أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
مديرة التخرير سعاد العتابي

الثقافة من الميوعة إلى التمييع.. مصطفى بوغازي


image


الثقافة من الميوعة إلى التمييع

نذهب بعيدا في التنظير للفعل الثقافي ودوره وآلياته في تكريس الوعي الصحي والإشعاع المعرفي والتلاقح الفكري بيد أن الواقع المكرس يبتعد كل البعد عن هذا المنحى، فالسلطة تنظر للمثقفين على أنهم أطفال مشاغبون في مأدبة فتعمد إلى اختيار من يحسن تلهيتهم والسيطرة على حركاتهم لتتفرغ لاحتفاليتها، فبعد سنوات عجاف أفرغت الفعل الثقافي من فحواه وأبعاده وجديته مع التوظيف المؤسساتي المقيت للفعل الثقافي، وتكريس لوبيات تقتات تحت مظلة واحدة تتقاسم المنبر والمغنم في ظل إقصاء تام للأسماء الفاعلة النزيهة والتي تخلص لرسالتها وترتقي بأفكارها بعيدا عن التدجين والسطحية والميوعة، وكل السلوكات التي تستهدف الثقافة الهادفة والوازنة في المقتل لصالح التهريج بأشكاله، وبنهاية عهد الميوعة من مثقفي السلطة الذين مكثوا زمنا يرضعون الذل بالتملق وبيع الذمم، منسلخين عن واقعهم متملصين من واجبهم يمارسون الاقصاء بالوكالة والولاء الاعمى بشطارة، تخرج علينا السلطة بدون حياء ولا احترام بتمييع الميوعة أكثر فأكثر، فتصاب الطبقة المثقفة بصعقة تضاف إلى رصيد الإحباط القابع على الصدور الكاتم للأنفاس، ليس من باب أن هذا النموذج الهزيل الذي لا يشرف المثقفين سيؤثر في دواليب الفعل الثقافي ونحن نعلم أنها مجرد نزهة قصيرة في وزارة الثقافة، وإنما أن هذا النموذج تقزيم للمثقف الفعلي وازدراء لدوره النخبوي واحتقار للثقافة الفاعلة، إلا من باب أنها حكومة تصريف أعمال فمهمتها توقيع كل شيء، وعلى أي شيء لتصريف أعمالهم التي بقيت عالقة.
 1  0  242