أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

قراءة في كتاب "الاديان والمذاهب في العراق" للكاتب رشيد خيون. بقلم / إنعام العطيوي

قراءة في كتاب "الاديان والمذاهب في العراق" للكاتب رشيد خيون.  بقلم / إنعام العطيوي
 قراءة في كتاب "الاديان والمذاهب في العراق" للكاتب رشيد خيون.

بقلم / إنعام العطيوي

يعد كتاب الاديان والمذاهب في العراق للكاتب رشيد خيون من الكتب المرجعية المهمة للتعرف على التنوع الديني والمذهبي في العراق عبر تاريخهِ الطويل، اذ قدم الخيون مطبوعه هذا عبر مكتبة "الفكر الجديد، منشورات الجمل" رحلة معمقة في طبقات المجتمع العراقي الدينية سلط فيها الضوء على الاديان والمذاهب التي تعايشت وتفاعلت مع بعض، وطرح في كتابهِ منهجية بحثية جادة تكونت من 580 صفحة في طبعة مزيدة ومنقحة لعام 2007، استند فيها على المصادر التاريخية والفلسفية الموثوقة مستفيداً من تخصصهِ في الفلسفة الاسلامية وخبرتهِ في البحث التراثي وتعمق في تحليل النشأة التاريخية للأديان والمذاهب وتطور عقائدها وشعائرها واثرها في النسيج الاجتماعي الثقافي العراقي، وعكس خيون قدرتهِ في هذا الكتاب على تحليل الافكار المعقدة وتناول موضوعات دينية ومذهبية، كما أهتم الكتاب بتغطية الاديان السماوية الكبرى التي تعايشت في العراق شمل (11) فصل.
* اذ ركز الفصل الاول على الصابئة المندائية التي تمركزت على ضفاف دجلة والفرات في وسط وجنوب العراق وذكر معارجهم وهي (معراج دنانوخت او ادريس الى السماء السابعة) حيث مكان الحي العظيم ونبيهم ادريس وهو احد عظماء المندائيين من النوصرائيين العارفين بالدين وكان يحفظ الكتب المقدسة عن ظهر قلب ويمتلك النوصرائيين سبع كتب ادت الى تفرقتهم، كما ان للمندائيين كتب ورسومات اشارت الى وجود ناقلات للأرواح أو ما عُرف بسفن الكواكب ظهرت على هيئة الشمس والقمر والكواكب، ويعد المنادئيون ان الشمس ليست مضيئة وانما تستمد الضوء من ارواح وكائنات نورانية، اما صلة المندائيين بالعراق وحضارته القديمة فقد ذكر ابي الحسن المسعودي في روايته ان الكلدانيون هم البابليون المتبقين في واسط والبصرة كما اشار التاريخ القديم الى الصابئة الكلدانيين وهم البابليون.
* اما الفصل الثاني فقد كان بعنوان الايزيدية القاطنين في وادي لالش المقدس ويعتقدون انهم ولدوا من ادم فقط من دون حواء واختلطت طقوس الايزيدية بطقوس الاديان الاخرى ولهم كتب دينية منها "مصحف رش، والجلوة" وهي ديانة غير تبشيرية ولا يسمح بزواج من غير ديانة للذكور والاناث ولا يحق للأخرين الدخول للديانة الازيدية، وتظهر في مصادر الملل والنحل الاسلامية ان الفرق اليزيدية تم اتباع يزيد بن انسية الخارجي احد الفرق المنشقة عن الاباضية وهم عبد القاهر البغدادي ومحمد بن عبد الكريم الشهرستاني، ويقال ان الايزيدية تتجنب ذكر الشيطان لتتقي شره ويقولون ليس من شأن البشر ان يتحزبوا او يدخلوا في خصام وقع بين الله وملائكته المغضوب عليهم بسب معصيتهم ويجوز ان يصفح عنه ويشمله برحمته ويعود استمرار وجود الايزيديين ككيان اجتماعي وديني الى جبل سنجار ووادي لالش بشيخان اذ احتموا بهذا الجبل من فتاوى الابادة الجماعية في زمن العثمانيين، ويعتمد رجال الدين والسياسة في ابحاثهم على كتاب الرحالة التركي (اوياء تركي) عام 1654 الذي حمل ضدهم كراهية عميقة، اثبتت فيما بعد بانهم لا يعبدون البشر ولا يعبدون ابليس بل يعبدون الله ولكن بطريقة مغايرة ولا يودون التخلي عن عقيدتهم ويعشقون بيئتهم للحد الذي يعتقده الاخرون انهم يعبدون بيئتهم، ويرتبط الايزيدية بالشيخ لدي وهو مختصر للشيخ عدي او عادي وهو شيخ متصوف ويعد ضريحهُ بمثابة الكعبة لدى المسلمين ويقدسون كتبهُ كما يقدس المسلمون القران، اما تواجدهم فيتمركز في مناطق شمال العراق مثل "سنجار وشيخان وبعشيقة ودهوك وتلعفر وزاخو وتلكيف" وخارج العراق يوجدون في بعض مناطق سوريا وتركيا وحدود روسيا القفقازية.

* وفي الفصل الثالث كان بعنوان اليهودية والذي يعود الى وجودهم في وادي الرافدين نتيجة السبي البابلي وهو مغاير لاستيطان باقي الاقوام ففي كافة السيناريوهات للاستيطان يكون اما بفتح او تبشير او انبعث من ديانات اخرى او استوطنت للبحث عن الماء والكلاء ولكن استيطان اليهود جاء نتيجة السبي البابلي الذي جاء بهم لوادي الرافدين كسبايا ومن كتابهم السماوية هو التوراة وديانتهم اليهودة ونبيهم هو النبي موسى عليه السلام، وقيل ان اول تجمع لليهود بعد السبي البابلي كان في الانبار وبين احمد سوسه في كتابهِ وهو يهودي اعلن اسلامه عام 1936 واستبدل اسمه باحمد "ان الديانة اليهودية الحالية تؤمن بالكتاب التوراة الذي كُتب على يد كهنة كانوا في الاسر ببابل وما بعد الاسر في اللغة التي صارت تعرف باللغة العبرية وهي الآرامية وهو هذا التوراة الذي يؤمنون به اليوم اليهود" اي بمعنى هو غير التوراة الذي نزل على النبي موسى باللغة المصرية قبل ثمانمائة عام من عصر يهود اليوم، وبعد ان تحول السبي الى استيطان دائم اتفقت الديانتان البابلية واليهودية في العديد من شرائعها ومنها تقديس يوم السبت واكرام الام والاب وعدم ذكر الله باطلاً، الا عندما حكم الاسكندر المقدوني دخلوا في ولايته وطبقوا تعليماته اما توزيعهم فهم متواجدون في البحرين وهي المنطقة الوحيدة من الخليج العربي المتواجد فيها اليهود بعد تهجيرهم القسري من الجزيرة العربية بقرار من الخليفة عمر بن الخطاب رض الله عنه ومنهم من جاء للعراق، كما وصفت حالة اليهود في زمن الحكم العثماني بانه كان هنيئاً لهذا تشجع يهود اوربا للهجرة الى البلاد الواقعة تحت الحكم العثماني، ولكن في العراق الحديث تم هجرة اليهود من العراق بفعل تخطيط اسرائيلي تكللت بحادثة الفرهود واسقاط الجنسية عام 1941 وكانوا في العراق يعدون من الطبقة الاجتماعية المنتجة والمسيطرة على المال والفن والصناعة، ولليهود اثار تركوها بعد تشييدها واعطائها قدسية منها "ذي الكفل او حزقيال، وعزرا او العزير الكاتب" ويقال عرف باسم ذي الكفل لأنه كفل شعب اسرائيل بالنجاة من اسر البابليين ويقع مرقد العزير على حافة نهر دجلة بين القرنة والعمارة.

* وفي الفصل الرابع جاء بعنوان المسيحية وهذا الفصل وحدهُ بحاجة الى تلخيص وقراءة منفصلة ولكن لضيق الوقت اكتفينا بذكر قدر مختصر منه اذ ارتبطت المسيحية بمختلف اقوام العراق القداما مثل الكلدان والسريان وارام وعرب وامتدت المسيحية من البصرة حتى الصين والهند ولم ينافسها غير المندائية والمجوسية، والمسيحية هي من الديانات التبشيرية ويصل تاريخها الى عشرون قرن في بلاد ما بين النهرين وهناك من اعتبر "مارتوما" هو اول مبشر للمسيحية في العراق واتفقت الروايات ان حدياب وعاصمتها اربل كانت القاعدة لإعلان المسيحية في العراق وقد وصلت الى الهند وما وراء النهر واعتنقها الكثير من المغول عند احتلال العراق واتفق في عِبادتهم على الثالوث المقدس الذين متفقين فيه ان له ثلاث صفات وهي الابوة والنبوة والانبعاث وان تاريخ الثالوث المقدس ظهر في القرن الثاني الميلادي وعرف بالروح القدس وتالف من " الاب والابن والروح المقدس" وان الانسان عاجز عن تفسير الثالوث المقدس لأنه ليس على كفاية من النضج العقلي، اما كتبهم فهي الاناجيل المعتمدة لدى المسيح واول من دون الانجيل هو القديس متيي باللغة الارامية ثم انجيل مرقس باللغة اليونانية وكان اسم الانجيل لدى العراقيين المسيحيين باسم " العهد القديم والعهد الجديد".

* وفي فصل الكتاب الخامس كان بعنوان الشيعة ذكر فيه ان هذه المناطق الشيعية تعد مناطق مغلقة لملة واحدة وان للصلاة فيها طرقاً اخرى تميزهم عن المذاهب الاسلامية الاخرى، ويتميزون بعبارة "اشهد ان علياً ولي الله" الا ان هذا لم يجعلها متقاطعة من غيرها، اما تأسيس هذا المذهب فقد نسبه مؤرخو الشيعة الى النبي محمد (ص) وهو بذرة الاسلام الاولى حالها في ذلك حال باقي المذاهب الاخرى ورغم تبلور المذهب الشيعي وبرز منه فرق وجماعات الا انهم بقي ولائهم للإمام علي عليه السلام وبعد وفاته انتقلت الامامة الى ولديه الحسن والحسين عليهما السلام ثم استمرت الامامية بعد استشهادهم الى موسى بن جعفر الكاظم ثم علي الرضا عليهم السلام جميعاً، ومن الفروع التي تفرعت من المذهب الشيعي وذكرت في الكتاب هم العلويون والمهديون حتى ذكر مرور المذهب الشيعي بحقب حكم سياسية كانت منها العابسية وتشيع منطقة الاهوار وانتشار التشيع بين العشائر.

* اما في الفصل السادس من الكتاب فقد ركز على المذهب الحنفي وهو احد المذاهب الاسلامية وهو نسبة الى الامام ابي حنيفة النعمام بن ثابت الذي نشأ بين ظهراني الكوفة ويمتد جذوره حسب اهل الرأي في المذهب الحنفي الى عقود الاسلام الاولى ويميل المذهب الحنفي للانفتاح والتسامح الاجتماعي، ولابي حنيفة الريادة بين الفقهاء في الانفتاح والدعوة الى التسامح بين الاديان فهو يساوي بين دية المسلم واليهودي والنصراني والمجوسي والصابئي ويوصي بحسن معاشرة اهل الاديان الاخرى، وتبنى العباسيون الاوائل المذهب الحنفي ببغداد، وكتب علي الوردي ان الدولة العثمانية تشددت بالتمسك بالمذهب الحنفي لأنه كان يجيز ان تكون الخلافة في غير قريش ومن رواية اخرى في غير العرب، ومن اهم المجالات التي ساعدت على انتشار المذهب الحنفي هو القضاء والمدارس، وفي الحكم العثماني كان المذهب الرسمي في العراق هو المذهب الحنفي، وبقي مشهد ابي حنيفة في مقبرة الخيزران بالأعظمية ببغداد واصبح مزاراً يحج اليه الحنفيون من كل بقاع الارض وبقي محط تبادل النعرات الطائفية بين هدم الدولة الصفوية وعمران الدولة العثمانية وان شافعية السلاجقة لم تمنع سلاطينهم من بناء قبة لضريح امام المذهب المنافس لمذهبهم مدى قرون.

* وفي الفصل السابع جاء تناول المذهب الشافعي في الدين الاسلامي وهو مذهب معروف في في شمال وغربي العراق، وان انتشار الشافعية جاء رسمياً بجهود الوزير نظام الملك الشافعي والاشعري وكانت بداية وجود المذهب الشافعي في بغداد على يدين محمد بن ادريس الشافعي عام 150 هـ وهي نفس السنة التي توفي فيها الامام ابو حنيفة النعمان، وخلف الشافعي بمصر صاحبه ابو يعقوب يوسف بن يحيى البويظي عام 232هـ وانتشر المذهب الشافعي على يد البويطي في مصر وما زال هو اكبر المذاهب الاسلامية هناك، واخذ الشافعيون بالنشر لمذهبهم عن طريق نسخ الكتب والطواف في البلاد وكان اول الناشطين ببغداد هو ابو علي الحسن بن محمد الزعفراني، ومن اشهر شخصيات المذهب الشافعي بالعراق بعد نهاية العهد السلجوقي هو محمد بن عبد الله بن محمد البسطامي عام 548 هـ ، وتشير الروايات الى انتشار المذهب الشافعي بين الاكراد في العراق عبر الامراء السلاجقة المتأخرين وخصوصاً في العهد الاتابكي، ومعناه مربي الامير السلجوقي، وكان التوافق بين الشافعية والحنابلة بعيد فاشعل خلافات يومية تقريباً في اروقة المدارس والمساجد في بغداد.

* اما الفصل الثامن فقد تناول الحنابلة في العراق ونشأة حركة الحنابلة بالعراق بجهود الامام احمد بن حنبل البغدادي، وهي حركة نشأتها العراق الا انها كانت حجازية الجوهر والقصد فقد ارتبط تاريخ بغداد الفقهي والفكري منه لقرون عديدة بمشاكسات الحنابلة التي بدأت بمقاطعة وعناد ابن حنبل المستمر لمجالس المناظرات الفكرية والفقهية وتحول عناد ابن حنبل من المستميت الى بطولة بين الناس فكثر شغب العوام بالهتاف للحنابلة، دون ان يعرفوا تشدد هذا المذهب ضد الحركة الفكرية، واسس ابن حنبل بجمعه الكم الهائل من الحديث النبوي وانغلاقه على النص الديني، ولم يخطيء المؤرخ محمد بن جرير الطبري الشافعي في عد ابن حنبل محدثاً لا فقهياً ولم يذكره في كتابه اختلاف الفقهاء، وتشدد ابن حنبل ضد اهل الكتاب وبقية الاديان فقال "ليس لليهود والنصارى ان يدخلوا الحرام" واعتمدوا خشونة العيش في حياة مشايخهم وفي عام 464 هـ تدخل الحنابلة في حياة الناس الاجتماعية كمطاوعة (جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر)، كان ابرز شخصيات الحنابلة في العراق في مجال الفقه والادب واللغة هو القاضي يحيى بن اكثم.

* اما في الفصل التاسع فقد تناول فيه رشيد خيون الكاكائية، وذكر ان حفيد الخليفة الناصر لدين الله عام 640 هـ لبس سراويل الفتوة عند مرقد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام بالنجف الاشرف، وتعود كلمة الكاكائية الى كلمة كردية تعني الاخ الاكبر والمعروفة بالاخية وكان الامام علي بن ابي طالي عند الكاكائية مثالاً للفتى الاول الذي يدراء الظلم والاعتداء عن ابناء محلته وطائفته، فيما ذكر المؤرخ مينورسكي العلاقة بين الكاكائية والعلي الاهيين، والتي شاعت في المناطق الكردية، وهم اناس يحتفلون كثيراً بالغرباء كما اشار ابن بطوطة، وهم اسرع لإطعام الطعام وقضاء الحوائج، في حين فسرها الاب الكرملي عام 1947 للكاكائية بانها لفظة ليست لاسم قبيلة او امة او قوم او بلد وانما هي لفظة كردية فارسية الاصل معناها الاخ اما تقرير الاستخبارات البريطانية فان الكاكائية بالأصل هي طريقة صوفية ودروشة سواء من ناحية التنظيم او المنشأ التاريخي ومؤسسها حسب التقرير هو السلطان اسحاق بن عيسى البرزنجي، وهو مطابقاً لما كتبه المؤرخ مينورسكي حول العلي اللاهية، في حين كتب الكرملي عام 1896 انهم طائفة خفية المعتقد والمذهب مبثوثة في كركوك وانحائها وهم يخفون رأيهم الديني على الناس ويتظاهرون بالإسلام في الاماكن التي يكون سكانها الاكثرية المسلمة ويتظاهرون بالنصرانية في الاماكن التي يكون سكانها الاكثرية من المسيحيين، ومن اهم الكتب للكاكائيين وهي الكتب المشتركة مع اهل الحق والعلي الاهيين كتاب "خطبة بيان" والمنسوب الى الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ويشترك في مزاراتهم اهل الحق من العلي اللاهيين وهو مزار سلطان اسحاق في جبل هورامان ومزار سيد ابراهيم بين مقبرة الشيخ عمر والباب الاوسط في بغداد ودكان داوود ومزار زين عابدين في داقوق ومزار احمد في كركوك ومزار عمر مندان في كفري.

* وفي الفصل العاشر لكتاب رشيد خيون تناول البابية والبهائية وهم حركة دينية اجتماعية واحدة اتهمت بنسخ الشريعة واباحة المحارم وظهرت في ايران وقد استوعبت المتغيرات الجديدة في الشرق الاوسط من مؤسسيها الشيخ علي محمد الشيرازي وخليفته بهاء الله الذين اعتمدا الخوارق الغيبية مثل جريان مياه الانهار عكس مسارها وبأمرهما تتحرك الاحجار وتنحني الاشجار واقرت هذه الديانة النسخ الجزئي للنصوص في الشريعة في المعاملات كالموقف من النساء ثم نسخ في العبادات واعتبرت الدين يقتصر على العبادات اما المعاملات فهي شائناً اجتماعياً ثم تصدرت "تاج زرين القزوينية" قيادة الدعوة وتمردها على الشريعة واتصلت بالناس من خلف الستائر ثم اصبحت مطاردة من الدولة العثمانية السنية في العراق والصفوية الشيعية في ايران كونها اقرت خلع الحجاب للحريم، وفرضت عقوبة الاعدام على المنتمين لهذه الحركة في العراق وايران، وقد اخفى البابيون جثمان الباب وصاحبه خارج المدينة في مستودع سري بايران ودفنا في قبر على بضعة اميال من المكان الذي قضى بهاء الله سنواته الاخيرة ومكان الضريح على سفح جبل الكرمل بعكا في فلسطين الذي اتخذوه فيما بعد قبلة ومكانهم المقدس ومنطلق دعوتهم للقارات الخمسة واعلنوا نوروز عيدهم، والبهائية هم نسبة الى بهاء الله وهو لقب الميرزا حسين علي بن عباس وهو من العائلات الشهيرة بايران وللبهائيين في بغداد كعبة وهي دار التي سكنها بهاء الله بالكرخ محلة الشيخ بشار غرب بغداد وتعود الدار الى موسى هادي الجواهري ولا تؤمن البابية والبهائية بتوقف اتصال السماء بالارض او ختم النبوة فالوحي في عقيدتهم يواصل النزول، وفي سنة 1970 حرم الاعتقاد البابي والبهائي ويحظر الترويج لهذين الديانتين وتغلق جميع المحافل البهائية ومراكزها الموجودة في بغداد ويعاقب المخالف بمدة لا تقل عن عشر سنوات.
* اما الفصل الحادي عشر للكتاب فقد تناول فيه الشبك وهم في شمال شرق الموصل ولهم مقالات وطقوس خاصة بهم وهم قبيلة كردية فيها الشيعة والسنة وذكر في كتابه ان الشبكيون كتب عنهم مؤرخون امثال محمد امين زكي وذكرهم بال (سارلي او صارلي او الصارلية) وهم طائفة كردية بحته وايد هذا التقرير عصبة الامم المذكور في نصها صفحة 60 ان لغة هذه الطائفة ايضاً اللغة الكردية ومن المؤرخين الغربيين كتب عنهم (ستيفن همسلي لونكريك) وهو احد ضباط الحملة البريطانية على العراق في كتابه "العراق الحديث" اما الاب الكرملي فقد كتب عنهم لا يعرف لهم دين خصوصي، في حين ذكرت دراسات ان الشبك تكون من اعتقادات دنية وفقهية وتشمل الصوفية المبنية على حركة اهل الحق، وتكونت الشبكية عندما تيمورلنك عاد من بلاد الروم وزار الصدر الدين موسى احد اجداد اسماعيل الصفوي واطلق سراح الاسرى الروم فصار اهل الروم يتبعون صدر الدين وجميع المشايخ من ذرية اسماعيل الصفوي وقطنوا منطقة الموصل ومن القرى المخالطة لقرى الشبك هي ( تيس خراب كبير ، تيس خراب صغير) ومن الدراسات التاريخية فان الشبك هي عشائر كردية تأثرت بالمذاهب والديانات المحيطة ودخل بعضهم بالتكايا والطرق الصوفية اما الشبك السنة فيقطنون في مناطق بمدينة الموصل وهي (باريمة، عمر قابجي، خرسباد، سماقية، بعويزة، اورطة خراب، باجربوع، فاضلية، خويت له، ديرك) والمذهب السائد لديهم هو المذهب الشافعي رغم اغلب اهل الموصل على المذهب الحنفي، اما الشبك الشيعة فيقطنون ( خزنة تبة، طيراوة، دراويش، بدنة صغير، بدنة كبير، نوران، بايبوخت ، علي ره شه، زهرة، خاتون، مفتية، جمه كور، منارة ).

* ثم ختم الكتاب بملحق تضمن فصلين الاول كان التوزيع الديني للسكان العراقيين تضمن جداول واحصائيات وبيانات توزيع الديانات في كل محافظة اعتمد فيها على الدراسات الميدانية والثاني التوزيع القومي للسكان في محافظات العراق وايضاً تضمن بيانات وجداول احصائية للتوزيع السكاني معتمداً معلوماتهِ على مديرية الامن العامة في مركز الاعداد والتطير الثقافي للسكان.

من الجدير بالذكر ان رشيد خيون كاتب ومؤلف عراقي يعود الى مدينة الجبايش له شهادة دكتوراه في الفلسفة الاسلامية من جامعة صوفيا عام 1991 وهو كاتب مقال اسبوعي في جريدة الشرق الاوسط وباحث في التراث الفكري والفلسفي الاسلامي له مؤلفات منها ( مذهب المعتزلة من الكلام الى الفلسفة، وتلخيص البيان في ذكر اهل الاديان، ومعتزلة البصرة وبغداد، وجدل التنزيل، تاريخ البابية والبهائية، المباح واللامباح، وكتاب مندائي او الصابئة الاقدمون، وخواطر السنين ، ومذكرات الدكتور محمد مكية).