بسم الله الرحمن الرحيم أفئدتنا بين غربة القلوب وغربة المكان سركول الجاف

بسم الله الرحمن الرحيم
أفئدتنا بين غربة القلوب وغربة المكان
سركول الجاف
أتساءل هل كانت الحياة بسيطة وعفوية حقاً ، أم أنها حلاوة الذكرى التي تزين الماضي في قلوبنا فنستمتع بها ؟؟.
هل من الصواب أن نبيع الماضي لنشتري الغد، أم نترك الغد في يد القدر ونحتفظ بالماضي الذي نملكه؟؟
وطني غبت عنك ورحل جسدي بعيداً، لكن قلبي لم يرحل.. لم ينساك بقي متعلقا بهواك متشبثا بثراك.. لم أستطيع نسيانك وبقيت أسيرة عشقك ، يقودني الشوق إليك كلك على الدوام.
نعيش في عالم صغير بغض النظر عن مدى مساحته تمضي بنا الأيام بسرعة الرياح، حتى أننا لم ندرك كيف مر بنا الوقت بهذه العجالة..
لكن مكنون الفؤاد وكأنه أمرٌ يتعلق بالامس كمن لبث يوماً أو سويعات ثقال على الروح التي تصارع ضراوة الحنين.
كم تمنيت لو عدت طفلة، لحظة شعرت فيها بأني كدت أنساه، لكنه جزءً من روحي ومازال رحيق الماضي وعبقه عالقاً في ذهني رغم مرور السنين...
ذكرياته تبقى شعلة متوهجة في نفسي، تراودني رغبة جامحة بإيقاف عجلة الزمن والعودة بالزمن إلى الوراء لاستعادت تلك اللحظات الجميلة وتمنيت لو كان بمقدوري إيقافها، ولكن دون جدوى..
أعجز عن استرجاعها ونارها تُشعِل الشوق في كياني، وأواسي النفس بطيف الذكريات.
قطار الحياة ينطلق سريعاً بلا هوادة ولا يمكن إيقافه، وقد جمعتنا الظروف في محطة، وفرقتنا في أخرى ، لكنها بقيت بكل تفاصيلها عالقة في الفؤاد وذكراها لا تُنسى، وكيف ننسى ما عُجِنت به الخلايا ويرافق الأنفاس والخُطى.
أشتاق لتلك الأيام التي كنا نتقاسم فيها الحلاوة والمرارة، وما أهون المرارة أمام الفراق، في عالمي أبحث عن المفقود عن ذلك الذي هو مني وبقي هناك ، عن الصدق والوفاء والقلوب النقية الخالية من الكراهية والحقد والعداوة..
أبحث عن قلوب العطاء التي دأبت تتمنى لنا كل الخير وتمنحنا الحب والأمل!!
عودتي الأخيرة إلى العراق جعلتني أشعر بألم عميق في داخلي، كل شيء فيك يا وطني تغير، النفوس لم تعد كما كانت من قبل، أنفس واعدة أصابها الوباء، وأخرى عتيقة بطعم التاريخ والماضي الجميل أصابها الهرِم والتعب وقتلتها في نفس المكان..
قتلتها الغربة في نفس المكان حيث باتت القلوب والأرواح غريبة تتجانس مع عبق التراب دون باقي الأرواح الغريبة على المكان..
حتى الطبيعة والأرض والهواء والتربة تدنست.. جُلها تغيرت ، عندما زرت الأماكن التي أحببتها واستمتعت بها إذ كانت جزءاً من تكويني من حياتي، وجدت أنها لم تعد كما كانت، شعرت بالغربة في داخلي، لقد تغير من تغير وتدنس من تدنس ، وبات الجميع صرعى الغربة غربة القلوب والأرواح وغربة المكان، وما أصعب غربة الروح ووجع الفؤاد، وطأة الظروف وعدوانية المتربصين بالمكان، آلام أوجاع مخاوف وأماني تصارع الزمن وتعصر الروح علها تقاوم الآلام والأوجاع والمخاوف وتردي المتربصين..
أردت لقلمي أن يتنفس ولكن هيهات للكلمات حتى أن تصف ما شعرت به الروح ، لقد أصبحنا غرباء عن عوائلنا وأحبائنا وعن بلدنا.
أن تكون منفياً داخل وطنك أسوأ من أن تكون منفياً خارجه لذا يقودنا الهروب إلى غربة المكان هرباً من غربة القلوب والأرواح..
بعدما أدركت أن غربة القلوب أصعب من غربة المكان، لذلك أوهمت نفسي وجعلت المنفى غربة المكان ملاذي الأخير وجنتي التي سأعيش فيها بقية حياتي إن بقي شيء من الحياة، المنفى ليس مجرد جملة بين قوسين في حياتي، بل بات كل حياتي بعد قراءتي وإدراكي، ويبقى الوطن وعبق التاريخ عشقاً متجذراً بين الضلوع.
وليقضي الله أمراً كان مفعولا..
26-2-2025
أفئدتنا بين غربة القلوب وغربة المكان
سركول الجاف
أتساءل هل كانت الحياة بسيطة وعفوية حقاً ، أم أنها حلاوة الذكرى التي تزين الماضي في قلوبنا فنستمتع بها ؟؟.
هل من الصواب أن نبيع الماضي لنشتري الغد، أم نترك الغد في يد القدر ونحتفظ بالماضي الذي نملكه؟؟
وطني غبت عنك ورحل جسدي بعيداً، لكن قلبي لم يرحل.. لم ينساك بقي متعلقا بهواك متشبثا بثراك.. لم أستطيع نسيانك وبقيت أسيرة عشقك ، يقودني الشوق إليك كلك على الدوام.
نعيش في عالم صغير بغض النظر عن مدى مساحته تمضي بنا الأيام بسرعة الرياح، حتى أننا لم ندرك كيف مر بنا الوقت بهذه العجالة..
لكن مكنون الفؤاد وكأنه أمرٌ يتعلق بالامس كمن لبث يوماً أو سويعات ثقال على الروح التي تصارع ضراوة الحنين.
كم تمنيت لو عدت طفلة، لحظة شعرت فيها بأني كدت أنساه، لكنه جزءً من روحي ومازال رحيق الماضي وعبقه عالقاً في ذهني رغم مرور السنين...
ذكرياته تبقى شعلة متوهجة في نفسي، تراودني رغبة جامحة بإيقاف عجلة الزمن والعودة بالزمن إلى الوراء لاستعادت تلك اللحظات الجميلة وتمنيت لو كان بمقدوري إيقافها، ولكن دون جدوى..
أعجز عن استرجاعها ونارها تُشعِل الشوق في كياني، وأواسي النفس بطيف الذكريات.
قطار الحياة ينطلق سريعاً بلا هوادة ولا يمكن إيقافه، وقد جمعتنا الظروف في محطة، وفرقتنا في أخرى ، لكنها بقيت بكل تفاصيلها عالقة في الفؤاد وذكراها لا تُنسى، وكيف ننسى ما عُجِنت به الخلايا ويرافق الأنفاس والخُطى.
أشتاق لتلك الأيام التي كنا نتقاسم فيها الحلاوة والمرارة، وما أهون المرارة أمام الفراق، في عالمي أبحث عن المفقود عن ذلك الذي هو مني وبقي هناك ، عن الصدق والوفاء والقلوب النقية الخالية من الكراهية والحقد والعداوة..
أبحث عن قلوب العطاء التي دأبت تتمنى لنا كل الخير وتمنحنا الحب والأمل!!
عودتي الأخيرة إلى العراق جعلتني أشعر بألم عميق في داخلي، كل شيء فيك يا وطني تغير، النفوس لم تعد كما كانت من قبل، أنفس واعدة أصابها الوباء، وأخرى عتيقة بطعم التاريخ والماضي الجميل أصابها الهرِم والتعب وقتلتها في نفس المكان..
قتلتها الغربة في نفس المكان حيث باتت القلوب والأرواح غريبة تتجانس مع عبق التراب دون باقي الأرواح الغريبة على المكان..
حتى الطبيعة والأرض والهواء والتربة تدنست.. جُلها تغيرت ، عندما زرت الأماكن التي أحببتها واستمتعت بها إذ كانت جزءاً من تكويني من حياتي، وجدت أنها لم تعد كما كانت، شعرت بالغربة في داخلي، لقد تغير من تغير وتدنس من تدنس ، وبات الجميع صرعى الغربة غربة القلوب والأرواح وغربة المكان، وما أصعب غربة الروح ووجع الفؤاد، وطأة الظروف وعدوانية المتربصين بالمكان، آلام أوجاع مخاوف وأماني تصارع الزمن وتعصر الروح علها تقاوم الآلام والأوجاع والمخاوف وتردي المتربصين..
أردت لقلمي أن يتنفس ولكن هيهات للكلمات حتى أن تصف ما شعرت به الروح ، لقد أصبحنا غرباء عن عوائلنا وأحبائنا وعن بلدنا.
أن تكون منفياً داخل وطنك أسوأ من أن تكون منفياً خارجه لذا يقودنا الهروب إلى غربة المكان هرباً من غربة القلوب والأرواح..
بعدما أدركت أن غربة القلوب أصعب من غربة المكان، لذلك أوهمت نفسي وجعلت المنفى غربة المكان ملاذي الأخير وجنتي التي سأعيش فيها بقية حياتي إن بقي شيء من الحياة، المنفى ليس مجرد جملة بين قوسين في حياتي، بل بات كل حياتي بعد قراءتي وإدراكي، ويبقى الوطن وعبق التاريخ عشقاً متجذراً بين الضلوع.
وليقضي الله أمراً كان مفعولا..
26-2-2025