ذاكرة الطفولة تأثير البيئة على الطفل : Melvina Abo Mrad

ذاكرة الطفولة
تأثير البيئة على الطفل :
يتأثر الطفل بما يدور حوله وهو جنين، بحسب التقلبات النفسية لأمه. بعد الولادة، يبدأ الطفل بالتفاعل مع ما حوله :
• الصوت العالي يجعله يبكي
• مناغاته تجعله يبتسم ويضحك
• رؤية وجه غير مألوف تجعله يبكي، حتى وهو صغير جدًا
مع تقدمه بشهور عمره ، يصبح الطفل قادرًا على التشبث بمن يثق به عند خوفه، وإن كان وحيدًا قد يخبئ رأسه بيديه أو ينحني لتجنب الموقف. وعندما يشعر بالجوع، قد يصيح فرحًا عند رؤية طعامه .
الطفل هو كتلة من الأحاسيس والعواطف.
ان ذكريات الانسان ، إيجابية و سلبية .
الذكريات الإيجابية :
الذكريات الإيجابية، مثل الاهتمام والرعاية والحب،كل ذَلك تعزز ثقة الطفل بنفسه حتى بعد أن يكبر. هذه الحالات تشكل جزءًا من مخزون الطفل النفسي الإيجابي، وتؤثر بشكل مباشر على هويته وقيمه ومبادئه في المستقبل .
الذكريات السلبية أو الصادمة :
الطفل الذي يُهمَل أو يُرفض أو يُعنف، سواء في المنزل أو في دورالرعاية او في دور الأيتام، قد يتأثر نفسيًا فيصبح انطوائيًا أو عدوانيًا. هذه التجارب تبقى معه حتى شبابه وشيخوخته، وتزيد خوفه من المستقبل .
الخيال والذاكرة المتخيلة :
لا يمكن سبر غور خيال الطفل تمامًا. أثناء نومه قد يبتسم (تقول العجائز ان الملائكة تناغيه ) أو يعبس كما لو كان سيبكي. كل ما يراه أو يسمعه يثير رد فعل طبيعي: البكاء عند الخوف، الفرح عند المتعة .
إذا تربى الطفل في بيئة فنية، يزداد ارتباطه بالإبداع والفن منذ الصغر، كما هو الحال مع بعض العائلات الفنية مثل عائلة الرحباني و عائلة البندلي في لبنان .
الطفل الداخلي :
حتى بعد البلوغ، يبقى الطفل الداخلي حاضرًا فينا، ونشعر به من خلال تصرفات أولادنا ،أو مواقف الحياتنا اليومية .
فرحهم أو حزنهم ، يذكّرنا بتجاربنا الماضيةعنفنا أو رضوخنا في التربية قد يعيد إلى أذهاننا ما عانيناه في طفولتنا .
الطفل الداخلي هو جانبنا الداخلي الذي يحمل ذكريات : البراءة، الفرح، والتفاؤل، وكذلك التجارب السلبية: الرفض، التخلّي، الإذلال، الكبت، والخوف من ردة فعل الآخرين. بعض الأفراد يكونون أكثر اتصالًا بطفلهم الداخلي، فتظهر صفاته في سلوكهم، مثل الفضول، البراءة، المرح، أو الانزواء والحزن .
الطفل الداخلي في علم النفس التحليلي :
أول من تطرق إلى علم النفس التحليلي هو كارل يونغ (1875 – 1961) أحد أوائل طلاب سيغموند فرويد ، هو يونغ وضع نظريتين أساسيتين ???? المرجع ويكبديا )
1. القناع والظل
القناع: ما نتخذه في علاقاتنا الاجتماعية والحياتية.
الظل: ما نختبئ به من تجارب الطفولة، يبقى في العقل الباطني ، يصحو عند الحاجة.
2. الوعي و اللاوعي
الوعي: تصرفاتنا الظاهرة المبنية على القناع.
• اللاوعي: تصرفاتنا المبنية على الظل والتجارب الماضية.
استرجاع الذكريات والشيخوخة :
عندما يتذكر الإنسان طفولته، لا يعود التركيز على الأحداث الحديثة، بل على ذكريات بعيدة جدًا. مع التقدم في العمر، قد يتراجع التفكير أو القدرة الجسدية، ويُصاب البعض بما يسمى ضعف الذاكرة أو الخرف .
الطفل الداخلي يرافقنا طوال حياتنا، ويشكل هويتنا، قيمنا، وسلوكنا. ذكريات الطفولة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تلعب دورًا محوريًا في حياتنا، وتبقى مؤثرة حتى في مرحلة الشيخوخة .
ملفينا توفيق أبومراد
عضو اتحاد الكتاب اللبنانين
في 2025/9/28