قصة قصيرة رجاء الربيعي صخرةٌ كأداء
د
قصة قصيرة
رجاء الربيعي
صخرةٌ كأداء
في قيظ تموز حين ترك الطير شجرته لم يكن يعرف ان الغابة ستحترق بعده بما فيها من الصخور الحاضنة لينابيع الماء الا انه يعرف أغصانه والأجواء المحيطة به فما باله الان يرتعد خوفاً وتعصف به ريح الموت الخانقة . عظامه أضحت هي العصا التي يتكئ عليها الذين تخلفوا من بعده، في تلك الغابة المحترقة، الصخرة التي تركها وحدها تتحمل مايرد من عواصف.
بقايا الأشجار المتناثرة حول الغابة شرعت بالنمو تباعاً فتبتني فرادى الطيور الأعشاشَ على فروعها المشرئبة للسماء
ذات حريق وهبوب ريح ساحبةً معها الخراب والموت حتى توقفت عند الصخرة العنيدة.. تحولت أكوام الأشجار المحترقة إلى سواتر تدرأ عنها وشجيراتها الصغيرة ذر النار والريح التي تعوي مثل ذئاب خاوية، طريقٌ صادّة مانعة وهذه الصخرة الشجاعة حد انها تحرق حوافر الخيل حالما تطئها فتشيع الرعب في قلوبهم من السنة الدخان النافثة ، طائرٌ أشبه بـ معزوفة فردوسية تغريده ناقوس يدق وعيناه تثلجان تحتضنان محيط الحريق.
قصة قصيرة
رجاء الربيعي
صخرةٌ كأداء
في قيظ تموز حين ترك الطير شجرته لم يكن يعرف ان الغابة ستحترق بعده بما فيها من الصخور الحاضنة لينابيع الماء الا انه يعرف أغصانه والأجواء المحيطة به فما باله الان يرتعد خوفاً وتعصف به ريح الموت الخانقة . عظامه أضحت هي العصا التي يتكئ عليها الذين تخلفوا من بعده، في تلك الغابة المحترقة، الصخرة التي تركها وحدها تتحمل مايرد من عواصف.
بقايا الأشجار المتناثرة حول الغابة شرعت بالنمو تباعاً فتبتني فرادى الطيور الأعشاشَ على فروعها المشرئبة للسماء
ذات حريق وهبوب ريح ساحبةً معها الخراب والموت حتى توقفت عند الصخرة العنيدة.. تحولت أكوام الأشجار المحترقة إلى سواتر تدرأ عنها وشجيراتها الصغيرة ذر النار والريح التي تعوي مثل ذئاب خاوية، طريقٌ صادّة مانعة وهذه الصخرة الشجاعة حد انها تحرق حوافر الخيل حالما تطئها فتشيع الرعب في قلوبهم من السنة الدخان النافثة ، طائرٌ أشبه بـ معزوفة فردوسية تغريده ناقوس يدق وعيناه تثلجان تحتضنان محيط الحريق.