الاجتماعي في وجود قنوات تحريضية وطائفية.
وعن أول فكرة وردت إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، عند تقلده الحكم والخطوات الأولية التي اتخذها، أجاب أن أول شيء قمت به هو التميز. جعلت الدوائر ينافس بعضها بعضاً. مضيفاً «اللطيف أن الإعلاميين والناس جاؤوا ذات مرة إلى حفل التكريم، وقلت لهم أعلنوا عن أسوا خمس إدارات، ومن ذلك الوقت دفعهم الأمر إلى التقدم السريع، وعندما طلب مني أن أكون في الحكومة الاتحادية وقبلت، لدي أصدقاء ومستشارون قالوا الله ساعدك ونجحت في دبي، ولكن الحكومة الاتحادية روتينية ومدينة، والوزير متى ما شاء أتى ومتى شاء خرج. وعادوا وأكدوا ضرورة عدم التوجه اتحاديا كي لا تهمل إنجازات تحققت، واليوم وبمساعدة إخواني أصحاب السموّ وبمساعدة الوزراء، أقول لكم إن حكومة الإمارات هي المتقدمة على كل الحكومات.
وعن تطور المرأة في العالم العربي، قال قيل لي إن النساء يمثلن 17 في المئة فقط من الطاقة العاملة في العالم العربي، وهنا في دولة الإمارات 70 في المئة من النساء خريجات جامعات، وقرابة 70 في المئة، يعملن في الحكومة، وثلث مجلس الوزراء من النساء، ولدينا بعض النساء بألف رجل. المرأة نصف المجتمع، فلا رئة واحدة ولا يد واحدة ولا قدم واحدة تستطيع العمل دون النصف الآخر. وأبشركم أن المرأة سيبلغ تمثيلها 50 في المئة في مجلس الوزراء في المستقبل القريب.
وعن سؤال الإعلامي السعودي تركي الدخيل، مدير عام قناة العربية، عن أن سموّه كيف يستطيع ركوب الخيل والدراجات، ويتفقد الدوائر، ويعقد مجتمعات، كيف تجعل ال 24 ساعة 84 ساعة، فرد سموّه لو كان لدينا في الإمارات 84 ساعة في اليوم، لكان لدينا 4 مدن من دبي واثنتان من دولتنا. إن تنظيم الوقت مهم، الوقت لا يعود؛ كل يوم لا بدّ أن أتعلم شيئا جديدا، لأنك إن لم تتداركه ذهب ولم يعد، فلا بدّ أن نرتب أوقاتنا وأن تكون لدينا فرص للرياضة والتأمل، حتى خلال ممارسة الرياضة، فأنا أتأمل لأستطيع القيام بمسؤولياتي.
واختتم سموّه حواره بالحديث عن الشباب وقال: «كنا نريد وزيراً للشباب، وقالوا لي الشباب ليس لديهم خبرات وكان ردي بأني لا أريد معارفكم وخبراتكم، بل أريد أن يعطينا ما يراه الشباب. وتواصلنا مع الجامعات وعقدنا اللقاءات، والحمد لله جاءت شما المزروعي، وقامت بعمل لجان ومجالس للشباب، في كل إمارة وفي خارج الدولة؛ اليوم شما المزروعي لديها أكبر وزارة شباب بل وأكبر وزارة في العالم». (وام)
لا للفساد
وعد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، باسمه واسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالتصدي للفساد والمفسدين شكلاً مضموناً، مؤكداً سموه أن الفساد يسهم في فشل الأنظمة والحكومات، والقائد الذي يسمح بوجود الفساد مخطئ.
شما تقف تحية
أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالدور الذي تلعبه وزارة الشباب بقيادة شما المزروعي، معبراً عن ارتياح وسعادة سموّه لما حققته، وزيرة الشباب في الفترة القليلة الماضية، وقال سموّه إنها تتولى أكبر وزارة للشباب على مستوى العالم، حيث أسست مجالس للشباب في جميع إمارات الدولة، وتواصلت مع الشباب خارج الدولة وكوّنت فرق عمل متنوعة، للوقوف على آرائهم ومقترحاتهم لتحقيق المزيد من الإنجازات للدولة، ونهضت شما المزروعي لتحية صاحب السمو نائب رئيس الدولة.
تنظيم الوقت
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أنه يعتمد على تنظيم الوقت في حياته اليومية، مما يجعل ساعات اليوم ال24 تصل إلى 84 ساعة، التي من الممكن أن نبني خلالها 4 مدن مثل دبي، كما بنت الإمارات مجدها ونموذج تطورها في المجالات كافة في حقبة زمنية بسيطة، مشيراً إلى أهمية الوقت واستثماره فيما ينفع البشرية، لاسيما أن التنظيم يقود إلى النجاح بنسبة 50%، بينما يمثل فشل المنافسين ال50% الأخرى.
الإرادة تحتاج لإدارة
قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد خلال جلسة «استئناف الحضارة»، إن المجتمعات العربية لديها الإرادة، ولكن سر النجاح وحصد الإنجازات في المجالات كافة، يكمن في جودة الإدارة، إذ إن الإرادة وحدها لا تكفي لتحقيق التميز والتنافسية ومواكبة المتغيرات، فينبغي أن نتشبث بالإدارة الجيدة للوصول لأهدافنا المنشودة.
أؤمن بنظرية المؤامرة.. ولكن!
أفاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بأنه يؤمن بنظرية المؤامرة ولكن المؤامرات لا توقف مسيرة التنمية والنمو والازدهار، فينبغي أن نجتهد لمواجهة تلك المؤامرات، التي لا تزيدنا إلاّ إصراراً على النجاح ومواصلة مسيرة النجاح.
منطقتنا مهد الحضارة
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن المنطقة العربية مهد الحضارة البشرية، وينبغي أن يسودها التفاؤل والأمل في الغد، فالعرب لديهم العديد من مقومات الحضارة، وينبغي أن نوظفها في نهضة البلدان.
لا تمثل عائقاً في تقدم الدول
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن الفقر وزيادة السكان وقلة الإمكانيات، لا تمثل عائقاً في تقدم الدول والبلدان، حيث إن عدد السكان في الصين مليار و300 ألف، وتحتل المركز الثاني في اقتصاد العالم، وكذلك اليابان التي تتمتع باقتصاد قوي وتطور مستمر في المجالات كافة، فضلاً عن كوريا التي نجحت في تحقيق التقدم في شتى القطاعات.
الإمارات والكوكب الأحمر
ذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن الإمارات تركز على تنفيذ مشروع وطني كبير، إلى الكوكب الأحمر، «المريخ»، بمشاركة مجموعة كبيرة من الشباب المواطنين الذين لا تتجاوز أعمارهم 20 عاماً، وهم في مهمة لاكتشاف تفاصيل وأسرار كوكب المريخ.
أولى خطوات التطوير
أفاد صاحب السمو نائب رئيس الدولة بأن أولى خطوات سموّه نحو مسيرة التطوير والرقي في إمارة دبي، ركزت على تحقيق التميّز في المجالات والقطاعات كافة، فضلاً عن تنوّع فرص المنافسة بين المؤسسات والدوائر بمختلف أنواعها في دبي، ممّا أسهم في ارتفاع معدلات التميز، وبات الجميع في حالة استنفار لتحقيق المزيد من التميّز.
جلسة كاملة العدد
شهدت جلسة «استئناف الحضارة» لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إقبالاً كبيراً من مختلف الفئات لتصبح «كاملة العدد»؛ حيث ضمّت قادة عدد من الدول ووزراء ومسؤولين من مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة، فضلاً عن المتابعين لسموّه خارج القاعة، وعبر شاشات العرض، ومواقع التواصل الاجتماعي.
- See more at: http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/143132b3-4b52-4480-9d1d-2d9456973c73#sthash.ZesocxY8.dpuf