السودان.. مأساة منسية..!

بقلم "الملكة هــ"
منذ أبريل 2023، والسودان غارق في أتون الحرب—أزمة مستمرة دخلت عامها الثاني. ملايين السودانيين فقدوا منازلهم، مصادر رزقهم، وأحبّاءهم. تفرّقت العائلات، وعجزت عن الاجتماع مجددًا. الأسس التي قامت عليها الاستقرار والأمن قد انهارت، تاركةً وطنًا بأسره في حالة من الضياع وعدم اليقين.
اللاجئون السودانيون الباحثون عن الأمان يواجهون تحديات هائلة. العديد من الدول أغلقت أبوابها أمامهم، مما زاد من صعوبة البقاء على قيد الحياة. الوضع الاقتصادي كارثي، حيث يكافح الملايين للعثور على عمل وإعادة بناء حياتهم. أما العبء النفسي، فهو فوق طاقة الاحتمال—حياة في خوف دائم، دون معرفة ما يخبئه الغد.
المساعدات الإنسانية، التي يفترض أن تكون شعاع الأمل، لم تفِ بالغرض. تختلف استجابات العالم للأزمات، ومن المحزن أن نرى كيف يتم تفضيل بعض المآسي على غيرها. لو اندلعت هذه الحرب في مكان آخر، هل كان الرد ليكون مختلفًا؟ هل كان العالم سيتحرك بجدية وتعاطف أكبر؟
السودان أرض غنية بالتاريخ والتنوع، وله تقاليد عريقة في التعايش. لطالما كان ملجأً للمحتاجين، يفتح أبوابه لمن يبحث عن الأمان، مقدّمًا موارده وكرمه للجميع. لكن في لحظة معاناته الأعظم، أدار له العالم ظهره.
هذه الحرب ليست مجرد أزمة سودانية—بل هي أزمة إنسانية. كل روح تُزهق، وكل عائلة تُهجر، وكل طفل يُحرم من مستقبله، هو خسارة جماعية للبشرية بأسرها. هذه الصراعات تكشف الفجوات في إحساسنا بالمسؤولية المشتركة تجاه بعضنا البعض. وتذكرنا بأن السلام ليس مجرد فكرة سياسية، بل ضرورة أخلاقية.
وبينما نواجه هذه المحنة، علينا نحن السودانيين أن نتأمل في رحلتنا. يجب أن ندرك قوة الوحدة، وثراء التنوع، والحاجة الملحة لتجاوز الانقسامات. لم تبنِ الحروب يومًا الأمم—فقط السلام والتفاهم قادران على ذلك.
لا يجب أن تكون هذه مجرد حرب أخرى تُنسى في كتب التاريخ. علينا أن نتحدث، ونتحرك، وندعم الجهود لتحقيق حل سلمي. *الأرواح السودانية ثمينة. المعاناة يجب أن تنتهي. الحرب في السودان يجب أن تتوقف.*
#أزمة_السودان #الإنسانية_أولًا #أوقفوا_الحرب_في_السودان #السلام_للسودان