مجيد السامرائي في عمان، محافظة العاصمة، الأردن. اقتراحات قد تعجبك وهذه بقية من حوار شدراك يوسف :

مجيد السامرائي في عمان، محافظة العاصمة، الأردن.
اقتراحات قد تعجبك
وهذه بقية من حوار شدراك يوسف :
كنت في السابعة والعشرين. مولدي الحقيقي في الحبانية عام 1942، ولكن في الأوراق الرسمية تم تسجيل مولدي عام 1944. وقد احتفلت بعيد ميلادي مؤخرًا. تجاوزت الخامسة والسبعين، ولله الحمد.
-وما زلت تمارس الرياضة؟
نعم، أمارس الرياضة بانتظام، أركض وألعب، وأُدرّب الآخرين، خصوصًا من يرغبون بتخفيف الوزن أو تحسين لياقتهم البدنية في الحدائق. أعمل معهم، وأُرشدهم.
-سنفعل معك ما فُعل بالمطرب ياس خضر… حين قالوا له: "قصّوا شعر الرشيد، وخلوه يتحرك بالشعر". سنقصّ شعرك ونطلقك تركض… هل تستطيع؟
نعم، أستطيع… وأركض!
-ما هي مهاراتك، شدراك؟
يوسف، دكتور، كما أخبرتك من قبل، بداياتي كانت في ألعاب الساحة والميدان، ما يُعرف اليوم بألعاب القوى. وذات يوم، أثناء أحد استعراضات المدارس المتوسطة، كنا نتدرب على اللياقة البدنية بإشراف الكابتن دحام عوادي الدليمي، الذي كان يدربنا كرة القدم أيضًا. وكنا نصعد وننزل تلال البحيرة في الحبانية، مما منحنا لياقة عالية جدًا.
في أحد الأيام، قال لي: "لماذا لا تركض 800 متر؟ اليوم لدينا استعراض فقط، وأريد منك نقطة واحدة". كنت أرتدي شورتًا أسود وفانيلة بيضاء – كما كانت زي المدارس آنذاك – ولم أكن أعلم حتى ما هي الـ800 متر!
طلب مني أن أركض، وأعطاني حذاء سبايكس، لم أكن أملك حذاءً خاصًا. وكان هناك شاب يمتلك الرقم القياسي في المدرسة، فدخلنا السباق، وكان هو ضخمًا وله بنية قوية، أما أنا فكنت خفيف البنية وضعيفًا.
في البداية لم يتوقع أحد أن أحقق شيئًا، لكن في المئة متر الأخيرة، كنت أركض والأستاذ دحام يركض بجانبي على الرصيف، يقول لي: "أركض، أنت الأول!"، لم أصدق! أنهيت السباق وأنا متفوق، بزمن 2:13.20 دقيقة. بعدها أدركت أنه كان بإمكاني أن أكون بطلاً لآسيا في سباق 800 متر!
-من هم الأساطير في الرياضة برأيك؟
سعيد عويطة، هذا أسطورة حقيقية. من حيث الأداء والإنجازات، لا شك أنه أسطورة.
أما اليوم، فكلمة "أسطورة" تُمنح بكثرة. في مباراة ملعب البصرة، قالوا "أساطير العالم"، لكن التنظيم لم يكن بالمستوى المطلوب، مع أن حوالي عشرين نجمًا عالميًا حضروا. تمنيت أن أكون حاضرًا، حتى ولو لم ألعب، فقط بدعوة بسيطة. كثير من النجوم الكبار لم تتم دعوتهم.
-هل كنت تعاتب على عدم دعوتك؟
لا، دكتور، ليس عتابًا شخصيًا، لكن على الأقل، لو أرسلوا لي بطاقة دعوة! هنالك لاعبون تمت دعوتهم، وبعضهم بصراحة لا يُعد من نجوم الصف الأول.
-هل كان ينبغي اختيار لاعبين أفضل؟
بكل تأكيد. مثلاً، اللاعب دكلوس عزيز كان يجب أن يكون حاضرًا، فهو ما زال في لياقة جيدة ويتدرب حتى الآن. كذلك نوري ذياب، الذي كان هداف العراق، وأيضًا عمو يوسف، أخي، الذي سجل أهداف العراق في بطولتين متتاليتين.
-هل ترى أن اختيار اللاعبين تم بناءً على الألقاب؟
ربما، دكتور. أنا أقول إن الاختيار يجب أن يكون على أساس الألقاب والإنجازات، مثل أفضل لاعب في العراق، هداف الدوري، المشاركات الدولية، وهكذا. تمامًا كما يُختار كريستيانو رونالدو وغيره.
-هل لا زلت تملك لياقة بدنية تؤهلك للعب؟
الحمد لله، أمارس الرياضة بانتظام. أركض، ألعب، وأساعد الناس الذين يريدون تحسين لياقتهم أو خفض وزنهم. لو تمت دعوتي، أستطيع أن ألعب شوطًا كاملاً، لا مشكلة لدي.
-ما الذي ساعدك على الحفاظ على صحتك ولياقتك؟
أنا لا أدخن أبدًا، دكتور. لدي نظام غذائي متوازن، أركز فيه على الخضروات مثل الجزر، والسمك، وأحيانًا اللحوم لكن باعتدال. أبتعد عن اللحوم الحمراء، وأحب السلطات والعصائر الطبيعية، وهذا ما حافظ على صحتي بفضل الله.
-لكننا نعرف أن بعضكم كان يدخن...
صحيح، مثل دكلص ، كان يدخن، رغم أنه كان لاعبًا معنا. أحيانًا كنا نقول له لماذا تدخن؟ فيجيب: مرة أو مرتين فقط... لكنه استمر حتى بعد الاعتزال.
-هل شعرت بالحزن لعدم مشاركتك في مباراة الأساطير؟
صراحة، دكتور، لم أنم مرتاحًا في تلك الليلة. لا لأنهم لم يختاروني، بل لأنهم لم يختاروا من هم أفضل مني. أتمنى لو تم تكريم بعض اللاعبين السابقين الذين قدموا الكثير للكرة العراقية، بدل أن يُستثنوا بهذه الطريقة.
لكنني أقول إن أغلب اللاعبين خسروا أعمارهم بسبب ابتعادهم عن التمارين الرياضية،. فالتدريب، في حقيقته، مضادّ للمرض. إننا حين نتمرن، نركض ساعتين، بل أحياناً ثلاث ساعات، ولا يُصيبنا مكروه، إلا إذا كان هناك ضغط على القلب أو عارض صحي. لكن هذا القلب، يا دكتور، يتحمل أطنانًا من الدم يوميًا، أليس الأجدر أن نُبقيه في حالة نشاط؟
-طيب، هل تتناول أي أدوية؟
أبدًا، لا أتناول شيئًا. لا أعاني من ضغط ولا سكري ولا أي شيء، والحمد لله. آخر تحاليل أجريتها كانت في المستشفى البريطاني، والدكتور محمد قال لي: "لا يوجد بك شيء". قلت له: "ولا كوليسترول؟ ولا سكر؟" قال لي: "حاسد نفسك!"
اقتراحات قد تعجبك
وهذه بقية من حوار شدراك يوسف :
كنت في السابعة والعشرين. مولدي الحقيقي في الحبانية عام 1942، ولكن في الأوراق الرسمية تم تسجيل مولدي عام 1944. وقد احتفلت بعيد ميلادي مؤخرًا. تجاوزت الخامسة والسبعين، ولله الحمد.
-وما زلت تمارس الرياضة؟
نعم، أمارس الرياضة بانتظام، أركض وألعب، وأُدرّب الآخرين، خصوصًا من يرغبون بتخفيف الوزن أو تحسين لياقتهم البدنية في الحدائق. أعمل معهم، وأُرشدهم.
-سنفعل معك ما فُعل بالمطرب ياس خضر… حين قالوا له: "قصّوا شعر الرشيد، وخلوه يتحرك بالشعر". سنقصّ شعرك ونطلقك تركض… هل تستطيع؟
نعم، أستطيع… وأركض!
-ما هي مهاراتك، شدراك؟
يوسف، دكتور، كما أخبرتك من قبل، بداياتي كانت في ألعاب الساحة والميدان، ما يُعرف اليوم بألعاب القوى. وذات يوم، أثناء أحد استعراضات المدارس المتوسطة، كنا نتدرب على اللياقة البدنية بإشراف الكابتن دحام عوادي الدليمي، الذي كان يدربنا كرة القدم أيضًا. وكنا نصعد وننزل تلال البحيرة في الحبانية، مما منحنا لياقة عالية جدًا.
في أحد الأيام، قال لي: "لماذا لا تركض 800 متر؟ اليوم لدينا استعراض فقط، وأريد منك نقطة واحدة". كنت أرتدي شورتًا أسود وفانيلة بيضاء – كما كانت زي المدارس آنذاك – ولم أكن أعلم حتى ما هي الـ800 متر!
طلب مني أن أركض، وأعطاني حذاء سبايكس، لم أكن أملك حذاءً خاصًا. وكان هناك شاب يمتلك الرقم القياسي في المدرسة، فدخلنا السباق، وكان هو ضخمًا وله بنية قوية، أما أنا فكنت خفيف البنية وضعيفًا.
في البداية لم يتوقع أحد أن أحقق شيئًا، لكن في المئة متر الأخيرة، كنت أركض والأستاذ دحام يركض بجانبي على الرصيف، يقول لي: "أركض، أنت الأول!"، لم أصدق! أنهيت السباق وأنا متفوق، بزمن 2:13.20 دقيقة. بعدها أدركت أنه كان بإمكاني أن أكون بطلاً لآسيا في سباق 800 متر!
-من هم الأساطير في الرياضة برأيك؟
سعيد عويطة، هذا أسطورة حقيقية. من حيث الأداء والإنجازات، لا شك أنه أسطورة.
أما اليوم، فكلمة "أسطورة" تُمنح بكثرة. في مباراة ملعب البصرة، قالوا "أساطير العالم"، لكن التنظيم لم يكن بالمستوى المطلوب، مع أن حوالي عشرين نجمًا عالميًا حضروا. تمنيت أن أكون حاضرًا، حتى ولو لم ألعب، فقط بدعوة بسيطة. كثير من النجوم الكبار لم تتم دعوتهم.
-هل كنت تعاتب على عدم دعوتك؟
لا، دكتور، ليس عتابًا شخصيًا، لكن على الأقل، لو أرسلوا لي بطاقة دعوة! هنالك لاعبون تمت دعوتهم، وبعضهم بصراحة لا يُعد من نجوم الصف الأول.
-هل كان ينبغي اختيار لاعبين أفضل؟
بكل تأكيد. مثلاً، اللاعب دكلوس عزيز كان يجب أن يكون حاضرًا، فهو ما زال في لياقة جيدة ويتدرب حتى الآن. كذلك نوري ذياب، الذي كان هداف العراق، وأيضًا عمو يوسف، أخي، الذي سجل أهداف العراق في بطولتين متتاليتين.
-هل ترى أن اختيار اللاعبين تم بناءً على الألقاب؟
ربما، دكتور. أنا أقول إن الاختيار يجب أن يكون على أساس الألقاب والإنجازات، مثل أفضل لاعب في العراق، هداف الدوري، المشاركات الدولية، وهكذا. تمامًا كما يُختار كريستيانو رونالدو وغيره.
-هل لا زلت تملك لياقة بدنية تؤهلك للعب؟
الحمد لله، أمارس الرياضة بانتظام. أركض، ألعب، وأساعد الناس الذين يريدون تحسين لياقتهم أو خفض وزنهم. لو تمت دعوتي، أستطيع أن ألعب شوطًا كاملاً، لا مشكلة لدي.
-ما الذي ساعدك على الحفاظ على صحتك ولياقتك؟
أنا لا أدخن أبدًا، دكتور. لدي نظام غذائي متوازن، أركز فيه على الخضروات مثل الجزر، والسمك، وأحيانًا اللحوم لكن باعتدال. أبتعد عن اللحوم الحمراء، وأحب السلطات والعصائر الطبيعية، وهذا ما حافظ على صحتي بفضل الله.
-لكننا نعرف أن بعضكم كان يدخن...
صحيح، مثل دكلص ، كان يدخن، رغم أنه كان لاعبًا معنا. أحيانًا كنا نقول له لماذا تدخن؟ فيجيب: مرة أو مرتين فقط... لكنه استمر حتى بعد الاعتزال.
-هل شعرت بالحزن لعدم مشاركتك في مباراة الأساطير؟
صراحة، دكتور، لم أنم مرتاحًا في تلك الليلة. لا لأنهم لم يختاروني، بل لأنهم لم يختاروا من هم أفضل مني. أتمنى لو تم تكريم بعض اللاعبين السابقين الذين قدموا الكثير للكرة العراقية، بدل أن يُستثنوا بهذه الطريقة.
لكنني أقول إن أغلب اللاعبين خسروا أعمارهم بسبب ابتعادهم عن التمارين الرياضية،. فالتدريب، في حقيقته، مضادّ للمرض. إننا حين نتمرن، نركض ساعتين، بل أحياناً ثلاث ساعات، ولا يُصيبنا مكروه، إلا إذا كان هناك ضغط على القلب أو عارض صحي. لكن هذا القلب، يا دكتور، يتحمل أطنانًا من الدم يوميًا، أليس الأجدر أن نُبقيه في حالة نشاط؟
-طيب، هل تتناول أي أدوية؟
أبدًا، لا أتناول شيئًا. لا أعاني من ضغط ولا سكري ولا أي شيء، والحمد لله. آخر تحاليل أجريتها كانت في المستشفى البريطاني، والدكتور محمد قال لي: "لا يوجد بك شيء". قلت له: "ولا كوليسترول؟ ولا سكر؟" قال لي: "حاسد نفسك!"