أوراق.. يكتبها مصطفى بوغازي: (تحت الرعاية السامية للشارع يتفتق الإبداع)

أوراق
يكتبها: مصطفى بوغازي/ الجزائر
تحت الرعاية السامية للشارع يتفتق الإبداع
في الحرية يكمن الإبداع، وبالحرية تتفتق المواهب فيبدع الخيال وتنطلق الأفكار دون توجس عدا ذلك الشعور الجامح والعاطفة المتدفقة والفكر النير...
تحت الرعاية السامية للشارع تولد ومضة أو قصيدة أو لوحة أو مشهد أو شعار فلم تعد هناك مقاعد تستجدي الجالسين ولا منابر تستعطف المهتمين، ولا كلام منظرين ينبؤوننا بانحصار مملكة الشعر، وانكماش رقعة اللون، ولم يعد ثمة ركح يشتكي رجع الصدى، لا إقصاء ولا تهميش، ولا سلسلة من المنتفعين والمتسلقين يقتاتون على نزيف المبدعين، ويجعلون منهم سلما للارتقاء وهم يتجلببون في زيف السياسة المقيت، هل حرر الشارع الإبداع؟ أم أن الإبداع حرر الشارع وهو الذي ظل رهين الجدران المغلقة والاحتفاليات المزيفة، تخنق أنفاسه ويحجب أفقه ويكتم نبضه، ولا يسمح له إلا بأن يكون واجهة باهتة لا تعكس حقيقة إبداع ينشد الحرية ويحلق بلا قيود ،ويتقمص الوعي بأشكاله في سبيل نصرة قيم الإنسان.
على عتبة الشهر الثاني من الحراك يزدهي الفعل الثقافي بالشارع في أبهى حلله، بلا وزارة ثقافة ولا بهياكل أضحت بلا روح يسكنها الصمت كل حين، حراك قدم عروضا في الإتحاف الفني على مرأى الآلاف و أبرز نموذجا للوعي المبهر بأشكال مختلفة للتعبير في ظلال شارع يتنفس أنسام الحرية بعمق، كل هذا يدلل بلا شك على حجم الهوة الفارقة بين تطلعات المبدع والمثقف وسياسات المؤسسات الثقافية التي لم تكن ترى فيه فاعلا بقدر ماهو مفعول به لأجندات تتجاوز وعيه ودوره، وتستهدف احتواءه وسد أفق الحرية أمامه وفي الحرية يكمن الإبداع.