أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
ابتسام ابراهيم

عبثاً اسلّي خطواتي ...

ضالعٌ ارَقي ...يعرف كي يدحرج اللحظات ويمشط اسطرها بين الفضول , ولم يزل متسكعاً يغرسُ اظافره الناعمة في اسراري الاخيرة ..
تحاصرني الندوبُ فأعيدُ لأجلها ترتيب اوراقي وأبعثرها لحظة اخرى فأراها تتعكز وتمد بثقلها فوق انفاسي .
احشدُ تفاصيلا انيقة وارتب نفسي لحضور مواعيدٍ قديمة - قد لا تجيء - لكن فيها ما يستحق العناء ، ما يمنى النفس بالانتظار .
فيمتدُ ارقي ... حتى يبصر عتمة النفسِ وهي تجتـرُ طفلاً بليداً ظل راقدا يحصي انفاسي ويحصي كم لبثتُ اكتب شعرا وأهجو قوافل العبراتِ إن مرتْ ، ليرسل اخباري الى اولئك الذين تعرفهم اكثر مني
لا ادري .. كم سأحمل من الظنِ في جعبتي وابقى امارس وحشيتي مع النسيم !
فأتخيل ان الباب مازالَ مفتوحا يرقبُ هرولتي ويزيح صفوف الواقفين قرب احلامي حتى اصل!
ثمة احزانٌ عتيقة .. تأبي غسل اوجاعها عني وتتمطى فوق هامتي فتنهض كل فجر من جوف مروحتى وعند المساء تتصبب عرقا في لغتي
تتسعُ اوردتي بهذيانها وتتأقلم مع هذا الكم الهائل من الريبة ثم تذوي في صلابةٍ اخرى وتعرضُ للناس اشيائها بفخرها المعهود
عبثاً اسلّي خطواتي وامنحُها ارتجافاً بين المسافات ..عبثا امهدُ لها ارضا طرية ، فالحصى كان وما زال رفيقا جيداً .. عبثاً اذيل الصفحات باسمي فانا لا اراني
اتأججُ كل آن وازفر ملامحي بين الورق .. وكم هائل من الوسواس يرمقني ويخبرني ان اصدق نبوءاتي وأدونها على راحي و اتعجل كل شيء
خـَجِلة انا .. تحت سياط المتشبثين بالخيباتِ اناضل وارمقُ اكفَهم كيف تحصي حركاتي ، كيف تقضمني
وتسحقُ قلبي وتعصرهُ كما خرقة قديمة ، فأرى المواجع تنثُ منه .. وتزرعنُي حكاية او شيئا من الكلامِ
اريحـُني اخر النهار على وسادة وانتظر مني ان الوذ بالفرار .. لأبدأ رحلة الشجن المغيب وبطريقة مجحفة تشعلُ انت الضوء فأتلاشى .. ويظل الضوء يسئ ظنه بي ويقطف من نافذتي اوزارها .. فأرى اوراقي تحترقُ وتثقب في اذني ما اعلـّقُ عليه لحظاتي فأبلى
رأيت المنفى يركض نحوي .. ومن شدة اللهفة حزمتُ حقائبي وشددتُ أزر القصيدة اليه " ورغم ذلك اجدنُي اتعثر بانتظاري .. بحاجاتِهم .. او سوء ما ارى
ارددُ صلواتي .. اناجي الظلمة لتعود فاستل الوجوهَ من ذاكرتي و امرغها تحتَ تفاصيل سكوني واخلد الى وطن ايل بالخيال علّني انزحُ الغفلة و اخفف ثقل ازمنتي
ابتسام ابراهيم
شاعرة ومترجمة \بغداد
 0  0  83