اسرار القاعة المظلمة تأليف: الكاتبة هدى حجاجي أحمد الظلال تتحرك… أسرار القاعة المظلمة تهمس… هل تجرؤ على كشفها؟

سرار القاعة المظلمة
تأليف: الكاتبة هدى حجاجي أحمد
الظلال تتحرك…
أسرار القاعة المظلمة تهمس…
هل تجرؤ على كشفها؟
---
الفصل الأول: الظلال الأولى
كانت الرياح الباردة تعصف بشوارع المدينة القديمة في تلك الليلة التي قررت فيها ليلى خوض مغامرتها.
منذ أن سمعت عن القاعة المظلة في المحاضرة الأخيرة، لم يفارقها ذلك الشعور الغامض الذي يشبه نداء خفي. القاعة، كما قيل، لم يطأها أحد منذ عشر سنوات بعد اختفاء طالبة في ظروف مريبة أثناء رحلة جامعية.
وقفت ليلى أمام بوابة القصر الضخم، تتأمل الأعمدة العالية التي غطتها خيوط العنكبوت، والبوابة الحديدية التي صَدِئت أطرافها. رفعت يدها ببطء لتدفعها، فأصدرت صريراً طويلاً بدا كأنّه أنين كائن يحتضر.
حين دخلت، لفحها هواء بارد يحمل رائحة عتيقة ممزوجة بالغبار والرطوبة. كانت أضواء الشارع خلفها تتلاشى شيئاً فشيئاً، حتى غاصت في ظلام القاعة الكبير، ولم يبق سوى ضوء مصباحها اليدوي يهتز مع ارتجاف أصابعها.
وفجأة... سمعت وقع أقدام خلفها.
تجمدت في مكانها. قلبها يخفق بقوة حتى شعرت بصوت نبضاته يعلو على الصمت.
استدارت ببطء، لتجد رجلاً مسناً يقف على بُعد خطوات منها، يحمل في يده مصباحاً قديم الطراز، وعيناه الواسعتان تلمعان تحت ظل قبّعته.
قال بصوت خشن متقطع:
"لا ينبغي لكِ أن تكوني هنا... القاعة لا ترحب بالغرباء."
---
الفصل الثاني: الحارس وأسراره
تراجعت ليلى خطوة إلى الوراء، لكن الرجل العجوز رفع يده مطمئناً:
"لا تخافي، لست هنا لأؤذيكِ... لكنك اخترتِ أسوأ مكان لتبحثي فيه عن الحقيقة."
ترددت لحظة قبل أن تسأله:
"من أنت؟ وكيف عرفتُ أنني هنا للبحث عن شيء؟"
ابتسم بمرارة وقال:
"أنا مراد، آخر من بقي من حرّاس هذا القصر... والأسرار التي تبحثين عنها، يا صغيرة، قتلت أناساً أكثر شجاعة منك."
اقترب بخطوات بطيئة، وصوت عصاه الخشبية يرنّ في أرجاء القاعة الخاوية. جلس على كرسي قديم قرب الجدار، وكأنه يعرف أن هذه اللحظة ستأتي.
"منذ عشر سنوات، في ليلة تشبه هذه... دخلت فتاة مثلُك إلى القاعة. قالت إنها تريد أن ترى اللوحة الملعونة. لم يخرج منها سوى صدى صرختها."
شعرت ليلى بقشعريرة تجتاح جسدها، لكن فضولها تغلّب على خوفها:
"ما قصة اللوحة؟"
أطرق مراد رأسه للحظة، ثم رفع عينيه المعتمتين نحوها:
"ليست مجرد لوحة، بل بوابة... ومن ينظر إليها طويلاً، لا يعود كما كان."
سرت رجفة في أطرافها، لكنها تمتمت بإصرار:
"أين أجدها؟"
نظر إليها طويلاً قبل أن يجيب بصوت كأنه يخرج من عمق الزمن:
"في القاعة المظلة... خلف الباب الأسود الذي لا يفتحه إلا الدم."

تأليف: الكاتبة هدى حجاجي أحمد
الظلال تتحرك…
أسرار القاعة المظلمة تهمس…
هل تجرؤ على كشفها؟
---
الفصل الأول: الظلال الأولى
كانت الرياح الباردة تعصف بشوارع المدينة القديمة في تلك الليلة التي قررت فيها ليلى خوض مغامرتها.
منذ أن سمعت عن القاعة المظلة في المحاضرة الأخيرة، لم يفارقها ذلك الشعور الغامض الذي يشبه نداء خفي. القاعة، كما قيل، لم يطأها أحد منذ عشر سنوات بعد اختفاء طالبة في ظروف مريبة أثناء رحلة جامعية.
وقفت ليلى أمام بوابة القصر الضخم، تتأمل الأعمدة العالية التي غطتها خيوط العنكبوت، والبوابة الحديدية التي صَدِئت أطرافها. رفعت يدها ببطء لتدفعها، فأصدرت صريراً طويلاً بدا كأنّه أنين كائن يحتضر.
حين دخلت، لفحها هواء بارد يحمل رائحة عتيقة ممزوجة بالغبار والرطوبة. كانت أضواء الشارع خلفها تتلاشى شيئاً فشيئاً، حتى غاصت في ظلام القاعة الكبير، ولم يبق سوى ضوء مصباحها اليدوي يهتز مع ارتجاف أصابعها.
وفجأة... سمعت وقع أقدام خلفها.
تجمدت في مكانها. قلبها يخفق بقوة حتى شعرت بصوت نبضاته يعلو على الصمت.
استدارت ببطء، لتجد رجلاً مسناً يقف على بُعد خطوات منها، يحمل في يده مصباحاً قديم الطراز، وعيناه الواسعتان تلمعان تحت ظل قبّعته.
قال بصوت خشن متقطع:
"لا ينبغي لكِ أن تكوني هنا... القاعة لا ترحب بالغرباء."
---
الفصل الثاني: الحارس وأسراره
تراجعت ليلى خطوة إلى الوراء، لكن الرجل العجوز رفع يده مطمئناً:
"لا تخافي، لست هنا لأؤذيكِ... لكنك اخترتِ أسوأ مكان لتبحثي فيه عن الحقيقة."
ترددت لحظة قبل أن تسأله:
"من أنت؟ وكيف عرفتُ أنني هنا للبحث عن شيء؟"
ابتسم بمرارة وقال:
"أنا مراد، آخر من بقي من حرّاس هذا القصر... والأسرار التي تبحثين عنها، يا صغيرة، قتلت أناساً أكثر شجاعة منك."
اقترب بخطوات بطيئة، وصوت عصاه الخشبية يرنّ في أرجاء القاعة الخاوية. جلس على كرسي قديم قرب الجدار، وكأنه يعرف أن هذه اللحظة ستأتي.
"منذ عشر سنوات، في ليلة تشبه هذه... دخلت فتاة مثلُك إلى القاعة. قالت إنها تريد أن ترى اللوحة الملعونة. لم يخرج منها سوى صدى صرختها."
شعرت ليلى بقشعريرة تجتاح جسدها، لكن فضولها تغلّب على خوفها:
"ما قصة اللوحة؟"
أطرق مراد رأسه للحظة، ثم رفع عينيه المعتمتين نحوها:
"ليست مجرد لوحة، بل بوابة... ومن ينظر إليها طويلاً، لا يعود كما كان."
سرت رجفة في أطرافها، لكنها تمتمت بإصرار:
"أين أجدها؟"
نظر إليها طويلاً قبل أن يجيب بصوت كأنه يخرج من عمق الزمن:
"في القاعة المظلة... خلف الباب الأسود الذي لا يفتحه إلا الدم."
