أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

جنان الصائغ (الذين وعدوا بالبقاء) يحبّك الكثير لأنك نقي،

جنان الصائغ (الذين وعدوا بالبقاء) يحبّك الكثير لأنك نقي،
 جنان الصائغ
(الذين وعدوا بالبقاء)
يحبّك الكثير لأنك نقي،
كقطرة مطرٍ أولى… تنزل على قلبٍ عطش للحياة.
ويحبك بعضهم لأنك تسكن أفكارهم خلسة،
تتسلّل إليهم كما تتسلّل الذكريات في غفلة من الحنين.
ويحبّك آخرون لغاياتٍ لا يعلمها إلا يعقوب،
ذاك الذي أكل الحزن عينيه،
وما زال يؤمن بالمعجزة.
ويحبك من التهمته الغيرة، وأضناه الحسد،
لأنك نلت محبةً لم يقدر هو على لمس ظلّها،
ولأن في حضورك ما يوقظ فيه كل شعور بالهزيمة.
ويحبّك من يطعنك في ظهرك…
لا لأنه يكرهك، بل لأنه لا يحتمل أن تمضي،
تمضي خفيفًا، بلا ضجيج، بلا التفاتة،
وهو… غارقٌ في مستنقع انتظاره.
تمضي، لأنك لا تؤمن بالقيود،
تمضي، لأنك أدركت أن الخوف ليس دربك،
وأن الوجوه المتوارية خلفك ليست سوى
خيالات لا تقدر على العبور.
ويحبّك من يرى فيك استحقاق الحياة،
من يراك جديرًا بالفرح كما يرى القمر جديرًا بالانتظار.
أنت تستحق الحب، تستحق الضوء،
تستحق أن تعيش كالشمس…
لا تطلب إذنًا لتُشرق، ولا تعتذر حين تغيب.
تضيء المكان… وتضيء نفسك،
كأنك الهدية الخفية في كل صباحٍ جديد.
لكن… أين هم؟
أولئك الذين وعدوا بالبقاء، ثم ذابوا كأثر حلم.
أولئك الذين يسكنون قلبك كما تسكن الأغاني الذاكرة…
ولا أحد يسمعها سواك.
أولئك… لم يتركوا خلفهم سوى ظلّ الذكرى،
وسطرًا غامضًا على حافة وجدانك.
أولئك، خُلِقوا من وهج خيالك،
وسكنوا عالَمًا لا تُرسم له خرائط…
عالمًا لا يراه أحد،
سواك.
فلا تحزن…
إن من وعدوا بالبقاء ما عرفوا مَن تكون،
وأنت الذي في قلبه شمس، وفي روحه غصن زيتون.
لا تنتظر من لا يسمع الأغاني،
ولا يقرأ السطور التي نزفتها ليلًا على وسادة وحدتك.
انهض، أيها النقي كقطرة المطر،
وامضِ كما أنت مملوءًا بالحياة،
بالضوء،
وبكلّ ما يستحق البقاء.