أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
مديرة التخرير سعاد العتابي

صافي/ حبيبتي... مجدي الجابري ـ1990ـ


image


صافي/ حبيبتي..
بالأمس "كانت" تنتابنى مشاعر الخوف على طاقتنا.. أن تنطفيء.. هل نغامر إذا أصررنا على الحفاظ على داخلنا.. وضحينا ببعض من الخارج..
ولماذا هي مغامرة؟ وماهو الشيء الحقيقي الذي لا يعتبر مغامرة؟
وجودنا البيولوجي مغامرة.. وموتنا مغامرة.. ومابينهما مغامرات صغيرة بين المغامرتين الكبيرتين.. ولكن هنالك شيء واحد ليس بمغامرة بين الحياة والموت إذا عرفناه على حقيقته.. إلا وهو الحب.
فإذا كنا نعرف نفسينا كاملا ونثق أننا لا يمكن أن يكون كل منا بمفرده أو دون الآخر.. حقيقيا وكاملا.. فما خارجنا لا يعتبر أهماله أو التضحية بجزء منه مغامرة.
المغامرة هو أن نقرر الارتباط وهنالك شيء ما بيننا لم نحسه ونعرفه ونثق فيه ثقة لا يصل إليها الشك.. هل نحن هكذا ؟؟
أخاف أن يكون هنالك شيء ما لم تعرفينه فيّ .. وخائفة منه.. إن كان.. فأنا أحبك وأظل فاردا حبي عليك ومعريا داخلي كي تدخلينه في وضح المشاعر وتقضين عليه.. فأنا لا أحب أن يكون هنالك احتمال صخرة في سبيل الوصول إلى الشط الأوحد والنجمة الوحيدة التي ليست نهائية وثابتة.. بل دائمة التحرك والاتساع والتوهج الذى لم يغير في جوهرها بل يعمقه.
صافي..
أخاف أن تحمّلي الداخل على الخارج.. فيسقط الداخل بسقوط الخارج.. فالداخل والخارج ليسا متلاصقين تلاصق الشيء ونقيضه.. بل هما متجادلان وليسا متقابلان.. متصارعان صراعا لابد لنا فيه من أن ينتصر الداخل.. ولكن لن يموت الخارج.. بل يعاد صياغته وفقا لما يريده الداخل.. أي وفقا لما نريد.. وهكذا فيه الجدل بينهما مرة أخرى..الخ
لينتصر الشط والنجمة على كل ماهو وقتي وثابت.
دقرمتي الجميلة: أحبك.. فلا تقذفيني بحجارة الواقع.. وإن كانت لن تستطيع تحطيمي بعد اكتسابي قوة من التصاقنا وترا شقنا.. ولكن حجارة الخارج قد يسقط حجر منها فوق طاقة ما بداخلنا فيكتمها ويمنع من التنفس والحياة أحد مستوياتها..
فنحس مستقبلا أن شيئا ما ناقص.. وأن ثمة حزن ما على فقد شيء كان يمكن أن لا يفقد اذا كنا أكثر التصاقا.. وأقل تسليما للواقع.. وأقوى ثقة في حبنا الذي أؤمن حق الإيمان أنه عقيدتي الوحيدة التي أرى وأحس فيها الإله والشعائر والطقوس والإخلاص والتوحد الصوفي.. والمناجاة.. وأمل الخلود.
فلتسلمي ياحبيبتي من كل نقص.. ولتحبيني أكثر.

"مجدي الجابري"
1990
 0  0  207